الجمعة 29 مارس 2024
الرئيسية - كتابات - حروب أمريكا في اليمن
حروب أمريكا في اليمن
هجمات الطائرات بدون طيار باليمن
الساعة 04:13 مساءً
[caption id="" align="alignleft" width="180"] بقلم : صادق ناشر[/caption] استهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيامه الأولى في البيت الأبيض بأوامر قضت باستهداف عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن بإنزال جوي كثيف، وهي أول معركة من نوعها بهذا الحجم والكيف في التعاطي مع تنامي تهديد وحضور التنظيم في البلاد، بعد أن كان هذا التدخل يتم عبر ضرب معاقله وتعقب عناصره بواسطة طائرات بلا طيار. ويبدو أن العملية التي جرى تنفيذها في منطقة يكلأ بمحافظة البيضاء قبل عدة أسابيع، لم يكتب لها النجاح، وكالبت على ترامب الاتهامات بعدم التروي في التعاطي مع هذا الملف الخطير، بخاصة أن عدداً من الجنود الأمريكيين الذين نفذوا العملية سقط بين قتيل وجريح، وعلى الرغم من أن ترامب دافع عن نجاح العملية، فإن التقارير التي تسربت عن نتائج العملية أثبتت أنها لم تكن ناجحة، ما أثار الرأي العام ضد الإدارة الأمريكية الجديدة. يوم الخميس عاود الأمريكيون شنّ غارات جديدةً على مواقع التنظيم المتطرف في مناطق مختلفة يتواجد فيها، أبرزها أبين والبيضاء، وتردد أن البوارج الحربية الأمريكية شاركت فيها، ما يدل على أن الأهداف بالنسبة للولايات المتحدة في اليمن لاتزال كبيرة، ولا يبدو أنها ستتوقف عن ضربها. من الواضح أن طريقة تعاطي الإدارة الأمريكية الحالية مع الأوضاع في اليمن اختلفت عن السابقة، فالدولة اليوم لم تعد تسيطر على كل أراضي البلاد بشكل كامل، بفعل الحرب التي تدور فيها منذ الانقلاب الذي جرى عام 2014 ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي، ووجد تنظيم «القاعدة» فرصة للتمدد في ظل هذا الغياب، على الرغم من أن التنظيم كان حاضراً حتى في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. صنع تنظيم «القاعدة» لنفسه وضعاً خاصاً بفعل سلطة رخوة في المناطق الجنوبية من البلاد منذ عهد صالح، والذي كان يستخدم التنظيم فزّاعة للحصول على أموال، بخاصة أن عناصر من تنظيم «القاعدة» تحت اسم «تنظيم الجهاد» شاركت في القتال إلى جانب صالح في الحرب التي شنها ضد خصومه في الحزب الاشتراكي عام 1994، وهذا أمر ليس خافياً على أحد، والشيخ طارق الفضلي أحد رموز هذا التنظيم، الذي كان إحدى أذرع النظام ورموزه في حرب 1994 وما لحقها، يتفاخر بذلك. أخطاء النظام السابق القاتلة في توظيف «القاعدة» في حروبه الداخلية عملت على توسيع حضور التنظيم في المناطق الرخوة، التي لم تصل يد الدولة إليها، بخاصة القبلية منها ذات الاتساع الجغرافي، مثل أبين وشبوة وحضرموت، إضافة إلى البيضاء ومأرب، واتسمت سياسة الأنظمة السابقة واللاحقة بعدم الجدية في مواجهة الخطر الذي شكله ومازال يشكله حضور مثل هذه التنظيمات في البلاد، وتعاملت معه بلا مبالاة، وصلت حدّ غض الطرف عن المعسكرات التي أقامها التنظيم في جبال ووديان البلاد الوعرة، بخاصة في المراقشة وحطاط في أبين، والعوالق في شبوة، وسمحت لقبائل باحتضان عناصر التنظيم وتوفير الحماية لها، وحوّل البلاد إلى بؤرة حرائق يسعى العالم كله لإطفائها.

آخر الأخبار