الجمعة 29 مارس 2024
الرئيسية - كتابات - كيف السبيلُ إلى التعايش أو التحاور مع دولة من شيمها المكرُ والغدرُ؟
كيف السبيلُ إلى التعايش أو التحاور مع دولة من شيمها المكرُ والغدرُ؟
images (13)
الساعة 11:28 صباحاً



lass="author">د. حسناء عبد العزيز القنيعير

 لقد استشرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطر المجوس ذات يوم بعيد ما يكشف عن معرفة جلية بالتاريخ الفارسي القديم المتمثل بالحقد والعدوانية ضد العرب، مع يقينه أنهم قرروا عند دخولهم الإسلام اتباع التقية المجوسية بتدمير الإسلام والكيد له من داخله، ولهذا قال: (اللهم اجعل بيننا وبين فارس جبلاً من نار)..
ضبطت الداخلية الكويتية 19 طناً من الذخيرة، و144 كلجم متفجرات و65 سلاحاً و"آر بي جي" و204 قنابل يدوية، وهذه كلها أسلحة ومعدات مصنفة لأعمال المواجهة والهجوم؛ بمعنى أن هذا العدد الكبير والمتنوع من العتاد العسكري الهجومي، يستحيل أن تكون إيران قد جهزته لخلية إرهابية مكونة من 10 أو 20 أو حتى 50 فردًا؛ بل إن الترسانة بمحتواها كافية لتسليح نحو أربعة آلاف مقاتل، ما يشير إلى أن الهدف من تلك الترسانة والعملاء المدربين على القتال في المدن هو انقلاب على الدولة، لتدمير المنطقة برمتها؛ ببث الرعب بين المواطنين، وزرع بذور الريبة والفرقة بينهم، وترسيخ الطائفية والمذهبية، وصولاً إلى إضعاف الاقتصاد، والاستقرار السياسي، لينتهي الأمر بإشعال حروب أهلية بين الأطراف المتنازعة، لا تبقي ولا تذر، كما كان الحال في اليمن قبل عاصفة الحزم! وهذه طبيعة العدوان الإرهابي المجوسي، الذي لم يعد يكتفي بسيارة مفخخة، أو حزام ناسف في مسجد أو منشأة عسكرية، بل إنه يمهد لذلك بتلك الأعمال الصغيرة، لمعاركه الكبيرة. لقد أصبحت كل الدول العربية هدفاً لدولة الملالي الذين وضعوا نصب أعينهم جرها إلى حروب أهلية، بتشكيل خلايا من بعض مواطنيها، تخزن أسلحة ومعدات عسكرية استعدادًا لساعة الحسم، وما يحدث في كل من البحرين والكويت أكبر شاهد على ذلك، كما تؤكده تصريحات شياطين دولة المجوس، وعلى رأسهم شيطانهم الأكبر الولي السفيه، خامنئي الذي لا يكاد وزير خارجيته ينهي كلامه عن علاقات حسن الجوار مع دول الإقليم، حتى يصرح أنّ بلاده مستمرة في تسليح ما يسميها "الشعوب المستضعفة" ودعمها، وهو الوجه القبيح الحقيقي لدولة المجوس، التي يجب أن يعدّ العرب لها كل ما استطاعوا من قوة وتسليح وخطط استراتيجية لوقف عدوانها، فهي في حقيقتها نمر من ورق، وتحارب بالواسطة عبر عملائها من بعض مواطني دولنا الذين باعوا أنفسهم للشيطان المجوسي، يخطط لها هذا النظام المجرم للإيغال في إيذاء العرب وإضعافهم لاستكمال المخطط العالمي في سيطرته على المنطقه العربية وتقسيمها، إذ ليس بخافٍ تحالفها الخفي مع من تسميه الشيطان الأكبر؛ لإعادة تقسيم المنطقة العربية؛ لتحقيق مصالح مشتركة بينهما، وهناك العديد من الأدلة على هذا التحالف رغم التراشق الإعلامي بينهما، الذي بدأ من فضيحة إيران جيت، مروراً بحروب أفغانستان والعراق وسورية واليمن، والخلايا الإرهابية في كل من البحرين والكويت، وصولاً إلى الاتفاق النووي! لقد استشرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطر المجوس ذات يوم بعيد ما يكشف عن معرفة جلية بالتاريخ الفارسي القديم المتمثل بالحقد والعدوانية ضد العرب، مع يقينه أنهم قرروا عند دخولهم الإسلام اتباع التقية المجوسية بتدمير الإسلام والكيد له من داخله، ولهذا قال: (اللهم اجعل بيننا وبين فارس جبلاً من نار). كل ما يحدث نتيجة لمشاعر الحقد التي تغلي في صدور الملالي تجاه العرب، وكل ما يمت للعرب بصلة الذين دمروا إمبراطوريتهم المجوسية؛ لهذا فقد سعت دينياً إلى نشر ثورتها الخمينية المجوسية، التي أسبغت عليها سمة التشيع، والمظلومية التاريخية؛ لتكون خنجرًا مسموماً ضد من تنعتهم بالنواصب، وذلك لاستمالة المشاعر والعاطفة الدينية للشيعة في المنطقة، كما تسعى سياسياً إلى فرض سيطرتها لتكون اللاعب الرئيس الذي يتحكم في المنطقة، وما إصرارها على السلاح النووي إلا لتحقيق هذا الهدف؛ ببسط سيطرتها على عدد كبير من دول المنطقة العربية، ولا يخفى على أحد تدخلها في شؤون العراق وسورية ولبنان حتى أصبحت دولاً فاشلة عبارة عن مقاطعات تتبعها سياسيًا! وبعد أن نجحت في إشاعة الفوضى والحرب الأهلية في اليمن التي تعدّ خاصرة دول الخليج العربي، ومن ثم هزيمتها الساحقة هنالك بعاصفة الحزم، فإن ما تفعله في البحرين والكويت، يعدّ تعويضاً عن خسارتها المدوية التي يتعرض لها عملاؤها الحوثيون، فتحركاتها شكل من أشكال الرد على تراجع نفوذها مع تتالي هزائم أنصار الله. وقد شكلت ترسانة الكويت صدمة كبرى، كون أفراد الخلية من بعض المواطنين الذين دربهم حزب الشيطان والحرس الثوري الإيراني قبل عام، إلى جانب مواطنين من دول خليجية أخرى، على استخدام الأسلحة والمتفجرات في إحدى جزر البحر الأحمر، عبر ميناء تسيطر عليه جماعة الحوثي، كما أشارت إلى ذلك التحقيقات الأولية. هذه المحاولة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، لنزع ثقة المواطنين الخليجيين في المنظومة الأمنية الخليجية التي تقودها بلادنا، وما لم تتخذ دولنا عقوبات رادعة، داخلياً ضد المتآمرين، وخارجياً بالتعامل الصارم مع دولة المجوس، وإلا فإننا سنتوقع ما هو أسوأ وأخطر من ترسانة الكويت. وصف رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام فهد الشليمي عمليات التجنيد لعناصر من "حزب الله" في دول مجلس التعاون، بالنتيجة الحتمية لعمل استخباري قام به حزب الله الذي يعد أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني، خلال فترة ليست قصيرة، إضافة إلى مواكبته وسائل التواصل الحديثة من خلال 25 قناة فضائية تموّلها إيران وتبث محتواها باللغات العربية والإنكليزية والإسبانية.. وهناك غرف عمليات تدار من إيران على مدار الساعة، بنظام النوبات على موقع التواصل الاجتماعي، باللغة العربية، وتستهدف دول الخليج وتقوم في الوقت ذاته بتجنيد عناصرها من خلالها. وأضاف: تمر الكويت اليوم بأكبر تهديد يمس وجودها، ويهدد بقاءها في ظل مخططات استراتيجية دولية تهدف إلى إعادة رسم جغرافيا المنطقة، بشكل جديد يختلف عما هو موجود حالياً على الأرض، ومن المؤكد أن كل الأعمال الإرهابية التي أصابتنا وستصيبنا في المستقبل القريب، تخدم تلك المخططات"! وفيما يخص مسؤولية إيران وحسن حزب اللات المباشرة عن خلية الكويت، ذكرت الكاتبة الكويتية عائشة الرشيد أن المسؤولين الإيرانيين عندما زاروا الكويت، قالوا إن الكويت الحديقة الخلفية لإيران، وأما حسن نصر اللات فنقل عنه قوله: إن الكويت في الجيب وستسقط قريباً!! وهنا نتساءل وملؤنا العجب: كيف يجرؤ زعيم ميليشيا مارقة على تهديد دولة عربية مستقلة مثل الكويت؟ وما القوة التي يستند إليها في تهديده؟ ألم يكن جديراً بالكويت أن تتخذ موقفاً صارماً من ذلك البوق المجوسي المنتفخ؟ والأدهى من ذلك ما ذكرته من أنه وجه تهديداً للكويت بضرورة الإفراج عن أفراد هذه الخلية، وإلا فإنه سيأمر بخطف جميع الكويتيين الموجودين في لبنان لتكون هناك مقايضة!! لا شك أن حسن حزب اللات عندما يهدد يفعل، لأن هذا هو أسلوب العصابات، والقراصنة، وقطاع الطرق، الذين لم يجدوا من يقطع دابر شرهم. أخيراً، أظن أنه آن الأوان لتقوم دول الخليج بتغيير سياستها مع دولة المجوس، والتعامل معها بأسلوب أكثر صرامة ووضوحاً، فتلك الأعمال العدوانية تستلزم استدعاء كل السفراء لدى إيران للتشاور، تمهيداً لاتخاذ مواقف أخرى مثل ترحيل الإيرانيين من دول الخليج، وقطع التعامل التجاري معها ومع من يتعامل معها، لتكون خطوات جادة في إعادة ترتيب علاقتنا بها، ولتكن مقاطعة كمقاطعة إسرائيل التي لم يثبت أنها استهدفت الدول العربية، خارج نطاق فلسطين المحتلة، فإن لم ترد الدول الخليجية بموقف حازم، فلا شك أن دولة المجوس لن تقف في عدوانها عند هذا الحّد، لاسيما أن أوباما منحها ضوءاً أخضر لتعربد في بلداننا كما تشاء. فهي لن تهدأ حتى تفتت المكونات السكانية من سنة وشيعة، فتعمل على إحراق بعضهم بعضاً، فدولة الفرس تنطلق من أن العرب الشيعة يشكلون جيوباً تابعة لها، لكن من المؤكد أن معظم الشيعة العرب وعلى رأسهم مرجعهم الديني علي السيستاني يرفضون المنطق الإيراني، ويتمسكون بعروبتهم، فقد أيقن العقلاء منهم أنهم مجرد أدوات لا قيمة لها في الحسابات الإيرانية، وأنّ تدمير المسلمين، سنة وشيعة، مقدم لدى المجوس على محاربة إسرائيل التي طالما رفعت شعارها! الأمر الذي لم يستحِ حسن حزب الشيطان كعادته من التصريح في "يوم القدس" ب"أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تدافع عن فلسطين، ملمحاً إلى أن لا أحد يمكنه الادعاء بالدفاع عن "قضية العرب المركزية"، إلا إذا كان حليفًا لإيران، وداعماً لسياساتها وموقفها في المنطقة وضد "أعدائها" الغربيين وإسرائيل!"، هل ما زال ذلك الأحمق يظن أنه بقي من العرب من يصدق أكاذيبه وأكاذيب معممي المجوس؟ ثم متى يدرك أنه ما من عدو يتربص بأهل المنطقة العربية سوى دولة المجوس وعملائها أمثاله؟ لقد حان الوقت للتعامل مع العدو الفارسي بأسلوبه؛ وذلك باحتواء العناصر غير الفارسية من الشعب الإيراني كالأحواز والبلوش والتركمان والأرمن والآذريين وغيرهم؛ ليتعرفوا على حقيقة النظام الفارسي الفاشي المستبد، حتى تصبح إيران بلداً طبيعياً يحترم الدول الأخرى، ويراعي علاقات حُسن الجوار، بالامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية.

آخر الأخبار