الجمعة 29 مارس 2024
الرئيسية - أخبار بوابتي - بعد وفاة "كاتم سر الملالي".. إيران في مهبّ 3 سيناريوهات.. أولها "فشل نووي"!
بعد وفاة "كاتم سر الملالي".. إيران في مهبّ 3 سيناريوهات.. أولها "فشل نووي"!
أمين أسرار النظام الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني
الساعة 05:27 مساءً
أصدر مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، ثلاثة سيناريوهات محتملة للسياسة الإيرانية بعد وفاة عرّاب وأمين أسرار النظام الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان شخصية تُجيد سياسة المساومات وحسابات المكسب والخسارة، ولا شك في أن غيابه سيفتح الباب أمام صعود المتشددين من التياريْن المحافظ والإصلاحي. ويعتمد أول السيناريوهات على المواجهة والحسم المبكر للمعركة اعتماداً على دفع المرشد والتيار المحافظ بمرشح متشدد، مع حجب مجلس صيانة الدستور الصلاحية عن روحاني لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، ويقوي هذا السيناريو قناعة التيار المحافظ بفشل الاتفاق النووي، وعدم قدرة روحاني على التعامل مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وفي هذه الحالة سيُحكم على التيار الإصلاحي بالانزواء من جديد، ولن يستطيع القيام بِرَدّ فعل قوي في ظل غياب رفسنجاني الذي كان يستطيع التحرك بين أوساط المحافظين التقليديين، والدعوة إلى ترك مساحة من الحراك السياسي حتى تستمر اللعبة السياسية ولا يصاب النظام الإيراني بالجمود، وفي هذا السيناريو ستزداد إمكانات الحرس الثوري وسيطرته على الاقتصاد الإيراني، وستزداد أطماعه في السيطرة الفعلية على جميع مقاليد السلطة في إيران؛ بما فيها منصب المرشد بعد وفاة خامنئي. وثاني السيناريوهات هو استمرار الوضع القائم؛ وهو يعني ترشح "روحاني"، وعدم اعتراض مجلس صيانة الدستور عليه، مع تقديم التيار المحافظ مرشحين ضعافاً لتنتهي الانتخابات بفوز روحاني، ويستمر التحالف بين المعتدلين والإصلاحيين، ولكن تحت ضغط مستمر من المحافظين وتنازلات أكبر يقدّمها روحاني تتعلق بتركيبة الحكومة القادمة، والتضييق على التيار الإصلاحي؛ ومن ثم يُتوقع في هذا السيناريو ابتعاد الإصلاحيين عن روحاني، ولجوؤهم إلى العمل السياسي المنفرد أو السري، الذي من المؤكد أن تتعامل معه الجهات الأمنية التابعة للمرشد أو السلطة القضائية بقسوة؛ وهو الأمر الذي ظهرت بوادره في تعامل السلطة القضائية مع النائب الإصلاحي محمود صادقي على خلفية اتهام الأخير لرئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني بالفساد المالي، ومن ثم فسوف تتجه الأجواء السياسية الإيرانية إلى التوتر؛ ولكن على المستوى البعيد نسبياً مقارنة بالسيناريو الأول. وفي ثالث السيناريوهات يكون الحكم للشعب؛ حيث يقوم هذا السيناريو بإدارة انتخابات رئاسية قوية تعتمد على تقديم مرشح محافظ قوي في مواجهة روحاني، وترك مساحة من الاختيار للشعب الإيراني، تدعم من خلالها المشاركة الانتخابية وتدفع الجماهير إلى استعادة جزء من الثقة بالنظام بعد سلسلة الفضائح المالية المتوالية التي تَعَرّض لها. وهذا السيناريو على الرغم من ترك مساحة من الحرية الظاهرية للشعب فيه؛ فإن المخرج النهائي للعملية الانتخابية سيكون مضموناً للمرشد؛ ففي كل الأحوال يمكن السيطرة عليه وتوجيهه، وهو في هذه الحالة يضمن بقاء التفاف الإصلاحيين حول "روحاني" وعدم خروجهم من اللعبة السياسية الرسمية؛ ومن ثم فسيدعم النظام ويوفر عليه قدراً من الصدامات الأمنية التي قد تشوه صورة إيران داخلياً وخارجياً في مرحلة حرجة، يحتاج فيها النظام إلى دعم القوى الخارجية؛ بخاصة الاتحاد الأوروبي، في مواجهة العداء المتوقع من دونالد ترامب. ولا شك في أن اختيار أي من السيناريوهات الثلاث مرتبط بشخص "خامنئي" كبقية السياسات في النظام الإيراني؛ لكن خلف الكواليس كان لـ"رفسنجاني" دوماً ثقل يؤخذ في الحسبان؛ ليخرج القرار النهائي لـ"خامنئي" وهو يحمل في طياته حسابات أخرى لا شك في أن "رفسنجاني" كان يشكّل رقماً كبيراً فيها، ومن ثم اختيار خامنئي أياً من السيناريوهات السابقة سيوضح ما فقده التيار المعتدل والإصلاحي بغياب رفسنجاني؛ بمعنى أنه كلما كان اختيار "خامنئي" أكثر تشدداً، ازداد أثر غياب "رفسنجاني" على التيار المعتدل.

آخر الأخبار