الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - حياة صالح الأخيرة بين ثلاث مراحل وثلاثة خلافات
حياة صالح الأخيرة بين ثلاث مراحل وثلاثة خلافات
الساعة 08:01 مساءً
[caption id="" align="alignleft" width="206"] بقلم : محمد عبدالله القادري[/caption] حياة الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله تتكون من مراحل كثيرة وعديدة ، إلا ان هناك ثلاث مراحل أخيرة عاشها في آخر سبعة اعوام من حياته ظهرت فيها اوجه الخلافات وتحددت نوعية التعامل وبرزت حالته التي عاشها في كل وضع مختلف . المرحلة الأولى : فترة اندلاع الازمة الناتجة عن ما يسمى بثورة الشباب المواكبة لموجة الربيع العربي في آخر عام من حكم صالح ، والتي عاش صالح خلالها مرعوباً خائفاً مهزوزاً ، وتعرض خلالها لعملية اغتيال في جامع النهدين ولكنه لم يمت إذ ذهب للعلاج في المملكة العربية السعودية وعاد بحالة صحية جيدة . شباب ما يسمى بتلك الثورة ومكوناتها وكل من انضم اليها ، شكلوا جميعاً عدو واحد لصالح ، واحتفلت ساحاتهم بما حدث له في النهدين وذبحوا الولائم واطلقوا الالعاب النارية وفرحوا وكبروا وهللوا ، واستطاعوا ايضاً ان يضعفوا صالح واجبروه على التنحي عن السلطة وتسليمها لنائبه عبر المبادرة الخليجية التي وافق عليها جميع الاطراف ، ونقلت اليمن إلى مرحلة جديدة هي مرحلة ما بعد صالح إذ كانت تلك المبادرة نقطة فاصلة في اليمن بين عهد صالح كرئيس والعهد الذي بعده . المرحلة الثانية : وهي فترة حكم الرئيس عبدربه منصور هادي في صنعاء ، إذ عاش صالح هذه الفترة معززاً مكرماً ناشطاً في العمل الحزبي المؤتمري والتواصل الاجتماعي والجماهيري ، ورغم العلاقة الجيدة الذي كانت تربطه بهادي في البداية إلا ان صالح سعى لخلق خلافات مع هادي بسبب رغبته في العودة للسلطة ، إذ قام بمحاربة خلفه هادي ودعم الارهاب والقاعدة واعتدى على الكهرباء والسعي بكل الطرق وبذل كل الجهود لافشاله ، حتى ظهرت حالة الخلاف بين الطرفين للعيان بينما هادي خلالها لم يقم بأي تصرفات تستهدف حياة صالح او التعامل معه بقسوه ولم يصادر امواله وممتلكاته رغم قدرته على ذلك . فالخلاف الذي حدث بخصوص جامع الصالح لم يقم فيه هادي بالاستيلاء على الجامع بصورة دائمة والاعتداء على الحراسة رغم قدرته على ذلك عسكرياً وقانونياً ، فالقانون يقتضي تسليم الجامع للدولة الممثلة بوزارة الاوقاف والارشاد المعنية بادارة المساجد والاشراف عليها ولا يمنح القانون اي شخص ان يجعل اي مسجد ملكية عامة له او تحت تصرفه الخاص ، فالرئيس هادي سحب القوات التي قد كانت مسيطرة على الجامع وعفى عن صالح وعائلته ولم يعتقل احد منهم ، وكما هو معروف ان صالح وعائلته حينها لم يحركوا ساكناً لأنهم عاجزون عن القيام بأي ردة فعل . وبخصوص الخلاف بشأن قناة اليمن اليوم ، فقد اضطر هادي إلى اغلاقها بسبب استخدمها من قبل صالح كاداة لاشعال الفتن ورعزعة الامن والاستقرار ومحاربة الدولة ، وهادي عندما اغلق القناة يمتلك احقية قانونية في ذلك التصرف الذي منحه له موقعه الحزبي وليس مكانه في رئاسة الدولة ، فالقناة تتبع المؤتمر وهادي أمين عام المؤتمر يحق له ايقافها منعاً للدور السلبي الذي تقوم به وتخالف به لوائح الحزب واهدافه الوطنية واحترام شراكته السياسية وتقدير المصلحة العامة للشعب . بينما هادي عندما اغلق القناة لم يعتقل موظفيها ولم يقتل حراستها ولم يحولها إلى قناة ناطقة باسمه رغم قدرته على ذلك ، ثم عفى واعادها بعد فترة لصالح الذي ليس بمقدوره ان يقوم باي تصرف لاستعادتها بالقوة . المرحلة الثالثة : مرحلة الانقلاب على الدولة الذي تحالف فيه صالح والحوثي بهدف التخلص من الرئيس هادي ، وفي بداية هذه المرحلة ظهر صالح شاتماً لهادي الذي تعرض للاقامة الجبرية والاعتداء على منزله في صنعاء من قبل الحوثي ، ليتمكن بعدها من الفرار نحو عدن ليستمر صالح بالظهور ايضاً متوعداً له بالنهاية ومحدداً له منفذاً واحداً للهروب وموجهاً القوات ضده للملاحقة والهجوم على عدن وغيرها من الجنوب حتى اضطر هادي للمغادرة إلى المملكة ، وظل صالح مستمراً في شتمه وسبه بكل خطاباته ولم يرد عليه هادي بالمثل في اي ظهور او خطاب له . وفي هذه الفترة كان عدو صالح الأكبر هو حليفه الحوثي ، حيث اهان صالح واقصاه واقصى كوادر حزبه واستخدمه كعبد مأمور لخدمته سياسياً واعلامياً وعسكرياً حتى استنزفه بشكل تام ، ثم توجه بعدها للقضاء عليه من خلال الاعتداء على جامع الصالح وقتل حراسته والاعتداء على قناة اليمن اليوم واعتقال كل موظفيها وتحويلها إلى قناة ناطقة باسمه والاعتداء على اللجنة الدائمة ومنازل عائلة صالح وانتهى الأمر بقتل صالح داخل منزله وأسر كل اقاربه ليعلن الحوثي ذلك انتصار عظيم ويقيم مناسبة احتفالية كبيرة . من خلال الثلاث المراحل الاخيرة التي عاشها صالح تظهر نوعية التعامل بين صالح ومن اختلف معهم كالتالي : - مرحلة ازمة 2011 تساوى الطرفان في الاساءة وتبادل التعامل السلبي . - مرحلة هادي في صنعاء ، صالح اساء إلى هادي وحاربه ، وهادي احسن اليه لم ينتقم منه . - مرحلة الانقلاب ، صالح احسن للحوثي وسانده ، والحوثي اساء إلى صالح وقضى عليه . والنتيجة تظهر للجميع ان الرئيس هادي نموذج فريد متميز في الاخلاق ومثالي في التعامل ، وما سبق دليل على ذلك .

آخر الأخبار