الثلاثاء 19 مارس 2024
الرئيسية - كتابات - جديد القمة القادمة
جديد القمة القادمة
الساعة 05:37 مساءً
سميح المعايطة قبل أسابيع من موعد القمة العربية في عمان في نهاية الشهر الحالي، كان الحديث عن إمكانية حضور بشار الأسد أعمال القمة من أهم تفاصيل هذه القمة، وكانت بعض وسائل الإعلام الإيرانية تحاول بث أخبار تؤكد فيها حضور الأسد إلى عمان. وَمِمَّا أعطى هذا الأمر مساحة أوسع بيان لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب المصري، الذي طالب بحضور سوريا وإنهاء تعليق عضويتها في الجامعة العربية، واعتبر البعض هذا البيان رسالة من مصر. وأحيانا كنّا نتابع أخبارا تتحدث عن تفاصيل حضور الأسد إلى عمان، وكيف ستكون إقامته وحمايته، لكن كل هذا لم يكن أكثر من محاولة من النظام السوري لاستثمار تقدمه العسكري، وتحديدا ما جرى في حلب وتحويله إلى انتصار سياسي، وكانت الأمنيات أن يحضر الأسد القمة، ليعلن هزيمة خصومه من العرب في معركة إزالته من السلطة. لكن مقابل هذا كانت هناك وقائع تقول إن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية قرار عربي مازال ساريا، بل إن الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب أكد على القرار السابق. وهناك معطيات تتعلق بالواقع العربي الذي مازال جزءا فاعلا جدا منه يحمل موقفا متشددا من بشار الاسد. بل إن جزءا من المعادلة العربية ما زال يؤمن بضرورة مغادرة الأسد موقعه، ولهذا فإن قمة عمان المقبلة، ورغم كل التغيرات التي تمت على الملف السوري ميدانيا وإقليميا ودوليا، سيبقى هذا الملف فيها تقريبا كما هو على طاولة القمة، مع توقعات بخطاب مختلف من بعض الدول القريبة من النظام السوري. وربما تواجه القمة سؤالا هاما في تعامل العرب مع الإدارة الأميركية الجديدة، وهنا لا نذهب إلى الأحلام لنتوقع إدارة عربية مشتركة للتعامل مع إدارة ترامب، لأن كل دولة عربية لها علاقاتها بتفاصيلها مع الأميركان وغيرهم، لكن سيكون على أجندة القمة حديثا موجها لإدارة ترامب يخص القضية الفلسطينية وتحديدا فكرة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ومبدأ حل الدولتين كأرضية للحل السياسي للقضية الفلسطينية. ليبيا أيضا ملف مزعج وكبير، لكن حلوله ليست بيد القمة بل إن هناك تباينات ومصالح متضاربة بين بعض العرب في إدارة الملف الليبي، وهذا ما ينطبق على الملف اليمني وإن كان ملف اليمن يمكن أن يحظى بتوافق أكبر وربما إجماع بين دول القمة العربية. كل قمة عربية ليست أكثر من انعكاس للواقع العربي ومشكلاته وانجازاته في تلك المرحلة، وبالتالي فإن قراءة مخرجات أي قمة تأتي من قراءة المرحلة وليس قراءة الفنجان السياسي. ما يتمناه كل عربي أن تكون مخرجات القمم قادرة على إيجاد حلول للملفات الصعبة، على الأقل الملفات التي يملك العرب مفاتيحها أو معظمها.

آخر الأخبار