الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - إيران ودورها التخريبي في اليمن..
إيران ودورها التخريبي في اليمن..
15-10-04-1565057361
الساعة 07:59 مساءً
محمد أنعم حققت إيران مكاسب كبيرة من وراء تفجير الصراع داخل المجتمع اليمني، عبر تغذية الصراع المذهبي من ناحية ومن ناحية أخرى من وراء استمرار العدوان السعودي على اليمن الذي اكمل شهره السادس.. فإشعال نيران الحرب في اليمن ظلت تشغل هاجس حكام طهران منذ أن خاض الجيش اليمني معركة الدفاع عن الأمة الى جانب الجيش العراقي ضدهم في ثمانينيات القرن الماضي، خصوصاً بعد أن وجدوا أن دول الخليج لا تشكل أي خطر على إيران وأن سكان اليمن هم الخطر الحقيقي الذي يحول دون تحقيق مخططهم الفارسي البغيض في المنطقة. لذا شرعت ايران عبر فقهاء »قُمْ« بوضع مخطط لشق الوحدة الوطنية داخل المجتمع اليمني، ونجحت في تسعينيات القرن الماضي في تحقيق جزء من مخططها التآمري الذي يهدف الى تمزيق شعوب الجزيرة والخليج وانهاكها في صراع عبثي عبر تأجيج العداء المذهبي.. وها هي ايران اليوم تقف مثلها مثل دولة الكيان الصهيوني دولة قوية لا تعاني أية اضطرابات داخلية، لذا تسعى الى إحياء مجد الامبراطورية الفارسية على غرار المخطط الصهيوني الذي يسعى الى اقامة الدولة اليهودية من النيل الى الفرات، يأتي هذا في الوقت الذي تعيش كل الشعوب العربية -وخصوصاً اليمن ودول مجلس التعاون- أوضاعاً مأساوية وتفككاً مخيفاً واحتراباً وتصارعاً داخلياً وخارجياً يهدد بزوال أنظمتها وخروجها من مسرح صناعة التاريخ بشكل غير مشرف.. فالاوضاع التراجيدية التي تعيشها اليمن اليوم هي جزء من تلك المؤامرة الايرانية التي ظلت تطبخها على نار هادئة لسنوات طويلة، وظلت تنفخ في كيرها من بعيد حتى نجحت في استدراج الحمقى من آل سعود للاعتداء على اليمن بدعوى مواجهة المد الايراني وتحت يافطة إعادة شرعية الفار هادي. في الوقت الذي نجد إيران تجني مكاسب كثيرة وكبيرة من وراء تمزيق الصف العربي واضعاف اليمن ودول الخليج تحديداً بعد أن أصبحت طهران بسبب اخطاء آل سعود هي الحاكم الفعلي لبغداد.. فدول الخليج وعلى رأسها السعودية ترتكب مجدداً اخطاء قاتلة باستمرار عدوانها على اليمن.. وها هي ايران تجني مجدداً ثمار تلك الاخطاء الكارثية التي يقترفها بعض حكام الخليج الحمقى تجاه اليمن. حيث إن الحرب الظالمة على اليمن والتي تدخل شهرها السابع أظهرت أن إيران تحقق مكاسب كبيرة وكثيرة سياسية واقتصادية وعسكرية، وصارت تحظى بمكانة دولية افضل من أي وقت مضى.. وها هي بعد أن شن العدو السعودي ومن تحالف معه عدوانه الغاشم على اليمن، تقف على شاطئ الخليج تراقب بشماتة المنتقم ذبح اليمنيين لبعضهم البعض وكذلك تقاتلهم مع السعودية والإماراتيين وغيرهم. وطوال الأشهر الستة لم تحرك ايران ساكناً، قابعةً في صفوف المتفرجين، والشعب اليمني يواجه كارثة مجنونة، بعد أن ظلت طوال العقود الثلاثة الماضية تقوم بحشر متعمد لاسم اليمن في المحافل الدولية بمناسبة أو بدون مناسبة لغرض في نفس »رستم«. ونجحت طهران في استثمار الدم اليمني في مفاوضاتها حول الملف النووي.. نعم نجحت ايران في المتاجرة بالقضية اليمنية ولم تقدم لليمن حتى كتاباً أو كرتون ماء أو شاشاً لتضميد جراح ضحايا أبناء الشعب اليمني من الحوثيين أو غيرهم.. والنجاح الايراني في اليمن لا يمكن مقارنته بالانتصار الزائف للسعودية ودول الخليج من وراء عدوانها على اليمن، فخسارة الأخيرة فادحة جداً ليس أولها مطاردة حكامها كمجرمي حرب، وبالمقابل تحقق ايران مكاسب كثيرة وفي المقدمة المكاسب الاقتصادية، في حين تواجه دول الخليج أزمات اقتصادية حادة وتراجعاً لسمعتها ودورها في المحافل الدولية وضعفاً وتمزقاً بسبب الاحتراب فيما بينها وتأجيجها للحروب المذهبية، فيما ايران تزداد قوة تحت راية اعادة مجد الامبراطورية الفارسية، الحلم الذي بات ممكناً أمام كوارث سياسة آل سعود تجاه اليمن والمنطقة.

آخر الأخبار