الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - هل يكون اليمن ميدان أول معركة بين ترامب وإيران؟
هل يكون اليمن ميدان أول معركة بين ترامب وإيران؟
06-02-2017
الساعة 11:33 صباحاً
  بدأت إدارة ترامب بتصعيد إجراءاتها ضد الميليشيات المدعومة من قبل إيران في اليمن، وذلك في إطار جزء من خطتها لمجابهة إيران عن طريق استهداف حلفائها في الأراضي اليمنية. وذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن الولايات المتحدة قامت الخميس الماضي بتحويل مسار إحدى المدمرات البحرية إلى الساحل اليمني لحماية النقل البحري من ميليشيات الحوثي والمسلحين المدعومين من إيران، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة تضمن هجمات بالطائرات دون طيار ونشر مستشارين عسكريين في اليمن لمساعدة قوات الحكومة الشرعية اليمنية. وقال المصدر الذي تحفظ على اسمه وتحدث للصحيفة: “إن هناك معارضة كبيرة داخل إدارة ترامب لتدخل إيران في اليمن”. مضيفا أنه بالنظر إلى التصريحات العامة وبعض المداولات الخاصة في البيت الأبيض فإن الولايات المتحدة يمكن أن تشارك بطريقة مباشرة في محاربة الحوثيين بجانب حلفائها في السعودية والإمارات. وبحسب المصادر نفسها، يصوّر معاونو الرئيس ترامب اليمن على أنها ميدان معركة هامة للإشارة إلى أن الولايات المتحدة ستسعى إلى اتخاذ تدابير ضد إيران، وستحاول التغلب على ما تعتبره فشل الإدارة السابقة في مواجهة نفوذ إيران المتنامي في المنطقة، لكن هذا النهج المتشدد قد يؤدي إلى انتقام إيراني ضد قوات الولايات المتحدة في العراق وسوريا أو حتى اندلاع حرب شاملة مع إيران. وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين، أصدر بيانًا الجمعة الماضي اتهم فيه قيادات المجتمع الدولي بأنهم “متسامحون جدًا تجاه سلوك إيران السيئ”؛ مضيفا أن “إدارة ترامب لن تتسامح مطلقًا مع الاستفزازات الإيرانية التي تهدد المصالح الأمريكية”. وفي أول استجابة واضحة للهجمة التي تعرضت لها فرقاطة سعودية من قبل زوارق انتحارية حوثية، أمرت الولايات المتحدة مدمرتها البحرية (يو إس إس كول) بإلغاء “مهمتها الروتينية” في الخليج العربي يوم الخميس الماضي والتوجه إلى مضيق باب المندب، وذلك وفقًا لما أخبر به مسؤول بوزارة البنتاغون مجلة فورين بوليسي. وكانت المدمرة كول، هي السفينة الحربية ذاتها التي تعرضت لتفجير انتحاري من قبل تنظيم القاعدة في عام 2000 في أثناء تواجدها بميناء عدن؛ ما أسفر عن مقتل 17 بحارًا. ومن المتوقع أن ترافق المدّمرة الأمريكية السفن المارة قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر وفقًا لما ذكره مسؤولون أمريكيون. وشهدت المنطقة هجمات بصواريخ الحوثيين على مدمّرة الولايات المتحدة في يناير، والتي لم تتسبب في أي أضرار لكن إحدى السفن الإماراتية كانت تعرضت لضربة مباشرة في أكتوبر الماضي. بالإضافة إلى ذلك فرضت الإدارة الأمريكية يوم الجمعة الماضي مجموعة جديدة من العقوبات على الأعمال التجارية الإيرانية بسبب تجربة إيران الأخيرة للصواريخ الباليستية. وقال مستشارون في الكونغرس، إنه لمواجهة عملاء إيران في اليمن ستكثف الإدارة هجمات الطائرات دون طيار وسترسل مزيداً من المستشارين العسكريين وستتضمن هذه الإجراءات أيضا تعجيل الموافقة على توجيه ضربات عسكرية ضد الميليشيات في اليمن، وهو الأمر الذي كان يتطلب مداولات رفيعة المستوى في ظل إدارة أوباما وتوسيع الجهود لمنع دخول شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين. أول اختبار حقيقي وبعد أن وعد ترامب خلال