وصف مراقبون للشأن اليمني ما يحدث الآن على الساحة بين الرئيس عبدربه منصور هادي والقوى المناوئة في عدن الموالية للإمارات بـ"معركة تكسير العظام" بين الطرفين. وكان الرئيس هادي قد أصدر سلسلة قرارات هامة أطاح من خلالها بأبرز القوى التي كانت تعمل على تقويض سلطاته وسلطات الشرعية في مدينة عدن. وبعد ساعات من منع أمن مطار عدن الدولي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية، العميد مهران القباطي، وترحيله الى الرياض، أطاح هادي بعدد من أبرز القوى التي عرف عنها أنها تميل في ولائها لأطراف أخرى خارج إطار منظومة الشرعية، كان من بينها محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، وقائد حزامها الأمني الوزير هاني بن بريك رجل الإمارات الأول. وفي السياق ذاته، كشف مسؤول رفيع في السلطة الشرعية لموقع "المشهد اليمني" أن تكون الساعات القادمة فاصلة في الصراع المتأزم منذ أشهر بين عدد من الأطراف في عدن، غير مستبعد ان تحدث احتجاجات واسعة أو حتى اشتباكات مسلحة، في حال تم رفض قرارات الرئيس هادي، على غرار ما جرى قبل أشهر من اشتباكات بين قوات أمن مطار عدن وقوات تابعة للحماية الرئاسية. وقالت مصادر إعلامية محلية إن شوارع عدن خالية من أي وجود لإنتشار عسكري مريب، ما خلافاً لما جرى من انتشار محدود لبعض القوات الأمنية التابعة لمطار عدن بمحيطه عقب وصول اللواء مهران اليه عصر اليوم الخميس. وفي سياق متصل، لرصد الأحداث في عدن، قالت مصادر محلية إن عدن تشهد تحركات لمجموعات موالية للإمارات وتابعة لعيدروس الزبيدي محافظ عدن المقال من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي. وأكدت المصادر أن موالين للزبيدي يحتشدون الآن إلى جانب زعيمهم "الزبيدي" أحد كبار الموالين للإمارات وهم الآن يحاصرون مطار عدن، كما تشهد المحافظة تحليق طائرات إماراتية بشكل مكثف، لتهديد أي تحركات ضد الزبيدي، بحسب "بوابة القاهرة". وأشارت المصادر إلى أن 3 طائرات هليوكوبتر إماراتية اقلعت من العند لمساندة الزبيدي الذي كان آخر تصريح له، أنه ليس أمام العميد مهران القباطي أحد قادة الحرس الرئاسي ، المحتجز داخل مطار عدن إلا القاهرة .. في تحدٍ واضح لقرار الرئيس هادي. ووصف مراقبون القرارات التي اتخذها الرئيس هادي اليوم بإطاحة عدد من القيادات المقربة من الإمارات لعدم تعاونهم معه وتكبرهم عليه بالضربة الساحقة لنفوذ أبوظبي في عدن خاصة واليمن عامة. وتوقع مراقبون أن تلك الخطوة تأتي لظهور الخلاف بين هادي "المدعوم سعوديا" وأبوظبي للعلن وذلك بعدما حاول الطرفان كثيرا التغطية عليه . ويتهم مقربون من هادي الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية ودعم حركات انفصالية والعمل على إفشال الرئيس الشرعي وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم هادي بتفضيل دعم حزب الإصلاح الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين . يذكر أن الرئيس "هادي" قد أصدر قرارا بإقالة محافظ عدن المقرب من الإمارات "عيدروس الزبيدي" وعين مكانه مستشاره الخاص "عبدالعزيز المفلحي". كما أقال وزير الدولة هاني بن بريك الذي يوصف بأنه رجل الإمارات الأول وقائد ميليشيات موالية لها. كما أصدر قرارا آخر بتعديل وزاري شمل وزارات العدل والأشغال العامة والشئون الاجتماعية وحقوق الإنسان.