الجمعة 29 مارس 2024
الرئيسية - كتابات - لكي يتجسد التصالح والتسامح
لكي يتجسد التصالح والتسامح
تنزيل (5)
الساعة 05:28 مساءً
رائد الغزالي شيء جميل في هذا الوجود وشيء عظيم أن يوجد فيه سلام وحب ووئام وتعايش وإخلاص وشورى في الأمر وأكثر من ذلك وجود التصالح والتسامح بين الناس إن ذلك أمر من الله ذو القوة المتين لعباده في الأرض أن يعملوا بالتصالح والتسامح ففيه الصلح والصلح خير كما قال الله تعالى (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) تجمع التصالح والتسامح الذي أقامه أبناء الجنوب في سنوات مرت وأصبحت ذكرى ومهرجان يقام في كل عام في المحافظات الجنوبية والشرقية في شهر واحد من كل عام والتي ترتبط بأحداث ١٣ يناير من العام ١٩٨٦م والتي كانت أحداث دامية بسبب الخلاف بين ساسة غير فقهاء في السياسة مع أن الإختلاف يحدث في كل بلد من العالم وقل مايكون دامياً ومأساوياً. هذه التجمع العظيم الذي يحدث في جنوب اليمن لهو شيء قيم في النفس البشرية أن تدعوا إلى التجمع والتراحم والتقارب له دلائل ومبشرات بالخير لاتقتصر على الجانب السياسي بل في كل جوانب الحياة هناك من الناس في الجنوب تأثروا تأثيراً كبيراً في مبدأ التصالح والتسامح على مستوى حل الخلافات. الفعاليات التي حدثت وتحدث في الجنوب وتخص هذه الذكرى تشمل الجانب السياسي ولكن الغباء السياسي والفكر المتحجر لازال موجوداً في كثير من الذين يدعون القيادة والوصاية على الشعب رغم السنوات التي مضت. بالنسبة لواقعنا اليوم وماتم إنتهاجه بعد أحداث الحرب الأخيرة 2015م رأيت غير مفهوم التصالح والتسامح.إن أسلوب القنص المتمرس والسهم المعادي موجود خاصة في المحافظات الجنوبية. من خلال نهج أسلوب الإقصاء وإنتهاج سياسة الولاء الحزبي والتبعية في التوجه وهذا ماحدث على الواقع من تعيينات في مناصب مدنية وعسكرية فإن لم تكن معي فأنت ضدي. تلك التصرفات في وقائع تتنافى تماماً مع مفهوم مبدأ التصالح والتسامح وتكشف ماكان مخفياً من قبل أشخاص مع أن هناك كثير من الشعب يحترمون ويقدسون مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ولكي يتم تجسيد واقعية التصالح والتسامح 2017م يجب أن يكون هناك قبول بالآخر وإنفتاح وشراكة حقيقية في صنع القرار ومد الأيادي لتتشابك وتتعاون في جلب الخير والخدمات للشعب والعيش الكريم ونصرة المظلوم وإحلال الحق لان هناك من كانوا خارج السلطة أصبحوا فيها فعليهم أن يبهرونا ويثبتوا واقعية التصالح والتسامح وتغيير الأفكار القديمة والتقرب للجميع وتنحية الخلافات جانباً أو إزالتها والابتعاد عن التخوين والعمل بما يتطلع مع طموح المواطن لكي تثمر الجهود ويكون مفهوم التصالح والتسامح قولاً وفعلاً.

آخر الأخبار