الاربعاء 24 ابريل 2024
الرئيسية - طب وصحة - فحص طبي مذهل سيغير واقعك ويمنحك مستقبلًا أفضل؟.. إليك التفاصيل
فحص طبي مذهل سيغير واقعك ويمنحك مستقبلًا أفضل؟.. إليك التفاصيل
مختبر طبي
الساعة 12:13 مساءً
لطالما حلم الإنسان بتوقع الأمراض التي قد يصاب بها مستقبلاً وكيفية تفاديها لإنقاذ حياته وإطالة عمره، ويبدو أن هذا الحلم بات قريب التحقق عبر فحص خاص للحمض النووي. وروت مراسلة صحيفة “تلغراف” البريطانية تجربتها بعد إخضاعها لاختبار تحليل شفرتها الوراثية “الحمض النووي DNA”، خلص إلى أنها تملك ضعف احتمال الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالشخص الطبيعي؛ ما أشعرها بالخوف، كونها في منتصف الثلاثينات ولم تكن تعاني من أمراض في السابق، كما أن تاريخ أسرتها يخلو من الإصابات بأمراض القلب. هذه النظرة الثاقبة لصحتها حصلت عليها نتيجة إجرائها تحليل جديد للحمض النووي DNA تقدمه شركة “بيور جينيتك لايفستايل Pure Genetic Lifestyle” التي تؤكد أن تحاليلها دقيقة بنسبة 99.97%، وهذا يضعها بمنأى عن عشرات تحاليل الحمض النووي المتوافرة، لكن بتكلفة تبلغ 1300 دولار. أما إجراءات الاختبار فهي بسيطة، إذ ستقوم أولاً بالإجابة عن استبيان حول الصحة وترسل ثلاث مسحات من فمك لهولندا، وخلال 4 أسابيع تتلقى كتاباً مظهره أنيق يعدك بالكشف عن مفاجآت تتعلق بجسمك. وتقول المراسلة: “يصف التقرير أي الأطعمة ستتسبب في زيادة وزني؛ وما هي الألعاب الرياضية التي أبرع بها؛ وحتى الأدوية التي باستطاعة جسدي الاستفادة منها وتلك التي لن أتمكن من التعامل معها، فأمثال هذه الاختبارات تبشر بثورة في فهمنا للصحة. وتشير شركة “Pure Genetic Lifestyle” إلى أنها تجري اختبارات على 427 جينا يشيع احتواؤها على عيوب تزيد من احتمالية إصابة الإنسان بالأمراض، وتحدد المجالات التي يمكن فيها تقليل المخاطر من خلال تغيير نمط الحياة، ولا تحلل الشركة الجينات التي تملك آثاراً لا تستطيع القيام بشيء لعكسها أو تقليلها. تقليل الإصابة بالأمراض وتعود المراسلة للحديث عن نتيجة تحليلها الذي تنبأ بأنها متوجهة نحو الإصابة بأمراض القلب، وتتساءل هل من السيئ أن تملك احتمالية أعلى بمرتين للإصابة به أمر سيئ؟ إجابةً على ذلك يوضح مؤسس الشركة مارتن فان دايك، وهو هولندي كان يدير المنتجع الصحي والجمالي الرائد في هولندا “إيليسيوم” إنه ” أخلاقياً لا تستطيع الشركة القيام بشيء أكثر من مقارنة نتائجك بالخطر المتوسط للإصابة بمرض محدد. وعلى سبيل المثال إن كنت شخصا تبلغ من العمر 85 عاماً فإن احتمالية إصابتك بمرض الزهايمر هي بالأصل واحد من بين كل 5 أشخاص (نسبة 20%)، وقد لا ترغب بمعرفة هذا فالنتائج التي نعطيها لا تهدف لإخافة الناس، بل لتشجيعهم على تغيير نظام حياتهم وعلى أن يكونوا بصحة جيدة”. وتشير الصحفية إلى أنها الآن وبعد أن أُطلعت على عامل الخطورة الذي تملكه، ستبذل قصارى جهدها من أجل اتباع النصائح المرتبطة بالقلب، وهو أمر تشير إلى أنه سيكون من السهل اتباعه نظراً إلى أنها تمارس الرياضة يومياً وتتناول طعاماً صحياً ولا تدخن. وتوضح أنه ربما سيكون من الأسهل الالتزام بالتوصيات المتعلقة بمخاطر صحية أخرى مثل القيام بالفحص الدوري للثدي والقيام بالمزيد من ألعاب القوة نظراً إلى أن احتمالية إصابتها بهشاشة العظام كان ضعف المتوسط. وعند سؤال الدكتور دانيل