حملته الانتخابية، بأنه سيتخذ إجراءات صارمة ضد إيران جاء الاختبار الأول لهذه الوعود خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما أجرت إيران تجربة الصاروخ الباليستي، وقال المستشارون إن تلك التحركات تعزز نوايا فلين المتشددة تجاه إيران. وتستهدف مجموعة العقوبات الجديدة الأفراد والشركات الإيرانية المشاركة في برنامج الصواريخ الإيراني حيث يتواجد بعضهم في لبنان والصين. يشار إلى أن العقوبات التي صدرت يوم الجمعة لن تنتهك الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى لكن البعض ينظر إليها على أنها خطوة أولى في سلسلة إجراءات ستتخذها وزارة الخزانة الأمريكية تهدف من خلالها إلى الضغط على إيران وتثبيط استثماراتها الخارجية. ولعبت واشنطن بالفعل دوراً في الحرب الدائرة في اليمن عن طريق دعم حملات القصف التي تقودها السعودية ضد الحوثيين على مدار العامين الماضيين، كما قامت الولايات المتحدة بمهام المراقبة باستخدام الطائرات دون طيار لتحديد الأهداف. وكانت إدارة الرئيس أوباما السابقة قللت من أهمية حجم المساعدات الإيرانية للمتمردين في اليمن، ولم تصوّر الدور الذي تلعبه طهران على أنه تهديد أمني كبير، وبدلاً من ذلك ركزت الإدارة السابقة جهودها على استهداف أتباع تنظيم القاعدة في اليمن. تحذير شديد اللهجة وتعهد ترامب وفلين في سلسلة التحذيرات شديدة اللهجة التي استمرت حتى يوم الجمعة الماضي، بأن الإدارة الأمريكية ستتخذ موقفا أكثر صرامة لمواجهة برنامج الصواريخ الإيراني والدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين. ويوم الأربعاء الماضي أسرع فلين إلى غرفة المؤتمرات الصحفية بالبيت الأبيض ليقول إن الإدارة “توجه تحذيرًا إلى إيران بدءًا من اليوم” لكنه رفض توضيح ماهية الإجراءات التي ستتخذها واشنطن. وبعد اجتماعه مع فلين يوم الجمعة، قال السيناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن هناك حاجة إلى جهد منسّق ومتعدد الأوجه لمواجهة السلوك الإيراني غير المشروع في اليمن والشرق الأوسط. ولكن أحد الأمور التي تقلق الإدارة في البيت الأبيض، هو أن تقوم إيران بزيادة دعمها للمتمردين الحوثيين في الحرب الدائرة باليمن؛ ما يهدد الدول المجاورة مثل السعودية وحركة النقل البحري الدولي على طول الساحل. وكانت قوات البحرية الأمريكية والقوات الخاصة الإماراتية، شنتا هجومًا يوم السبت على مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة، وهو أول هجوم بريّ تقوده الولايات المتحدة في اليمن منذ عام 2014، وقد قُتل أحد جنود البحرية الأمريكية في الهجوم، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المدنيين اليمنيين، ما يؤكد خطورة إرسال القوات الأمريكية لبلد تسوده الفوضى. وقال المستشار السابق لقوات العمليات الخاصة والخبير في مكافحة الإرهاب سيث جونز: “قد تعتبر هذه الهجمة مؤشرًا على اهتمام الولايات المتحدة المتزايد في التدخل بشكل أكبر في اليمن، وسيكون هناك عدد محدود من الجنود على الأرض للقيام بالعمليات المباشرة والتحكم بهجمات الطائرات دون طيار، وأتوقع أن يعمل معظم هؤلاء الجنود مع القوات المحلية الشرعية الشريكة على الأرض”. وقالت كاثرين زيمرمان، المحللة السياسية بمعهد أمريكان إنتربرايز، إن تكثيف الضغط على الحوثيين قد يأتي بنتائج عكسية ويسكب مزيدًا من الزيت على نار الحرب اليمنية ويدفع المسلحين إلى الاتجاه نحو إيران بشكل أكبر. وعلّقت قائلة: “تقف الولايات المتحدة بجانب الحكومة الشرعية التي تحظى بدعم اليمنيين وخاصة في الشمال”.

آخر الأخبار