الاربعاء 24 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - (تحقيق أمريكي) يكشف فظائع التعذيب الجنسي في سجون الإمارات باليمن
(تحقيق أمريكي) يكشف فظائع التعذيب الجنسي في سجون الإمارات باليمن
الساعة 02:01 صباحاً
اختبأ 15 ضابطاً إماراتياً خلف أقنعة الرأس، ودخلوا سجناً جنوبي اليمن، وعرف المساجين أنّهم إماراتيون من خلال اللكنة التي كانون يتحدثون بها. أمروا المعتقلين بالاصطفاف وخلع ملابسهم كاملة ثمَّ يرقدوا ثمَّ قام الضابط بتفتيش مؤخراتهم زاعمين بوجود هواتف خليوية ممنوعة. صرخ الرجال وبكوا، أولئك الذين قاوموا كانوا مهددين بنباح الكلاب وتم ضربهم حتى نزفوا، تقول وكالة اسوشيتد برس في تحقيق جديد نشرته الأربعاء، بعد عام من كشف 18 سجن سري للإمارات تدريه في اليمن. تعرض المئات من المعتقلين لإيذاء جنسي مماثل خلال الحدث الذي وقع في 10 مارس / آذار في سجن بير أحمد في مدينة عدن الجنوبية، وفقا لسبعة شهود قابلتهم وكالة أسوشيتد برس. توفر أوصاف الاعتداءات الجماعية نافذة على عالم من التعذيب الجنسي والإفلات من العقوبة في السجون التي تسيطر عليها الإمارات في اليمن. ونقلت الوكالة عن معتقل يمني (فنان) حديثه عن الطرق التي يتم من خلالها تعذيب المعتقلين اليمنيين في سجن تديره الإمارات التي تعد حليفا للولايات المتحدة. وتحدث عن التعذيب الجنسي في سجن "بير أحمد" جنوب ميناء عدن. ويقدم رؤية قاتمة عن العالم السري للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان على يد الضباط الإماراتيين الذين يتصرفون بحصانة. ويقول التقرير إن العنف الجنسي هو الوسيلة الرئيسية لممارسة الوحشية على المعتقلين وانتزاع اعترافات منهم، حسبما نقلت عن الفنان وستة معتقلين آخرين. وجاء في التقرير أن الرسوم التي شاهدها مراسل الوكالة كانت على لوحات بلاستيكية، وتظهر رجلا عاريا معلقا بالسلاسل في وقت كان يتعرض فيه للضربات الكهربائية، فيما ظهر معتقل آخر وهو ملقىً على الأرض وحوله كلاب تنبح. ويشارك عدد كبير في ضربه وتصوير تفصيلي لعملية اغتصابه جنسيا. ويقول الفنان: "أسوأ شيء بشأن كل هذا هو أنني أتمنى الموت كل يوم ولكنني لا أجده". هكذا لخص فترة السجن لعامين إثر انتقاده الإماراتيين علنا. وقالت الوكالة إن قصة السجون السرية التي تديرها الإمارات والتعذيب قامت "أسوشيتدبرس" بفضحها في تقرير نشرته في حزيران/يونيو 2017. وحددت فيه الوكالة خمسة سجون سرية، حيث تقوم قوات الأمن فيها بالتعذيب والانتهاكات الجنسية لكسر إرادة المعتقلين. وقد طلبت وكالة الأسوشييتد برس التعليق: أولاً من البنتاغون بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها دولة الإمارات العربية المتحدة قبل عام. لكن على الرغم من التقارير الموثقة عن التعذيب التي تحدثت عنها وكالة أسوشييتد برس، ومنظمات حقوق الإنسان وحتى الأمم المتحدة، قال الرائد البحري أدريان رانكين غالاوي ، المتحدث باسم البنتاغون ، إن الولايات المتحدة لم تر أي دليل على إساءة معاملة المعتقلين في اليمن. وقال: “القوات الأمريكية مطالبة بالإبلاغ عن مزاعم ذات مصداقية حول إساءة معاملة المعتقلين”. “لم نتلق أي ادعاءات موثوقة تثبت الادعاءات الواردة في بداية التقرير”. وقد أقر المسؤولون الأمريكيون بأن القوات الأمريكية تتلقى معلومات استخباراتية من شركاء إماراتيين وشاركوا في عمليات استجواب في اليمن. لكن رانكين غالاوي قال إنه لا يستطيع التعليق على تبادل المعلومات الاستخبارية مع الشركاء. وقال المسؤول الأمريكي “من المتوقع أن يلتزم موظفو وزارة الدفاع بأعلى معايير السلوك الشخصي والمهني”. ولم يرد مسؤولو الإمارات على طلبات للتعليق. وقال شهود عيان إن الحرس اليمني الذي يعمل نيابة عن الضباط الإماراتيين يستخدمون عددا من الأساليب للانتهاك الجنسي والإهانة واغتصاب المعتقلين وتصوير ذلك. ويقوم أولئك الحرس باستخدام الأدوات الكهربائية لضرب الأجزاء الحساسة من أجساد المعتقلين، أو تعليق حجارة ثقيلة في خصيّهم. وعادة ما ينتهكون المعتقلين جنسيا باستخدام عصي خشبية أو قضبان حديدية. وقال معتقل عمره 46 عاما قضى عامين في المعتقل: "يجردونك من ملابسك وبعدها يقيدون يديك بعمود فولاذي من اليمين واليسار وبعدها تبدأ عملية اللواط". وقال مسؤول سجن سابق شارك في التعذيب لانتزاع اعترافات للوكالة إن الاغتصاب استخدم كوسيلة لإجبار المعتقل على التعاون كجاسوس مع الإماراتيين. وقال: "في بعض الحالات يقومون بالاغتصاب ويصورونه، ويستخدمونه كوسيلة للابتزاز بهدف التعاون معهم". وقد انشق هذا المسؤول عن الإماراتيين وهرب من البلاد. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم حققوا مع معتقلين في سجون سرية يديرها الإماراتيون، إلا أن البنتاغون يؤكد أن لا علم له بانتهاكات حقوق الإنسان. وكان مجلس النواب قد صوت في 24 أيار/مايو لصالح قرار يطلب من وزير الدفاع جيمس ماتيس التحقيق في مدى تورط الجيش الأمريكي في السجون السرية، وطلب من وزارة الدفاع تقديم تقرير في مدى 120 يوما. ومن بين خمسة معتقلات كشفت الوكالة عن انتهاكات وتعذيب في أربعة منها في عدن، حسبما قال ثلاثة مسؤولين أمنيين وعسكريين يمنيين. وواحد منها في قاعدة البريقة في عدن والتي تعتبر المركز الرئيسي للقوات الإماراتية، حيث شوهدت القوات الأمريكية إلى جانب المرتزقة الكولومبيين، حسب شهادات سجينين ومسؤولين أمنيين. وفي داخل تلك السجون؛ قال السجناء إن الأمريكيين لا علاقة لهم مباشرة، ولكنهم يعرفون بالتعذيب؛ إما من خلال سماع الصياح أو مشاهدة آثاره على أجساد المعتقلين. وقال مسؤول أمني في سجن الريان قرب المكلا: "يستخدم الأمريكيون الإماراتيين كقفاز للأعمال القذرة". وقال مسؤول يمني بارز في الرياض: "يرتكبون في السجون أبشع الجرائم" وتهمة "الانضمام للقاعدة وتنظيم الدولة أصبحت طريقة للانتقام وبكل ألوان الانتهاكات الجنسية واللواط". مضيفا أنهم يقومون "في السجون بتصنيع تنظيم الدولة".

آخر الأخبار