بقلم/فتحي مطلق الحداد تنام صنعاء لتصحوا على حشود جديدة تكتظ بهم شوارعهاونقاط فريدة هنا وهناك… تنام على أخبار الصراع المرتقب بين عاشقيها السل والجرب لتصحوا على مزيدٍ من الحشود القادمة من بؤر التخلف والمزودة بمختلف ألاَت القتل ووسائل الدمار مترقبةً إشارةٍ من سيد الكهف أو إيماءةٍ من زعيم الإجرام…… سكان صنعاء الذين تتابعت على رؤسهم ضربات مطارق الفقر وحاصرت أحلامهم البسيطة جيوش الحرمان لتمتلئ جولات صنعاء بفتيات في سن الشباب يتسولن القادمين من هنا أوهناك، كل هذا لم يشفع لهم عند تجار الحروب وأمراء الخراب …. . أكملت صنعاء وسائر المدن اليمنية عام من الحرمان المتمثل بتوقف مرتبات الموظفين فباعوا كل مدخراتهم ولم يتبقى لهم ما يحملهم على النزوح فأصبحوا سكان صنعاء أسرى لحربٍ لم تعلن ساعة الصفر فيها… علقوا أمال عريضة على ثورة المخلوع كبقية موظفي اليمن… ضجت بهم مواقع الفيسبوك بعبارات التهديد وهاشتاج الوعيد نازل… نازل…وبعد أن أكتظت بهم الشوارع المحيطة بالسبعين بإنتظار كلمة زعيم الذل والذي أستمر يدغدغ مشاعرهم السامجة بمطالب المساكين متخذاً من رواتبهم مطية لإكتمال الحشد هاهو يقول لهم أصبروا وأرفدوا الجبهات…. أكتملت الصورة ولكن قبل أن تكتمل كان إطارها قد أكتمل وأصبحت جماهير صالح محاصرة بمليشيات السيد الأكثر إندفاعاً وتدريباً وجاهزية،هذا الإنقلاب الفاشل سيتحمل تبعاته صالح وسيتحمل سكان صنعاء الجزء الأكبر من الدمار والموت والنزوح في ظل الصراع المرتقب بين السل والجرب…. زعيم الذل والإستكانة لن تشفع له كل تلك التنازلات ولن تشفع له كل الدعوات التي طالب حشد السبعين بالصبر ورفد الجبهات،ولن تشفع لسكان العاصمة كل تراتيل الذل ومعاني الصبر والحرمان فسيبقون هم الطابور الخامس وأذناب العدوان حتى يلبسوا ثوب الكرامة والعزة ولن يجدوا هذا الثوب في حارات صنعاء وشوارعها وأزقتها طالما ومليشيات السيد كاتمةً آهاتهم وأنفاسهم….