الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - الشرعية وإعلامها العسكري العشوائي
الشرعية وإعلامها العسكري العشوائي
الساعة 11:08 مساءً
محمد عبدالله القادري عندما تنظر إلى واقع الإعلام العسكري للشرعية المتحدث عن معركتها الحربية في الميدان ، ستجد أنك امام إعلام عشوائي غير موحد وغير مدروس وغير مرسوم ، ولا تدري على أي أساس يتم التحدث عن واقع المعركة وسير اتجاهات الجيش وخطط وتكتيكات المواجهات بهذا الشكل الهستيري والملخبط ، فتجد تصريحات الكثير من القادة العسكريين تتناقض مع بعضها ، وتختلف في مرامها واهدافها والواقع الميداني ، وكأنها تصريحات ناتجة من تخيلات وفضول والقيام بعمل ليس من مهام أكثرهم . قادة عسكريون كثير وقادة مدنيون ايضاً في الدولة الشرعية اصبحت مهمتهم التصريحات فقط بشأن المعركة العسكرية وخطط التحرير وتقدم الجيش ، وهذا يدل على حجم العشوائية والفوضى الادارية التي تعيشها الشرعية ، إذ اصبح الجميع يعملون كناطق رسمي للجيش ، متجاهلين ان اي تصريح في ما يخص الجانب العسكري هو من مهام واعمال الناطق الرسمي فقط ، اما البقية فلا يحق لهم التدخل في اختصاصات غيرهم ، وبالذات في الجانب العسكري فلا يحق ولا يجوز ولا ينبغي ان تكون التصريحات بشأنه مجرد مهزلة لمن هب ودب . هدفهم هو الظهور الإعلامي فقط ، ولهذا يتسابقون للتواصل مع مراسلي الصحف ليدلوا بتصريحاتهم التي قرروا مضمونها من ذات انفسهم ، فتجد كل قيادي منهم لديه تصور وخطة ومدة زمنية خاصة به لوحده ، فتجد اغلبهم يصرحون عن معركة صنعاء ، واغلبهم يصرحون عن الحديدة ، واغلبهم يصرحون عن بقية الجبهات ، حتى اصاب المجتمع الملل وعدم الثقة والاستهتار والسخرية بصنيع اولئك وكذبهم وتجاوزهم الذي يظهرون به بدون ان يأخذهم حياء او خجل ، بينما في نفس الوقت يقدمون اكبر خدمات للعدو الذي اصبح يستفيد من تصريحات كل هؤلاء ويطرحها في الحسبان ويضع الاحتمالات الاخرى التي تأتي خلاف تلك التصريحات كخدعة من خدع التخطيط العسكري . أحدهم يصرح لصحيفة اماراتية ، والآخر يصرح لصحيفة قطرية ، والاخرى يصرح لوسائل اعلامية أخرى ، ومواقع الشرعية تتناقل التصريحات بشكل سريع ، واغلب اولئك الذين يدلون بالتصريحات ليسو في واقع قيادات المعارك ، فأحد القيادات العسكرية كان في أحد الفنادق ، فقام بالتواصل مع مراسل صحيفة عكاظ في اليمن ، وقال له اريد ان تكتب تصريح باسمي عن خطة انتقال الجيش وتحرير احدى المحافظات الهامة ، وفعلاً ذلك المراسل ما قصر ، وتلك الصحيفة ماقصرت في النشر ، واغلب مواقع الشرعية ما قصرت في النقل عن ذلك الخبر في الصحيفة ، وانصار الشرعية ما قصروا في النشر بالواتس آب والفيس بوك لذلك الخبر ، وهنا تجد اننا امام فوضى وعشوائية في الإعلام العسكري الذي اصبح بهذه الطريقة يسئ لنظامية الجيش والقوانين العسكرية ، ويخدم العدو ، وينزع الثقة من الرأي العام . على الصعيد الآخر فإن إعلام الشرعية بشكل عام غير ناجح ، فالسعي للاكثار من الوسائل الاعلامية فقط دون الاستغلال الامثل للوسائل الحالية لن يقدم رسالة اعلامية قوية ويدير معركة اعلامية منتصرة ، بل ان اهمال العديد من الاعلاميين والصحفيين من قبل الحكومة الشرعية هو أمر لم يدل على النجاح الاداري ، وكما قال وزير إعلام الشرعية ان الصحفيين والاعلاميين هم العدو الاول للحوثي ، وتناسى الوزير ان اهمال الشرعية ومحاربتها للعديد من اولئك الاعلاميين والصحفيين يدل على ان الشرعية هي العدو الثاني لهم ، فعندما تكون إعلامي وصحفي مع الشرعية تكابد ويلات العيش ومعاناة الحياة منذ انطلاق عاصفة الحزم ، تعيش مختفي خائف ، تعاني آلآم التعذيب الذي تلقيته في سجون الحوثي ، ولا تجد اي قيادة في الشرعية تلتفت لأمرك او ترحم لحالك ، ولا يقدرون عملك وتضحياتك ،،، حينها ستدرك ان عدو الأول هو الحوثي الذي تقف ضده ، وعدوك الثاني هي الشرعية التي تقف معها ، فلست لديهم إلا مجرد حقير لا تستحق الاحترام ولا يجب الأخذ بيديك ، وتباً لهم جميعاً.

آخر الأخبار