الجمعة 29 مارس 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - خنساء اليمن.. بين ألم الفقد ونار الإنتظار (تقرير)
خنساء اليمن.. بين ألم الفقد ونار الإنتظار (تقرير)
خنساء اليمن
الساعة 07:03 مساءً
على مدى حولين كاملين دأبت مليشيا الحوثي على صناعة واقع مؤلم تبؤات فيه المرأة اليمنية عموماً، والأمهات على وجه الخصوص كِفلاً مضاعفاً من المعاناة والأذى، في ظل واقعٍ استبدادي تمارسه مليشيا الحوثي وصالح منذ انقلابها على الشرعية، واستئثارها بحكم البلاد. معاناة الأمهات اليمنيات قصةٌ تتشظى بين ألم الفقد ونار الانتظار.. آلاف الأمهات فقدن أبناءهن جملةً أو فرادى في جائحة الحرب التى شنها الحوثيون في عموم البلاد، وأمهات لا يعلمن من مصير أبنائهن شيئاً في معتقلات مليشيا الحوثي، سوى أنهم اعتقلوا بلا ذنب، وآخرون قضوا تحت التعذيب. في مقابل ذلك، ثمة تقاعس ملحوظ للمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، عن فعل شيءٍ يخفف معاناتهم أو ينفس الكرب عن أمهاتهم الثكلى، إلا من تصريحات خجولة لا تغيير في الأمر شيئاً. ماذج تقدم الأمهات اليمنيات نماذج جسورة في التضحية والبذل وتحمل تبعات الفقد، جراء انخراط أبنائهن في صفوف المقاومة الشعبية أو الجيش الوطني، لمواجهة الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضد اليمنيين في عموم البلاد. كثير من أمهات المقاومين في تعز وغيرها يدفعن أبناءَهن _عن طيب خاطر_ للذود عن البلاد وعن أنفسهم من العدوان الحوثي. ثم يسبغن عليهم دعوات النصر بالعشي والابكار. برغم ذلك، تعيش الأمهات اللائي فقدن أبناءهن وأصبحن ثكالى بسبب الحروب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، حياة مُرَّةً، مِزاجها ألم الفقد الذي لا يندمل. كما تقول بعضهن. وشكل الواقع الجديد الذي أفرزته الحرب معاناة إضافية للأم اليمنية، جراء تعقد الوضع الانساني والمعيشي في البلاد، وهو سبب يضاف إلى جملة الأسباب التي تثقل كاهل المرأة (الأم) في مجتمع ذكوري، يعاني ويلات الحرب. وتتضاعف المعاناة كثيراً في حالة وفاة عائل الأسرة، أو تعرضه للإعاقة، حيث تضطر إلى الكفاح من أجل كسب لقمة العيش، وتحمل أشد الأعباء، في واقع معيشي صعب وأزمة طاحنة وارتفاع قاصم في أسعار المواد الغذائية الأساسية. وتتقلب الأمهات اليمنيات بين أطوار المعاناة، التي ما كان لها أن تكون لولا طغيان مليشيا الحوثي العميلة لإيران في البلاد، حيث تتراوح معاناتهن بين ثكلى لا عزاء لها، ومعسرة لا عائل لها ولا دخل، ومفجوعة تعدّ اللحظات ترقباً أن يأتي البشير بنبأ الإفراج عن ولدها/أولادها من الغياهيب الرهيبة في زنازين مليشيا الحوثي التي تخطف عشرات اليمنيين كل أسبوع بلا ذنب، عدا أنهم ليسوا همجيين بالمقاس المطلوب لمليشيا الحوثي. وأمام الإرهاب المجتمعي الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضد اليمنيين، قامت عشرات اليمنيات من أمهات المختطفين قسراً في سجون مليشيا الحوثي، بتأسيس ما عرف بــ"رابطة أمهات المختطفين اليمنيين"، ونظمت الرابطة عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن المختطفين في المعتقلات الحوثية، كما نظمن عدة وقفات أمام مكاتب المنظمات الدولية لمناشدة الضمير الإنساني بالتدخل في فك رقاب أبنائهن من أغلال الحوثي، وأعلنت الرابطة في آخر بيان لها عن أكثر من 70 معتقل قتلوا تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي فيما لايزال معتقلون آخرون مجهولي المصير حتى الأن. المنظمات الدولية في موقف لجوج لا تزال المنظمات الدولية، في موقفٍ لجوج إزاء الانتهاكات المستمرة التي تمارسها مليشيا الحوثي، من قتل واختطافات، وتعذيب وحشي في السجون، رغم ما تواتر من تقارير وحالات موثقة، للانتهاكات الصارخة ضد المعتقلين قسراً، وصلت في حالات كثيرة حد القتل في الزنازين، وكل هذ الهول الذي يتعرض له المعتقلون في السجون ينسحب على الأم حسرة وأسى. رغم ذلك كله، تظل الأم اليمنية رهينة الواقع بكل تقلباته التي لامناص منها، غير أنها تؤكد باستمرار أنها شامخة رغم الألم والفقد وقلة الحيلة، مؤمنة أن ثمة نور في آخر النفق.

آخر الأخبار