والرستورفر وهو عالم نمساوي مختص في علم التخلق التعاقبي طوّر برنامج “بيور جينيتك لايفستايل” عن أمثلة أكثر تفصيلاً قال: ” قد يكتشف الاختبار أنك حامل لجين الاصطباغ الدموي، وهذا اضطراب ينتج عنه امتصاص الجسد للحديد بكميات زائدة، ومع مرور الوقت قد يؤدي هذا إلى تليف الكبد. إن أعلمك الاختبار أنك في خطر، قد يعمل التبرع بالدم بانتظام على خفض مستوى الحديد في جسمك وبالتالي يحميك من الإصابة بمرض يهدد الحياة”. اختبار خسارة الوزن وتابع قائلاً: ” بدأنا نجري هذه الاختبارات بالتركيز على مبدأ الوقاية من الأمراض. لكن في الواقع، يعد التحكم في الوزن استخداما أكثر شيوعاً للاختبار من محاولة تجنب الإصابة بمرض”. ومعرفة أنك تملك استعدادا وراثيا لحرق الدهون أو أن جسدك يملك قدرة على تكسير الكربوهيدرات باستطاعته أن يمكنك من تحديد نظام غذائي قد يكون أكثر فاعلية بكثير. إذ خسر الزبائن الذين اتبعوا البرنامج الغذائي الذي تبع إجراء تحليل بيور جينتك لايفستايل خسروا ضعف الوزن الذي خسرته مجموعة الضبط والمقارنة. ويذكر الجانب الغذائي من الاختبار إشارات مرجعية لقائمة طويلة من الأطعمة ولكل نوع طعام 40 عاملا مثل (ما مدى قدرة جسمك على تحطيم الزئبق، ما مقدار حاجتك لمضادات الأكسدة لتجنب إصابتك لأمراض مختلفة، وهل أنت في خطر الإصابة بمرض في القلب بسبب الكلوستيرول وغيرها) وذلك لتحديد النظام الغذائي الأمثل لك. وأشارت نتائج اختبار المراسلة إلى أنها بحاجة لأخذ كميات إضافية من المغنيسيوم؛ لأنها تملك حاجة له أكثر من المعدل الطبيعي، كما ذكر أن عليها شرب الحليب قليل الدسم لتقليل احتمالية إصابتها بأمراض القلب. ويبدو من الاختبار أن جسمها يحلل جميع الأدوية بشكل طبيعي بما في ذلك المضادات الحيوية. اعتماد النتائج والثقة بالفحص وذكر ستيفن جونز، وهو أستاذ فخري في علم الوراثة البشرية في جامعة لندن، أن “مشاعره حول النتائج مختلطة، وأن هناك بعض الحالات التي تكون فيها الاختبارات الجينية مفيدة للغاية”، مضيفاً: “استخدام الاختبارات الجينية كخط أول نحو الفحص الطبي سيكون أمراً اعتيادياً في المستقبل، لكننا لا نملك معرفة كافية للقيام بذلك”. وتشير الصحفية إلى أنها قررت التعامل مع نتائج الاختبار بقليل من الشك. وبناءً على ذلك توجهت لمعالجة التغذية من مركز “Wild nutrition” لسؤالها عن نصيحة الاختبار لها بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم والزيوت النباتية، فكان ردها: “هذه نصيحة أثرية، من المعروف أن زيت الذرة يسبب الالتهابات وسيئ جداً للقلب. إضافةً لذلك، بدلاً من شرب الحليب قليل الدسم يفضل شرب حليب كامل الدسم لكن بكمية أقل”. وأعيد إطلاق الاختبار هذا العام في الولايات المتحدة مع معلومات حول ” العناية والصحة” لكن ليس عوامل الخطر الجينية المذكورة في الاختبار الأصلي الذي يجري في المملكة المتحدة. وعند سؤال الدكتور دانيال والرستورفر عن مستقبل الطب الجيني قال إنه “بحلول عام 2050 أعتقد أننا سنجري اختبارات جينية على الاطفال عند الولادة، وسنكون قادرين على تغيير مخاطر إصابتهم بالأمراض الوراثية، وإعطائهم برامج التغذية والتدريب المثلى لجيناتهم”. رغم ذلك وحتى اللحظة، ما لم يكن لديك الكثير من المال لتبديده، فسيكون من الأفضل ممارسة التمارين الاعتيادية، وشرب كميات أقل من الكحول، وتناول الأكل الصحي.

آخر الأخبار