الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - رسالة بن سلمان تلقّفها مناهضو طهران.. وإيران تتراجع!!
رسالة بن سلمان تلقّفها مناهضو طهران.. وإيران تتراجع!!
ولد سلمان
الساعة 09:49 صباحاً

 نالت تصريحات الأمير محمد بن سلمان، الأخيرة، حول تدخّلات إيران بالمنطقة العربية، وعزم السعودية نقل المعركة إلى داخل إيران، اهتماماً كبيراً من قبل الأحوازيين والشعوب الأخرى المظلومة في إيران، في حين يرى مراقبون أن الإيرانيين فهموا رسالة الأمير بن سلمان، وردوا عليها سريعاً عبر تصريح لوزير خارجية طهران مثّل تراجعاً عن مواقف سياسية سابقة بحق السعودية.

وأعلنت منظمات حقوقية عربية وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية، ودعمها لموقف الأحوازيين، الذين أكّدوا وقوفهم "القويّ والصريح إلى جانب أي مشروع عربي يسعى إلى مواجهة الدولة الفارسية".



وفي بيان لها، أعربت "المبادرة العربية الشعبية لمواجهة عدوان النظام الإيراني"، المشكّلة من 16 منظمة حقوقية عربية ودولية، عن دعمها التام ومشاركتها بالجانب (الحقوقي والإعلامي) "لكل ما جاء في بيان الإخوة في الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية".

 وكانت "الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية" أكّدت في بيان، الخميس 4 مايو/أيار، أن تصريحات ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية "تتطابق مع دعوات الأحوازيين في نقل المعركة إلى داخل الأراضي الإيرانية".

وأشار البيان إلى أن تصريحات محمد بن سلمان "تعبّر عن فهم المملكة الدقيق للخطر الفارسي والسياسات العدوانية الإيرانية تجاه الدول العربية عموماً، والمملكة العربية السعودية خصوصاً"، مبيناً أن الأحوازيون سبق أن حذروا من خطر إيران "منذ ثلاثة عقود"، وطالبوا بـ "ردع إيران ودعم الشعب العربي الأحوازي الذي يؤمّن عبر موقعه الاستراتيجي وثرواته الطبيعية الكبيرة الأموال الطائلة لتمرير سياسات إيران التوسّعية في الدول العربية، لا سيما دول الخليج العربي".

وأضاف البيان أن "دولة الاحتلال الفارسي منذ تأسيسها عملت على احتلال أراضٍ عربية، والسيطرة على مقدّرات الشعوب العربية، واعتبرت نفسها شرطي المنطقة".

وتابع: "منذ أكثر من ثلاثين عاماً تبنّت (إيران) شعار تصدير الثورة، واستغلّت القضية الفلسطينية ومشاعر المسلمين والعرب بادّعائها أنها عدو إسرائيل؛ حتى تستطيع أن تدخل المجتمعات العربية"، لافتاً الانتباه إلى أن طهران أسّست أحزاباً "عميلة لها في البلدان العربية، وزرعت العملاء والمرتزقة، وعملت بكل قوة على أن تهيئ كل الظروف والآليات لتنفيذ مشروعها الفارسي الخبيث، حتى أصبح الأمر واقعاً كما هو الآن".

وأكّدت الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، في بيانها، دعمها "القوي والصريح" لأي مشروع عربي يسعى إلى مواجهة "الدولة الفارسية"، ويتبنّى الأحواز دولة عربية محتلة".

وشددت بالقول: "سنوظّف كل طاقاتنا لهذه المعركة المصيرية"، مبيّنة أن "تصريحات الأمير محمد بن سلمان، بقوله نقل المعركة إلى داخل إيران، مؤشّر مهم على أن الأشقّاء العرب، لا سيما المملكة العربية السعودية، تيقّنوا من نداءات الأحوازيين على أهمية القضية الأحوازية والشعوب غير الفارسية في مواجهة الخطر الإيراني".

وكان ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، قال في لقاء تلفزيوني، الثلاثاء 2 مايو/أيار، إن المملكة لن تلدغ مرة ثانية من إيران، وتدرك أنها هدف رئيسي للنظام الإيراني "الذي يستهدف قبلة المسلمين".

وتساءل الأمير بن سلمان حول طريقة التفاهم مع إيران، مشيراً إلى أنهم يريدون السيطرة على العالم الإسلامي، وأن منطقهم تحضير البيئة الخصبة لحضور المهدي المنتظر.

بدورهم يرى مراقبون أن التصريحات التي أدلى بها الأمير محمد بن سلمان كانت واضحة لطهران، وهي رسالة فهمها الإيرانيون، الذين يدركون أن للرياض قدرة في تحريك الداخل الإيراني.

