الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - الرئيس هادي والعلامة الوحيدة لتوجه السعودية في اليمن
الرئيس هادي والعلامة الوحيدة لتوجه السعودية في اليمن
الساعة 06:21 مساءً
محمد عبدالله القادري اذا تحدثنا بصراحة وواقعية وعقلانية وانصاف ، سنقول ان فخامة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي يعتبر هو العلامة الوحيدة التي تدل وتؤكد وتشير وتثبت على التوجه الحقيقي للملكة العربية السعودية الشقيقة نحو اليمن ، فإن استمر موقف المملكة مع هادي داعماً ومسانداً ومؤيداً لبقاءه في قيادة اليمن والمضي في تحرير كل اليمن من الانقلاب وعودة الدولة وبسط سيطرتها القوية فهذا يعني ان السعودية تقف مع مصلحة اليمن وامنها واستقرارها ومستقبلها المنشود ، واذا وقفت السعودية مع اي حل سواءً سياسي او عسكري يتضمن ازاحة الرئيس هادي من قيادة اليمن فهذا يعني ان المملكة لا تمتلك توجه صادق يصب في مصلحة اليمن ، بل انها تسعى ان يظل اليمن في سيناريوهات سياسية قديمة وصراع داخلي يجعله يعيش بين الحياة والموت وبين الحرب والسلام وبين الأخذ والرد لا ينتقل إلى استقرار دائم ولا يتقدم إلى مستقبل منشود . مستقبل اليمن وأمنه واستقرار مرهون ببقاء الرئيس هادي واستمراره في القيادة ، ومصلحة المملكة الشقيقة في اليمن مرهونة ايضاً ببقاء الرئيس هادي واستمراره في القيادة . فاليمن بشماله وجنوبه طيلة مراحلها السابقة لم تجد رئيساً كالرئيس هادي يمتلك مشروع وطني كاليمن الاتحادي ويطرح حلول جذرية لكل المشاكل ، ويستخدم سياسة مناسبة تجاه الاشقاء العرب ودول الخليج ، ويصمد امام المؤامرات ويتخذ قرار المواجهة والصد لكل المخططات . وايضاً المملكة الشقيقة لم تجد رئيس يمني سواءً بشمال اليمن او جنوبه من قبل يميل كل الميل إليها ، ويحالفها تحالف صادق ويستخدم سياسة مناسبة للجوار معها كالرئيس هادي ، فكل رؤساء اليمن في الشمال والجنوب وآخرهم صالح كانوا يميلون نحو معاداة السعودية وموالاة دول اخرى لديها خلافات مع السعودية سواءً كانت تلك الدول عربية او غير عربية وهذا ماجعل المملكة تتخذ سياسة لا تحمل تحالف اخوي حقيقي نحو اليمن ، وهذه السياسة مفروضة عليها كونها مناسبة لتوجه قيادة الدولة اليمنية . ولكن الرئيس هادي جاء بسياسة وتوجه تكفل مصلحة الشعبين والبلدين العربي والجارين اليمني والسعودي ، وذلك من خلال ادراكه للمصلحة المشتركة امنياً واقتصادياً وفكرياً وسياسياً ، وهو ما يعني ايجاد فرصة ثمينة امام السعودية واليمن لفتح صفحة جديدة وتحالف حقيقي وموقف موحد ، وهذا ما يفرض على السعودية ان تحافظ على الرئيس هادي كون القضاء على المخاطر التي تهددها من اليمن مرهون بالاحتفاظ بالرئيس هادي الذي لولاه ولولا فكره القومي العربي وتوجهه الصادق نحو اشقاءه العرب لما استطاعت السعودية ان تتدخل عسكرياً في اليمن وتحارب المشروع الايراني ، اي انه لو لم يذهب الرئيس هادي نحو السعودية لأ صبحت اليمن الان كلها تحت سيطرة المشروع الايراني الذي سيحكم السيطرة عليها إلى الابد ولن تقوى اي مكونات داخلية على صده ولا تستطيع اي قوى خارجية ان تمتلك المدخل القانوني لمواجهته والقضاء عليه . السياسة الخاطئة لرؤساء اليمن السابقين وقيادتها اوجدت نوع من الثقافة العدائية بين اوساط الشعبين اليمني والسعودي ، وسياسة الرئيس هادي نحو المملكة ومواقف الملك سلمان نحو اليمن كفيلة بأن تنتهي كل الثقافات السابقة وإحلال محلها ثقافة المحبة والاخاء والوحدة العربية والتكاتف والتضامن ومشاعر المودة والالفة ، وهو ما يفرض على المملكة الشقيقة ان تسعى بكل قوتها لاستغلال هذه الفرصة التي اوجدتها سياسة الرئيس هادي وتوجهه الوفي والصادق نحوها وتحافظ عليه ، فلو خسرته فانها ستخسر بلد عربي بأكمله وقد يصبح بعد ذلك الشعب اليمني كله مع إيران . لو ارادت السعودية ان تقيم علاقة جديدة بينها وبين الرئيس سابق وعائلته وتدعم عودته للسلطة فهذا يعني ان السعودية تريد ان تكرر اخطاء سابقة فمن خانها بالامس سيخونها في الغد ، بينما تريد ان يعود الشعب اليمني بشماله وجنوبه للعيش في نفس الوضع السئ الذي كان يعيشه في عهد صالح . اذا كانت السعودية تحب اليمن وتريد مصلحتها في اليمن فعليها ان تحتفظ بالرئيس هادي الذي يعتبر اقوى شخصية يمنية ويمتلك كل المؤهلات والمقومات الذي تمنحه البقاء والاستمرار في القيادة ، فهو القيادي الوحيد الذي يمتلك الشرعية ، وهو الوحدوي الوحيد الذي أثبت حبه الحقيقي للوحدة اليمنية ، وهو صاحب العقلية الوحيدة التي تحمل مشاريع بناء الدولة القوية ، وهو اليمني الاصيل الذي يتصف بقومية العروبة . اخيراً اقول لو انقلبت السعودية على الرئيس هادي فمن هذا المجنون الذي سيثق بالمملكة بعد ذلك ، فوفاء هادي يجب ان يقابل بالوفاء ، واعتقد ان قيادة المملكة اوفياء جداً ويقدرون ذلك وما تلك الشائعات التي تدعي سعي المملكة للاطاحة بالرئيس هادي واعادة نجل صالح للحكم ماهي إلا محاولة لزرع الشكوك والظنون السيئة بين قيادة اليمن الشرعية وقيادة المملكة الشقيقة ، ولكن تحالفنا العربي ومشاعرنا الاخوية وثقتنا المتبادلة اقوى من ان تؤثر عليها شائعة وافتراء .

آخر الأخبار