الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - تكتم أمريكي مريب بشأن صفقة سرية تدعم عودة "صالح" إلى الساحة السياسية.. وهذا هو مصير الحوثيين!
تكتم أمريكي مريب بشأن صفقة سرية تدعم عودة "صالح" إلى الساحة السياسية.. وهذا هو مصير الحوثيين!
الحوثي وصالح
الساعة 04:54 مساءً
  نصح المحللون الأمريكيون حكوماتهم، على مدار سنوات طويلة، بالعمل بنشاط من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن لأن النصر العسكري من جانب واحد غير ممكن مع تحذيرات متتالية من ان الحرب تدمر البلاد وتزيد من تقويض أمن دول المنطقة. ولكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تستجب لهذه النصائح، إذ قدمت دعما عسكريا وسياسيا لجانب واحد في النزاع ولم تكن على استعداد لاستخدام نفوذها لتشجيع الحلفاء على اتخاذ تسوية سياسية على محمل الجد. ولم تكن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مرتاحة للحرب منذ بدايتها، وفقا لأقوال الدكتورة ابريل لونغلي ألي، وهي خبيرة معروفة في شؤون شبه الجزيرة العربية وخاصة اليمن، لأسباب من أهمها الاتهامات بانتهاكات القانون الدولي والأزمة الإنسانية المتزايدة. وأوضحت أن إدارة أوباما قد حاولت ان تظهر للسعوديين انها تقف معهم في قضايا الأمن القومي ولكن مع مرور الوقت، كان هناك انخفاض رمزي في دعم العملية العسكرية عبر حجب الذخائر الموجهة بدقة، وبعد ذلك، حاول وزير الخارجية السابق كيري تسهيل المحادثات ولكن التدخلات الدبلوماسية الأمريكية كانت قليلة ومتأخرة. ولم يتوقع الخبراء ان تلعب الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، أي دور محوري لدفع العملية السياسية وأصبحت التسوية أقل احتمالا، وعلى النقيض من ذلك، كانت رغبة إدارة ترامب تتجه لتحسين العلاقات مع السعودية ومواجهة التوسع الإيراني ولم تكترث بشأن انتقادات انتهاكات القانون الدولي. المشكلة الحقيقية كانت في عدم تحقيق أي نصر عسكري، وعوضا عن ذلك، زادت التهديدات الأمنية للسعودية وحلفاء الولايات المتحدة لذلك كانت الحاجة لنوع من التسوية السلمية بدلا من مواصلة القصف الجوي، وقد أعلنت واشنطن منذ بداية الحرب أن الهدف الأمريكي من العمليات العسكرية هو إجبار جماعة الحوثي على الجلوس حول طاولة المفاوضات والقبول بصفقة تنسجها واشنطن، وبالتأكيد فأن هناك مصلحة أمريكية لإضعاف جماعة الحوثي من خلال كسر شراكتها مع الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من وزارة الخارجية الأمريكية حول مدى صحة التقارير التي تفيد أن الولايات المتحدة تدعم صفقة سرية تتقبل عودة صالح وعائلته إلى الساحة السياسية مقابل الانفصال التام عن جماعة الحوثي. ووفقا لأقوال العديد من المحللين فأن إدارة ترامب لا تكترث للأسباب التي أدت إلى إطاحة الرئيس اليمني السابق من الحكم، وهي مهتمة فقط بإعادة نوع من الاستقرار للمنطقة للتركيز على محاربة المنظمات الإرهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة ومواجهة التوسع الإيراني. وفي الواقع، لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول أمريكي في البيت الأبيض أو في مستويات أقل يشير إلى ان إدارة ترامب قد أجرت محادثات مع صالح بشأن التوصل إلى تسوية سلمية رغم تأكيد الرئيس السابق في مناسبات سابقة انه تلقى اتصالات وعروض من واشنطن وعواصم آخرى بفك الشراكة مع جماعة الحوثي مقابل العودة إلى الحياة السياسية. واستنتجت منصات إعلامية أمريكية إن التحالف المحدود بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثيين معرض لخطر الانهيار، إذ تبادل الطرفان الاتهامات في خطابات تلفزيونية، وزاد التوتر بين شركاء الأمس مع المسيرات التي شهدتها العاصمة احتفالا بمرور 35 عاما على إنشاء حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح، وعلى الرغم من التوترات كانت معروفة بين الحلفاء إلا ان الأسبوع الماضي شهد عرضا للخلافات بطريقة تعني ان هناك تغييرات كبيرة في النزاع كما ظهرت اختلافات حادة حول مبادرات الأمم المتحدة ومراقبة الوزارات والقرارات العسكرية والسياسية، وقد وجه عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الموالية لإيران اتهامات قاسية بدون ذكر أسماء ولكنها كانت تشير إلى صالح وتعني ضمنا بانه يتعاون مع السعودية وانهم تلقوا طعنة في الظهر. واتفق المحللون الأمريكيون على أن انهيار التحالف الهش بين جماعة الحوثي وصالح سيزيد من التوترات في البلاد المنكوبة بالحرب وقالوا ان الانقسام المحتمل داخل هذا المعسكر سيكون تطورا رئيسيا في الصراع حيث سيؤدي الانقسام الحتمي والمتوقع إلى اشتباكات وحروب داخلية مفاجئة وكارثة في صنعاء ناهيك عن التداعيات الواسعة جراء استغلال خصوم الحوثي وصالح لهذا الانقسام، وليست هناك دلائل تشير إلى ان هذا الانكسار الكبير في لعبة الأطراف المتحاربة في اليمن قد يؤدي إلى نتيجة عكسية هي منح فرصة للتفاوض، إذ تتجه المؤشرات إلى تكثيف القتال رغم رغبة بعض الأطراف الإقليمية بالخروج من المستنقع اليمني. وركزت المنصات الإعلامية الأمريكية، بما في ذلك «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» في الأسابيع الأخيرة على المأساة الإنسانية في اليمن وآثار الحرب المدمرة، ولكنها كالعادة قلصت دور الولايات المتحدة في هذه المعاناة حيث أكدت هذه المنصات على حقيقة ان الولايات المتحدة جهة رئيسية مانحة وهي المورد الرئيسي لأسلحة دول التحالف مع إشارات قوية إلى ان واشنطن ليست متورطة بشكل مباشر في الصراع، وفي الواقع، لم تتناول دور الولايات المتحدة بتزويد طائرات التحالف بالوقود والإجراءات الأخرى التي تعني ان الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الصراع لانها تزود جهة معينة في الصراع بالمعلومات الاستخبارية والأسلحة والوقود. ويعلم اليمنيون أن الولايات المتحدة تدعم النشاطات الحربية التي تدمر البلاد، ولكن الصحف الأمريكية لا تعترف بذلك وهي تحصر المسؤولية باطراف النزاع بعيدا عن واشنطن، وهم يعلمون، أيضا، ان الصمت المريب في واشنطن بشأن صفقات سياسية قد تحدد مستقبل اليمن لن يخرج بنتائج طيبة.

آخر الأخبار