الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - اليمن بين التغيير والتدمير…
اليمن بين التغيير والتدمير…
الراعي
الساعة 06:36 مساءً
أ/فؤاد صالح الراعي كنا أساتذة العالم العربي في الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير ،كان الشارع العربي على موعد يومي مع مناورات المتسابقين للرئاسة اليمنية،كان الشاب التونسي يضبط ساعته على التاسعة مساء ليتابع خطاب فيصل بن شملان،في حين كان أيمن نور يقبع في سجون مبارك لأنه حدث نفسه عن نيته الترشح لمنافسة مبارك في الإنتخابات المصرية كانت في نفس الوقت ساحات الميادين اليمنية تعج بأنصار بن شملان ورجال الأمن اليمني يعتلون سطوح المنازل لحماية مهرجانات مرشح اللقاء المشترك…. في تلك المرحلة أدرك رجال الفكر والسياسية في الخليج العربي أن وعي الشارع اليمني فاق كل التوقعات… كان الشارع العربي يمر بمرحلة ذهول وهو يشاهد عبر الفضائيات ذلك الزخم من الجماهير وذلك الفضاء المفتوح من المنافسة على كرسي الحكم في بلد المعجزات… كانت حقائق فتحي العزب وعبارات بن شملان وجماهير الحاكم العربي المعجزة صالح كانت جميعها صواريخ تدك معاقل الظلم في المنطقة العربية وتبشر بفجر جديد بصناعة يمنية فريدة….. كنا حينها ظاهرة غريبة في الوطن العربي يقف عندها الكتاب والأكاديميون وقفة إعجاب،ليست نتيجة الإنتخابات ذات معنى حقيقي بقدر ذلك العرس الديموقراطي فقبل أن تُعلن نتيجة الإنتخابات كان الشعب هو الفائز والنجم العربي الساطع،حرية التعبير وكل مفردات العدالة ومعاني الديموقراطية هي الفائز الأول والأخير… توالت الأحداث وتتابعة المتغيرات ليصاب الشارع العربي بالذهول والإحباط وهو يرى تلك المجاميع المسلحة تقوم بحفر الخنادق حول معسكرات صنعاء ،شعر ذلك الشاب التونسي بحاجته الى التقيؤ وهو يستمع لخطاب ذلك الزعيم الديني وهو يتحدث عن دور اللجان الشعبية في حماية معسكرات الجيش اليمني…. تابع الشارع العربي صور الإنحطاط لذلك الشعب الذي تجوب شوارعه تلك الأطقم التي يعتليها أولئك الغبر الشعث القادمون من كهوف التخلف،أنصدم رواد الفكر وهم يشاهدون ذلك المسلح بثيابه الرثه يقوم بتفتيش ظابط يمني… ومازال الشارع العربي بكل ذهول يشاهد مظاهر الإنحطاط ومشاريع الدمار التي أحتلت خارطة اليمن،ومازال اليمن يُذهل الجميع بمشاريع الطائفية والعنصرية ومطالب الإنفصال وغياب العقل والحوار…..

آخر الأخبار