السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - لهذا السبب صالح يعتبر هادي ألد اعداءه
لهذا السبب صالح يعتبر هادي ألد اعداءه
صالح وهادي
الساعة 10:20 مساءً
لم يكن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يكره أحد ويبغضه ويحقد عليه مثلما يكره ويبغض الرئيس عبدربه منصور هادي ، فصالح لم يحمل العداوة لجماعة الاخوان ولا لآل الأحمر ولا للجنرال علي محسن ولا لشباب الثورة أكثر ممايحملها لهادي ، وقد يظهر ذلك من خلال وصف هادي بالالفاظ النابية كالفار وغيرها في مقابلاته وتحديه بالعودة لصنعاء وتحميله مسؤولية كلما يحدث ، كما انه من شدة عداوته لهادي لم يعزيه إذا توفى احد من اقاربه وهو عكس مايقوم به صالح من التعازي لبقية اعداءه او خصومه . عندما قام صالح بتسليم السلطة لهادي ، كان هدفه هو ان يظل هادي رئيس لمدة عامين يتصرف ويقرر حسب مايريده صالح كونه رئيس حزبه ، وبعد العامين يغادر هادي السلطة عبر انتخابات رئاسية يقدم فيها صالح نجله احمد ، ولكن هادي استلم السلطة واحترم الطريقة التي اوصلته إليها وانتخبته عبرها ، فأعتبر نفسه رئيس وفاقي لكل اليمنيين واتجه نحو بناء دولة حقيقية من خلال مخرجات الحوار الوطني الشامل ، ولم يتصرف كما يريد صالح وحسب مزاجه واهدافه الخفية ، وهذا ما جعل هادي يغلق امام صالح العودة إلى السلطة عبر نجله احمد ، ولعل مقولة صالح التي قال انه سلم السلطة إلى ايدي امينة ويقصد بها هادي ، معناها ان يعيد هادي الامانة التي تسلمها إلى صالح وهي السلطة ، ولكن عندما لم يرد هادي السلطة لصالح اصبحت تلك الايادي خائنة ،، باختصار صالح كان يريد هادي كمحلل يتزوج اليمن لمدة عامين ثم يطلقها ليتزوجها صالح مرةً اخرى كما تزوجها من قبل 33 سنة . صالح اتخذ سياسة لمحاربة هادي قبل ان يصبح هادي رئيساً وبعد ان سلمه السلطة ، فعندما كان هادي نائباً لصالح قام صالح بتهميش شخصية هادي تماماً وتقليص صلاحياتها وعدم فتح المجال امامها لبناء علاقات اجتماعية كبيرة وثقل شخصي واسع ، حتى صوره كشخصية فاشلة عاجزة ضعيفة ليس لها القدر على شئ ، بل صوره كعدو للجنوب وسلمه ملف القضية الجنوبية ولم يعطيه اي فرصة حقيقية لمعالجتها ، والسبب ان صالح كان يحمل بعد نظر تجاه نائبه هادي حتى لا يجعل الرجل مؤهل للوصول للرئاسة بعد صالح إطلاقاً بأي حال من الاحوال ، وعندما تسلم هادي السلطة نتيجة قيام الثورة الشبابية ، قام صالح بمحاربته من خلال شن الحملة الاعلامية ضده وعرقلة خدمات الدولة في كل المجالات لإظهاره ايضاً كفاشل وعاجز امام الشعب لكي يغادرها ويفتح المجال امام نجله احمد ، ولعل حكاية سلام الله على عفاش معناها لعنة الله على هادي. اراد صالح ان يخادع هادي بعد تسلمه السلطة ولكنه ما استطاع ، فكم حاول إيهامه انه سيكون مرشح المؤتمر وصالح للفترة الرئاسية القادمة ، وذلك بهدف ان يعود هادي لتلقي الاوامر من صالح وتطبيق سياسته وعندما يحين موعد الانتخابات يقوم حزب المؤتمر بالانقلاب على هادي واعلان نجل صالح مرشح للرئاسة ، وعندما وجد صالح ان هادي لم يستجيب له ولوعوده وخداعه ومكره ، ظهر صالح معلن في إحدى المقابلات ان نجله احمد سيكون مرشح الرئاسة القادم ، وقامت قناة اليمن اليوم ببث وقفة هادي اثناء تسلمه السلطه وهو يتحدث عن تسليمه للسلطة بعد عامين لرئيس آخر ، وبعدها شن صالح حملاته العلنية ضد هادي ونجله لينتقل من مرحلة الحرب الخفية إلى مرحلة الظاهرة التي كان ابرزها تحالف صالح من الحوثي للانتقام من هادي في المقام الاول وتهيئة المجال لعودة صالح للسلطة عبر طريقة أخرى . صالح كان يعتقد ان هادي غير قادر على مخالفته ، كونه شخصية ضعيفة غير قادرة على التأثير في الجانب الحزبي المؤتمر او اي جانب آخر ، فليس لديه قبيلة ولا حزب ولا جيش ولا قاعدة جماهيرية ، ولكن هادي خيب آمال صالح وقطع الطريق امامه حتى لا يتمكن عودة الحكم العائلي لليمن مرة اخرى ، فأصبح هادي شخصية قوية استطاعت ان تحدث التأثير داخل اوساط الشعب ومكوناته من خلال ترسيخ مبدأ البناء الحقيقي للدولة ، واستطاع التأثير داخل حزب المؤتمر من خلال ترسيخ مبدأ البناء التنظيمي للحزب وانضم إلى جانبه كبار قيادات المؤتمر وعلى رأسهم الدكتور الراحل والسياسي المحنك عبدالكريم الارياني رحمة الله عليه. بكل اختصار صالح استطاع ان يلعب على حزب الاصلاح وجعلهم حلفاءه في الحكم لفترة من الزمن ثم انقلب عليهم ، واستطاع اللعب على رفيقه علي محسن باعتباره حليف مناطقي من سنحان وجعله شريكه في الدولة فترة من الزمن ثم انقلب عليه ، واستطاع ان يلعب على أسرة آل الاحمر باعتبارهم حلفاء قبليين ينتمون مع صالح لقبيلة واحدة ثم انقلب عليهم وحاربهم ، واستطاع ان يلعب على ابناء الجنوب وعلي سالم البيض والحزب الاشتراكي بحجة الوحدة اليمنية وجعلهم حلفاءه بضع سنين ثم انقلب عليهم وحاربهم ،، استطاع اللعب على السعودية واوهمها بأنه حليفها واستغلها فترة من الزمن ثم انقلب عليها وتحالف مع الحوثي وحاربها ، استطاع اللعب على الثورة الشبابية واوهمهم انه سيترك السلطة وحصل على الحصانة وظل هو وعائلته يعيشون في امان دون اي محاكمة وقال ان مطالب الشباب مطالب مشروعة ولكنه عندما تنحى من السلطة توجه لمحاربة كل تلك المطالب وكل ماانتجته ثورة الشباب ، صالح لعب على الجميع وخدعهم ولكنه لم يستطع اللعب على هادي ويقضي على شرعيته ،،، صالح نجح في استخدام الجميع ولكنه فشل في استخدام هادي ،،، ولهذا يعتبر صالح ان هادي ألد أعداءه .

آخر الأخبار