الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - اللواء/أحمد عبدالرحمن قرحش: التاريخ يعيد نفسه…!!
اللواء/أحمد عبدالرحمن قرحش: التاريخ يعيد نفسه…!!
قلم
الساعة 04:58 مساءً
/أحمد عبدالرحمن قرحش وكأن المثل قد صدق ،(التأريخ يعيد نفسه ) اليمن والمملكة العربية السعودية ما أشبه الليلة بالبارحة أن الوضع المتوتر بين البلدين على الحدود هو نفس الوضع الذي عشناه في 1962 بعد قيام الثورة اليمنية الخالدة. فقد توتر الوضع على الحدود وقد أدى ذلك إلى إزاحة الملك سعود عن عرش المملكة وحل محلة الملك فيصل رحمة الله وتوسع التوتر بين البلدين بعد تدخل جيش الجمهورية العربية المتحدة بقيادة الرئيس القومي جمال عبدالناصر تغمده الله بواسع رحمته في اليمن والذي كان لتواجده الأثر الإيجابي بالنسبة للمملكة حيث عمد الملك فيصل إلى تحديث إدارة البلاد بوضع خطط بناء مؤسساتها وهو مانبه إليه الرئيس الأمريكي كنيدي عندما أكد بأن أمريكا يمكنها التدخل لحماية الحدود في حالة ما إذا قام الملك بإصلاح الشأن الداخلي الذي يعيش وضعاً سيئاً وهو ماتم فقد أقصي الملك سعود وطاقمه مما جعله يلجأ إلى القاهرة ومعه بعض من أخوته الأمراء على رأسهم الأمير طلال بن عبد العزيز الذي مايزال معارضاً حتى اليوم. وتدخلت المملكة في الشأن اليمني تحت شرعية الأمام البدر الشرعية التي لم يعترف بها غير الأردن وإيران بالإضافة إلى المملكة الأ أن العالم الغربي لم يتدخل ضد ثورة اليمن وكانت أمريكا قد اعترفت بالنظام الجمهوري فيه ولم يعترض العالم الغربي على تدخل المملكة ضد النظام الجمهوري لأن في اليمن الجيش المصري يتواجد في كل أنحاء الجمهورية وأستمر الحال حتى تم انسحاب الجيش المصري بعد نكسة 1967وتحول الملك فيصل في ذلك الموقف إلى جانب مصر والدول العربية التي أصابتها النكسة في سوريا والأردن . وتدخلت السعودية بكل إمكانياتها العسكرية والمادية وقد حاولت إسقاط النظام الجمهوري في اليمن وأعتقد أنه كان بإمكانها بعد أن أصبحت سلطة الجمهورية داخل أسوار مدنها في الشمال صعده _ مأرب_ حجة_صنعاء ولقد كان لصمود أولئك الجمهوريون الأبطال تأثيره مماسا عد إلي أقناع المملكة وبضغط خارجي ربما أن النظام الجمهوري هو الذي يجب أن نتصالح معه وهو ماتم بالفعل ولقد اعتمدت المملكة في تلك الحروب على تحالف الدولتين المشار إليهما ونزلت قواتهما في الحدود وفي بعض مدن المملكة التي كانت تخشى تحركها التي كانت طلايع الثورة في السعودية والذي ظهر في أوساط الأسرة وفي القوات المسلحة وبالأخص الجوية والبحرية والتي رفضت الأوامر بضرب مناطق يمنية والتي هربت إلي مصر وقد كان لذلك التدخل السعودي أثرة السيئ حيث مناطق كثيرة في الجمهورية اليمنية تعرضت للتدمير سواء بواسطة الطيران أو بالضرب المباشر بالأسلحة الثقيلة من جانب النظام الجمهوري بالدرجة الأولى وأستمر الحال في جنوب اليمن بعد الاستقلال مباشرة ودخلت المملكة في حرب معه حتى معركة شروره رسمياً وأنتقل الحال إلي مواجهة مع الحركات التحررية في عمان والسعودية والبحرين وبطريقة اليسار الذي استولى علي الحكم في الجنوب وأنتقل التدخل السعودي لمواجهة الجبهة الوطنية التي أصبحت قوة مسلحة على مشارف نجران وجيزان ذلك بعد المصالحة مع الجمهورية العربية اليمنية وانتقلت المعركة إلى الوضع الجديد مع اليمن الجنوبي جمهورية اليمن الديمقراطية. اليوم نفس المشهد في البلدين فقد أعتلى العرش خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود وبثورة شبيهة بما جاء به الملك فيصل مع الاختلاف في طريقة الإزاحة أخرج سعود من السلطة وتم تغيير طاقمه ، وأنتقل الملك عبد الله رحمة الله إلى جوار ربة وتم إزاحة طاقمه تماماً ولعل هذا التغيير كان حرصاً على بقاء عرش المملكة في يد الأسرة والملك سلمان هو آخر أولاد عبد العزيز مؤسس المملكة الفاعل في الواقع السياسي. انتقل المشهد اليمني السعودي إلى