قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن جندياً من قوات العمليات الخاصة الأمريكية قتل وأصيب 3 آخرين في اليمن، وذلك في أكبر عملية مكافحة إرهاب منذ تولي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مهام منصبه الشهر الجاري. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة شنت هجوماً برياً ضد تنظيم "القاعدة" وسط اليمن، مما يمثل تصعيداً في حملة واشنطن ضد "القاعدة" في البلد الذي مزقته الحرب. وأضافت الصحيفة أن طائرة عسكرية أمريكية تحطمت في الهجوم الذي نفذ قبل فجر أمس في محافظة البيضاء شمال ميناء عدن. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت عن مقتل 14 من "القاعدة" دون سقوط أي مدنيين، وأن القوات الخاصة حصلت على معلومات ستكون مفيدة لمنع شن عمليات إرهابية، إلا أن مسؤولين يمنيين ومصادر في "القاعدة" أكدوا أن القتال خلف نحو 30 قتيل يمني بينهم نساء وأطفال. وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تشن منذ سنوات ضربات جوية باستخدام الطائرات بدون طيار ضد أهداف تابعة للتنظيم في اليمن للحد من قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية دولية، إلا أن تلك الضربات الجوية أشعلت انتقادات نتيجة ما تتسبب فيه من سقوط ضحايا مدنيين. وتحدثت عن أن "القاعدة" تعتمد منذ فترة طويلة على حلفاء في القبائل السنية شرق وجنوب اليمن واستغلت الاضطرابات الحالية لتوسيع سيطرتها على الأرض. وأضافت أن المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران بجانب قوات موالية للرئيس السابق "علي عبد الله صالح" اندفعت باتجاه الجنوب في 2015م، واستفادت "القاعدة" من قلق القبائل السنية الجنوبية بشأن دخول الحوثيين الشماليين إلى الجنوب، وذلك قبل أن تقود السعودية تحالفا من دول سنية لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي للسلطة في مارس 2015م. ولفتت إلى تمكن التحالف من طرد قوات (الحوثي- صالح) من أجزاء كبيرة في الجنوب، واستعادة ميناء المخا الأسبوع الماضي في ظل سعي الرياض لإغلاق الطريق أمام إعادة تسليح المتمردين.