الجمعة 29 مارس 2024
الرئيسية - كتابات - ما الذي أبهر العالم بالسعودية الجديدة؟
ما الذي أبهر العالم بالسعودية الجديدة؟
السعودية
الساعة 10:36 صباحاً
خالد الغدير تتغير السعودية فلماذا لا يتغير أسلوبها في التعامل مع علاقاتها الدولية.. إن الاحتفاء الكبير الذي رافق زيارة الأمير محمد بن سلمان والوفد الرفيع المرافق له لبريطانيا لم يكن أمراً طبيعياً في العرف السياسي للزيارات الرسمية؛ فجدول الزيارة ولقاء ملكة بريطانيا وولي عهدها والفعاليات المصاحبة وتصريحات المسؤولين البريطانيين وحفاوة الاستقبال، تدل على أن الزيارة تمثل عهداً جديداً تفرضه الظروف المتزامنة مع الزيارة بلعب السعودية دور قوة عظمى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً منذ تولي خادم الحرمين الملك سلمان الحكم بقيادة شابة ورؤية طموحة. ومن جانب آخر تلك الظروف البريطانية المصاحبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والآثار الاقتصادية والتنموية السلبية المنتظرة لذلك القرار، وهو ما يؤهل لحقبة جديدة وفريدة من التكامل بين المملكتين، والذي قد تم وضع حجر أساسه في هذه الزيارة. من لندن إلى واشنطن يتكرر الاحتفاء، ويزيد في البيت الأبيض فلا حديث للإعلام الأميركي المهتم في الشؤون السياسية والاقتصادية إلا عن ذلك الشاب القوي الذكي الذي جلب التغيير الشامل إلى مملكة البترول وإلى الشرق الأوسط برمته. واستطاع فرض واقع جديد جعل من بلاده مركز اهتمام الكرة الأرضية سياسياً واقتصادياً واستثمارياً وثقافياً، وهو ما أهلها لأن تضع على طاولة أي مفاوضات مع الشركاء من الدول العظمى أوراقاً أكثر قوة وأعمق تأثيراً، مستغلاً الركائز المهمة للمملكة العربية السعودية والتي تعتمد على الثروات، والموقع الجغرافي، والعمق التاريخي، والبعد العربي والإسلامي، والثقل الشعبي. فالعالم يحترم الأقوياء، والمال وحده لا يكفي لأن تكون مهيباً وقوياً، وهو سر عبقرية الملك سلمان في قراءة التاريخ والانعطاف نحو المستقبل السعودي في الوقت والظرف والطريقة المناسبة. إن أحد أهم الملفات التي ستناقش مع مسؤولي لندن وواشنطن وسيحسم بتقديري هو ملف اختيار البورصة العالمية التي ستستضيف طرح اكتتاب أرامكو الكوني، والذي من المتوقع أن يتم في النصف الثاني من هذا العام 2018، والاختيار برأيي لن يخرج عن بورصة نيويورك أو لندن، بالإضافة إلى حصة تداول السعودية في استضافة جزء من الاكتتاب الكبير، وذلك بحسب تصريح رئيس أرامكو المهندس أمين الناصر. إن القوة والمكانة العالمية والإقليمية التي يريدها الملك سلمان ويحمل أدواتها الأمير محمد بن سلمان و21 مليون سعودي من خلفهما لا تأتي فقط من الإمكانات التي يتحلى بها بلدنا العظيم، وهي كثيرة وكبيرة لكنها الإرادة التي لا تقهر والعزيمة التي لا تفتر، وهو ما أثار إعجاب العالم، وسيساهم في تعظيم المكاسب وتعميق الشراكات خلال الجولة المهمة على أساس الثقة والمصالح المشتركة.

آخر الأخبار