يستيقظ العالم مع بداية شهر أبريل/ نيسان، على كذبة جديدة، كطقوس احتفالية بالأول من هذا الشهر في كل عام، في تقليد يعود إلى مئات السنين. واعتاد الناس في أنحاء مختلفة من العالم في الأول من أبريل/نيسان من كل عام، على إطلاق الشائعات وخداع بعضهم بعضاً، وهو ما يترتب عليه مواقف طريفة أحياناً، ومحرجة ومزعجة في أحيان أخرى. وبحسب روايات تاريخية، فإن إطلاق الكذبات في ذلك اليوم بدأ في عصور ما قبل الميلاد احتفالاً بأعياد الربيع التي تبدأ في 21 مارس/ آذار، وتنتهي في 1 أبريل/ نيسان، في حين ربطت روايات أخرى بين ذلك اليوم وشائعات قديمة؛ أن الصيد في بعض البلاد يكون مستحيلاً في هذا اليوم، وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك، فارتبط الأمر بكذبة أبريل/ نيسان. رواية أخرى قالت إن هناك علاقة قوية بين كذب أبريل/ نيسان، وبين "عيد هولي"، الذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس/ آذار من كل عام، وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء 1 أبريل/ نيسان. وذهبت رواية ثالثة إلى أن "كذبة أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح، ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل/ نيسان، بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب، ويطلق ‏على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل". ولما للكذب من أثار قد تكون وخيمة في أمورٍ كثيرة، حذر الشيخ محمد المريخي، في خطبة الجمعة بجامع محمد بن عبدالوهاب في الدوحة، من خطورة الكذب، مشيراً وبحسب ما نقلت صحيفة "الراية" القطرية، إلى أنه مذكور في كتاب الله في مئتين وثمانين آية، وقد جاءت كلها ذامة للكذب ومبينة عاقبة الكاذبين ومعلمة سخط الله وبغضه لهذا الخلق وأهله. -مواقف طريفة وتناقلت الأجيال على مر العصور، عدداً من المواقف الطريفة التي ترتبت باليوم الأول من أبريل/نيسان من كل عام، كان أشهرها أن ملكة فرنسا ماريا مديتشي، كذبت على زوجها الملك هنري الرابع (1553-1610) بأن أرسلت له رسالة من مزعومة، تحدد له موعداً، وعندما ذهب الملك إلى الموعد، وجد زوجته الملكة بانتظاره ومعها الحاشية. وفي عام 1988، أذاعت محطة "بي بي سي" البريطانية، أنه وبتأثير من كوكب جوبتر (المشتري) ستخف جاذبية الأرض في تمام الساعة 9:45، بحيث أن من يقفز في مكانه في تلك الدقيقة سيجد نفسه طائراً في الهواء لعدة ثوان. وبخلاف هذه المواقف الطريفة، تناقلت روايات بريطانية أن سكان مدينة لندن، لم يصدقوا سيدة اشتعلت النيران في مطبخها، واستغاثت بهم طلباً للنجدة، ولم يحضر أحد، لأن هذه الواقعة كانت في 1 أبريل/ نيسان. -الصحافة والكذب ولطالما كانت للصحف دوراً حيوياً في الترويج ونشر "كذبة أبريل"، ففي مثل هذا اليوم من عام 1976، كتب الصحفي المصري الشهير نبيل عصمت، في جريدة الأخبار، أن الفنان هاني شاكر يمتلك "زومارة" في حنجرته، وأن الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، سيثبت ذلك في السادسة من مساء اليوم بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة. وعلى الرغم من طرافة الخبر وبعده عن الواقع، إلا أن الجمهور توجه إلى معهد الموسيقى العربية، من أجل مشاهدة ما سيحدث، غير أنهم وجدوه خالياً، لذلك استغل الجمهور قرب مقر جريدة "الأخبار" من المعهد، وتوجهوا إليه ليتساءلوا عن الأمر الذي اتضح لهم بعدها أنه "كذبة أبريل". وبالحديث عن الإعلام، أعلنت صحف سويدية ونرويجية أنها ستمتنع عن نشر الإعلانات والأخبار التي تنطوي على كذبة أول نيسان/أبريل اعتباراً من هذا العام، تجنبا لانتشار معلومات مغلوطة. وقال إينفار ناشلند رئيس تحرير صحيفة "فاستربوتنز كوريرن" السويدية لوكالة "فرانس برس": "نظراً إلى النقاشات الجارية حول مصداقية الإعلام، والمعلومات المغلوطة، شعرنا أننا لا نريد أن نفعل ذلك هذه السنة". فيما أوضح يولف هيرتنز، رئيس تحرير صحيفة "برغنز تيدندي" النرويجية لذات الوكالة أنه "في ظل المناخ الذي نعيشه، مع انتشار الأخبار المغلوطة، سيكون من الخطأ أن ننشر أخباراً غير صحيحة بداعي أننا في الأول من نيسان/أبريل". -كنيسة في الرياض وعلى "تويتر" ومنذ صباح الأول من أبريل/نيسان، شغلت إشاعة افتتاح كنيسة في السعودية، آلاف المغردين على تويتر، حيث تصدر وسم #افتتاح_كنيسة_في_الرياض الترند في الممملكة. وتعد السعودية من الدول القليلة في العالم التي تحظر وجود دور عبادة لديانات غير الإسلام على أراضيها، كما أن نسبة المسلمين في المملكة تبلغ وبحسب الإحصاءات الرسمية 100%، لكن السلطات تسمح للمقيمين غير المسلمين بممارسة شعائرهم الدينية في منازلهم. أراء السعوديين وبحسب ما رصد "الخليج أونلاين" جاءت متابينة، بين مصدق ومكذب ومؤيد ومعارض لمثل هذه الخطوة.