حول ذلك أعرب الباحث بالشأن الإيراني، الدكتور الناصر دريد، عن اعتقاده أن الأمير محمد بن سلمان لم يكن يعني حرفياً شنّ حرب ضد إيران، وإنما قصد بذلك أن "حالة الحصار التي تمارسها إيران عبر شعوب دول المنطقة آن لها أن تنقلب، وأن يتحوّل الحصار إلى النظام الإيراني نفسه، وأن تنتقل الحرب السياسية والاقتصادية إلى الجهة الأخرى".

وقال دريد لـ "الخليج أونلاين": إن "السعودية الآن مقبلة على خط ورؤية جديدة بالنسبة إلى الانفتاح في الداخل"، في إشارة إلى أن اهتمام المملكة منصبّ على تدعيم وتقوية أوضاعها الداخلية، وتطبيق خطة النهوض بحسب رؤية 2030".

ويجد الباحث بالشأن الإيراني أن الدعم السعودي للمكوّنات المظلومة داخل إيران موجود، مستدركاً: "لكن السعودية تحاول أن تلعب وفق الوضع الشرعي في العالم، وتحاول أن تستنهض الحكومات، وألا تخوض بعمليات تخريبية شبيهة بما يفعله الطرف الآخر".

وبيّن أن المملكة "تعوّل على حركة الشعوب الإيرانية (أن تمارس دورها في استرداد حقوقها)، والسعودية حريصة على أن تبقى ضمن مجال الشرعية الدولية، وألا تخوض في دعم جهات عسكرية داخل بلدان أخرى".

وأعرب دريد عن اعتقاده بأن "الدعم لخصوم طهران في المنطقة والعالم وداخل إيران سيمتدّ ويتواصل. ربما يكون التعويل على النضال الديمقراطي الذي تخوضه الشعوب في إيران أفضل وأجدى، وقد يكون هذا جزءاً من الاستراتيجية السعودية في المرحلة المقبلة".

من جهته يذهب المحلل السياسي عاتق جار الله، في الرأي إلى أن "السعودية رأت أن التعامل مع إيران لن يتم عبر استهداف أدواتها بالمنطقة وإيران لا تزال بعيدة عن النيران"، مستطرداً بالقول: "كأن السعودية تريد أن تقول: إذا كان لا بد من إزعاج كل جار للآخر فدعنا نكشف بعض الشيء عن أدواتنا في الداخل وأوراق أخرى".

وأضاف جار الله لـ "الخليج أونلاين": إن "السعودية تعرف تأثير إيران في الداخل السعودي، وإيران تعلم تأثير السعودية في الداخل الإيراني، لكن ما لا تعلمه إيران أن فيها الكثير من الأقليات المظلومة"، موضحاً: "الحركة إذا ما اضطربت في الأحواز قد تدعو البلوش لعمل حركة معينة، بعد ذلك التركمانيون والأكراد؛ فالأقليات مقصاة من المشاركة السياسية داخل إيران بشكل كبير جداً من قبل القومية الفارسية".

وواصل الجار الله، وهو المطّلع على الشأن الإيراني، حديثه عن تصريحات ولي ولي العهد السعودي، بأنها تمثّل "بداية مرحلة جديدة، وفقط إشارة من السعودية (في التدخّل بالشأن الداخلي) ولكن لن تسهم فيها السعودية، ولم تكشف عن كل شيء، فقط هي إشارة لإيران، وأنه يجب أن ترفع يدها عن العراق وسوريا واليمن".

وأكّد أن "التحرّك السعودي جاء بتوافق أمريكي"، مشيراً إلى أن "أدوات إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان يجب أن تتصالح مع المنطقة وإلا فستهلك ويهلك مشروعها".

تأكيدات المراقبين بأن تصريحات بن سلمان كانت رسالة فهمت تفاصيلها طهران، وضّحتها تصريحات محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، الذي بدا وكأنه يحاول التقرّب من الرياض، حين قال إن الهجوم على السفارة السعودية بطهران، مطلع العام الماضي، كان "حماقة تاريخية وخيانة من جانب المهاجمين".

وجاءت تصريحات ظريف بعد يوم واحد من تصريح ولي ولي العهد السعودي؛ "بنقل معركة المملكة لإيران التي تستهدف قبلة المسلمين".

وجاء حديث ظريف، الأربعاء 3 مايو/أيار، أمام حشد من المعلمين في كلية "العلاقات الدولية"، بمناسبة يوم المعلم الإيراني، في العاصمة الإيرانية طهران.

وحول الهجوم على السفارة، قال ظريف، بحسب "العربية. نت": "كنّا على وشك الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، وحدث أمران مهمان؛ الأول الهجوم على السفارة السعودية، والثاني أسر عشرة جنود أمريكيين في الخليج. كانت إدارتنا للحادثة الأولى سيئة والثانية جيدة".


آخر الأخبار