الثلاثاء 19 مارس 2024
الرئيسية - كتابات - ترامب ذهب إلى السعودية ولم تذهب السعودية إليه
ترامب ذهب إلى السعودية ولم تذهب السعودية إليه
الملك سلمان مع دونالد ترامب
الساعة 04:13 مساءً
[caption id="" align="alignleft" width="211"] بقلم : محمد عبدالله القادري[/caption] أولئك المتشدقون من أجنحة إيران واذرعتها واتباعها ، عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية الشقيقة ، واصفون ذلك بالعمالة مع اليهود والنصارى والتبعية للغرب وما شابه ذلك من كلام يحاولون من خلاله الصاق نقاط الضعف والاستعباد لأمريكا من قبل السعودية ، وهم في الحقيقة يذرون الرماد على العيون ، فترامب ذهب إلى السعودية ، ولم تذهب السعودية إليه ، وهذا مايدل على ان موقف السعودية موقف قوي من زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إليها ، فمن يأتي إليك إلى عقر دارك ليزورك ويعقد معك الاتفاقيات العديدة ، فهذا دليل انه ضعيف امامك ويخاف منك ويحتاجك ويضرب لك الف حساب ، ولو كانت السعودية في موقف ضعيف لكان الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله هو من ذهب إلى امريكا وعقد الاتفاقيات في البيت الابيض ، ولكن لأن الله سخر له كبار دول العالم العظمى يأتون إلى بين يديه ليفاوضونه ويتفقوا معه فهذا دليل على العزة والكرامة والشأن العظيم الذي منحه الله للملكة السعودية وقياداتها ، وما ذلك إلا تصديقاً للآية الكريمة التي قال المولى عز وجل فيها على لسان ابو الانبياء إبراهيم عليه السلام " رب اجعل هذا البلد آمناً " . عقد الاتفاقات والمواثيق مع اليهود والنصارى وغيرهم من قبل المسلمين ليس محرماً ، فالنبي صلي الله عليه وسلم عقد الاتفاقات مع اليهود في المدينة ، ولا تمنع شرائع ديننا وثقافتنا الاسلامية ان نتعايش تعايش سلمي ونتعاون في المصالح المشتركة كتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة كلما يؤثر ويهدد المصلحة العامة للشعوب بما فيها يهودي ونصراني ومسلم ، ومن يتشدقون اليوم ويسخرون من تلك الاتفاقات التي وقعها ترامب في السعودية ، إنما يسخرون من ديننا الاسلامي العظيم ، متناسين في نفس الوقت إن إيران واذرعها واتباعها الذين ينادون ويصرخون الموت لأمريكا وهم قد ذهبوا برجالهم ونساءهم إلى امريكا يتوددون لها ويطالبون بالتحالف معها وقد تحالفوا معها وعقدوا الاتفاقات العديدة وعلى رأسها الاتفاقات بشأن الملف النووي الإيراني ، فلماذا يحللون الاتفاقات الإيرانية الامريكية ويحرمون الاتفاقات السعودية الأمريكية ؟ ومن المعلوم ان اتفاقات امريكا مع إيران بشأن النووي هو اتفاق يهدد السلم الاجتماعي كون إيران تمتلك مشروع تدميري تستهدف به في المقدمة العرب والمسلمون السنة ، بينما اتفاق السعودية مع أمريكا هو اتفاق من اجل السلم العالمي وهذا اتفاق لا بأس به ، فالسعودية تمتلك مشروع الدفاع عن نفسها وعن اخوانها العرب ولا تمتلك مشروع الهجوم كإيران ، فالمشروع الدموي الإيراني يشكل خطر على حرية الثقافات والديانات والتعايش ، ولا ننسى ان ديننا الإسلامي هو دين السلام وليس دين العدوانية والدموية والارهاب ، بينما ديننا الحنيف لا يأمرنا بإجبار الناس على الدخول في الإسلام كشرط أساسي للتعايش معهم والتحاور والاتفاق ،،، فالدين لله والوطن للجميع ، وقد قال تعالى في محكم كتابه " لا إكراه في الدين " . تتشدق وتسخر وتهزأ وسائل إعلام إيران ومن معها بالاستقبال الذي حظي به ترمب في السعودية ، وتدعي ان ذلك مخالفة دينية وقومية وعلامات ذل وانكسار عربي ، متناسين ان هذا من علامات الكرم والنخوة العربية الاصيلة ، فديننا الإسلامي قد أمرنا بإكرام الضيف سواءً كان الضيف مسلم او يهود او نصراني ، فقد قال عليه الصلاة والسلام " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " ، ولا مانع من ان تقوم المملكة بإستقبال لائق لترامب كونه جاء ضيفاً ومحترماً لإرادة العرب الذين يجب عليهم احترام من يحترمهم ، ولا تنسى إيران واتباعها ان اوباما الذي لم يحترم إرادة العرب في الوقت الاخير من ولايته وقام بزيارة للسعودية فلم يستقبله في المطار سوى امير الرياض ،، وهذا موقف قوي وعظيم سجله الملك سلمان ولم يسجله احد في العالم غيره ، فقد جعل أمير محافظة من محافظاته يستقبل رئيس اكبر دولة في العالم ، وهذا دليل على العزة والكرامة والشموخ ومعاملة الغير بما يستحق ، ومن لم يحترم العرب كاوباما لن نحترمه ولن نلين له ولن نخاف منه ولن نستقبله استقبال لائق في بلادنا . لست مدافعاً عن أمريكا ، ولكنني مدافع عن القيم والاخلاق والحريات والمصالح العامة للشعوب والموقف الايجابي والسياسي الممتاز الذي تتخذه المملكة السعودية الشقيقة ، ولا تنسى إيران ان حقيقة مشروعها الطائفي يحارب العرب والسنة ويطمع في شبه الجزيرة العربية ، ولم يكن يحارب أمريكا ويطمع في قارتها ، فلا تستخدموا الإسلام وانتم تستخدمونه لمحاربة بعضه ولتشويهه وانحراف مساره ، ولم تكن أمريكا تحارب الإسلام كما تحاربه إيران ، فالمساجد المنتشره بأمريكا لم تهدم منها مسجداً واحداً ، بينما إيران قامت بهدم كل مساجد السنة وكان آخرها قبل ما يقارب عام ، وبالتالي لم تقم السعودية او اي دولة خليجية اخرى بهدم اي مسجد بحجة تبعيته لطائفة إيران ،، فهل يدرك الجميع ان إيران هي اسوء من الجميع في هذا العالم فكرياً وثقافياً وعقائدياً ؟

آخر الأخبار