سلط الأكاديمي "إيرول مندس"، أستاذ القانون الدستوري والدولي في جامعة أوتاوا، ورئيس لجنة الحقوقيين الدولية، الضوءَ على الدور الذي يمكن لكندا القيام به لحل الصراع اليمني الذي من المرجَّح أن يتفاقم بعد مقتل الرئيس السابق على عبدالله صالح على لأيدي الحوثيين. وقال مندس: إنَّ بلاده يمكن أن تتدخل في الصراع اليمني بوصفها وسيطًا نزيهًا، مشيرًا إلى أنّ كندا ظهرت كوسيط نزيه خلال عدد من أصعب الصراعات السياسية المأساوية. ولفت إلى ما فعله ليستر بيرسون، رئيس الوزراء الكندي السابق، والذي حصل على جائزة نوبل لتنظيم الطوارئ التابعة للأمم المتحدة بالقوة لحل أزمة قناة السويس عام 1975. على سبيل المثال. وأضاف في الآونة الأخيرة ساعدت كندا الإدارة الأمريكية التي كان يقودها الرئيس السابق باراك أوباما في إقامة علاقات دبلوماسية مع كوبا، كما كان للكندي فرانك بيرل، دورًا فعالًا في التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية وجماعات متمردة مسلحة، ووضع حدًا لنزاع استمرّ لخمسة عقود خلف وراءه أكثر من 200 ألف قتيل. وقال الكاتب: يجب الآن أن تكون كندا وسيطًا محايدًا في الصراع اليمني، والذي يدمر واحدة من أفقر الدول في العالم. وذكر الكاتب أنه مع مقتل الرئيس اليمني السابق، من المرجح أن تشهد البلد- التي هي بالفعل في أسوأ كارثة إنسانية بالعالم- مزيد من المعانة، حيث إنَّ قتل صالح من قبل حلفائه السابقين الحوثيين المدعومين من إيران، سيدعو أنصاره للثأر؛ وتفاقم الأوضاع وسقوط مزيد من المدنيين وانتشار الأمراض والمجاعة. وقال إنَّ اليمن أصبح بحاجة إلى طرف ثالث، والانخراط في المسار الثاني وربما خارج المنطقة، ويمكن لذلك أن يتضمن الجمع بين الزعماء الرئيسيين من جميع الأطراف على المشاركة في تقديم مقترحات لنزع فتيل العنف، والسماح بوصول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية الحرجة. ولفت إلى أنّه إذا نجحت هذه الإجراءات، يمكن أن يتبع ذلك وساطة وحوار داخلي متجدِّد لمستقبل اتحادي يمني قد يلبّي المطالب التقليدية للحوثيين والمجموعات الأخرى. وأكّد أنّه ليس هناك ما يضمن أن الطرفين سيوافقان على أي دور للوساطة الكندية، في هذه الأزمة الإنسانية البائسة، ولكن إذا كانت كندا تسعى أن تكون جديرة بحق بمقعد في مجلس الأمن في المستقبل فإنّ عليها المشاركة في حلّ مثل هذه الصراعات.