الستينات مع الفارق في الشرعية حيث أقصي الرئيس عبد ربة منصور هادي الرئيس الشرعي والمعترف به دولياً من منصبة في انقلاب أكثر من دموي أن حسبت مسيرته من دماج وحتى 2192014 قادة عبد الملك الحوثي وبقوة جماهيره والتي هي شبيهه بجماهير ثورة 2691962 مع اختلاف جمهورها الذي كان من اليمن من أقصاه إلي أقصاه بينما جماهير انقلابه من محافظات محددة وبالأخص صعده وحجة وعمران والبعض من محافظة صنعاء. المشهد نفسه مثل ما نجي البدر من الموت بأعجوبة كان الحال كذلك مع عبد ربة فقد تمكن من الهرب بأعجوبة سواء من صنعاء أو من عدن الاثنان لجاء إلى المملكة بشرعيتهما الأ أن الشرعية الأخيرة هي الأقوى لأنها معترف بها دولياً وقبول المملكة لهما وبنفس الطريقة وبعد انقلابيين داخل الأسرة المالكة أن صح التعبير وثورة وانقلاب في اليمن لقد رحبت المملكة بعبد ربة منصور داخل أراضيها ولبت ندائه أو استغاثته بدعمه لمواجهة انقلاب الحوثي ضده وضد شرعيته مستندة كذلك بشرعيته كرئيس منتخب من قبل الجماهير اليمنية ومعترف بها دولياً فقد أعلنت مساعدته حتى تعود سلطة البلاد إلية وهذه المرة المملكة قد أصبح أحدى حلفائها عدوا وهي إيران وضم إلى الحليف الأول أحدى عشر دولة عربية بمافيها العدوه الكبرى في الستينات مصر بقيادة جمال عبد الناصر ,الشقيقة الكبرى اليوم مصر عبد الفتاح السيسي تؤيد المملكة اليوم لشرعية هادي وقد أصبحت المملكة وبدولها الجديدة في الخليج التي لم تكن قد استقلت آنذاك عمان _قطر_ الأمارات بالإضافة إلى الدولتين البحرين والكويت اللتان لم يكن لهما يد في حرب الستينات. دخل الملك سلمان مثل مادخل به الملك فيصل وبنفس المشهد يمنياً وهو دعم شرعيه عبد ربة منصور وبجناح كبير من اليمنيين الذين يرفضون انقلاب الحوثي والمدعوم بقوات بعض الحرس الجمهوري الذي مازال يقوده علي عبد الله صالح الذي دخل وبقوة سلاحه لدعم الحوثي سواء في الانقلاب أو في التوسع لمهاجمة الجنوب كل الجنوب والمحافظات التي كان يرى الحوثي أنها غير موالية له تعز البيضاء مأرب الجوف الحديدة ، المملكة وتحت مظلة التحالف العربي وبدعم دولي بشرعية قراراته المتعددة لمجلس الأمن التي أدانت انقلاب الحوثي ودعم صالح له مما جعل مجلس الأمن علي عبد الله صالح وابنة وعبد الملك تحت طائلة المسائلة تحت البند السابع الخاص بمعاقبة المتمرد على القرارات الدولية وأخرها القرار 2216 . المملكة السعودية بقيادة الملك سلمان استشعرت الخطر الشبيه بخطر المملكة في الستينات كان ذلك عند تواجد عبد الناصر في اليمن بأحدث وحداته العسكرية واليوم نفس المشهد المهدد للمملكة وهو تهديد الحوثي لها بتعاون إيراني الذي يمد الحوثي بقوة دعماً للمد الشيعي مثلما كان علية الحال مع مصر دعماً للمد القومي . أن المملكة واستنجادها بحليف قوي يدل على الخطورة التي ترى أنها قد تمس أراضيها وسلطتها ولاسيما بعد تسليط الأعلام القوي عليها من محطات تلفاز التابع لإيران وكذا حزب الله في لبنان والتهديد الذي يصدره هذا الإعلام والذي كان يشبه إعلام عبد الناصر والمؤثر في تعليقات أحمد سعيد (وبصراحة الأسبوعي لمحمد حسنين هيكل) . لقد أدركت السعودية أن الدش الإعلامي فيه من الجد الكثير وأصبح أمراً واقعاً لاسيما وقد أصبح النقل الجوي بين صنعاء وطهران بمعدل رحلتين في اليوم صباحاً ومساءا بعد استيلاء الحوثي على السلطة وهو بالفعل خطر لابد من مواجهته وما كان ذلك في صالح الحوثي الذي نصب العداء للسعودية وأنا على يقين أنه لأسباب واهية ولكنة أراد بذلك رداً على ما تقوم به المملكة ومعها دول الخليج باستثناء عمان من دعم المقاومة في سوريا وفتح جبهة للسعودية في الحدود والقريب منها وله في تلك الأراضي حاضنةُ قوية في المحافظات الثلاث صعده وعمران وحجة ذات الكثافة السكانية . لقد أصبح دور المملكة في اليمن مشروعاً من الناحية القانونية من وجهه نظرها دفاعاً عن النفس ودعماً للشرعية وتنفيذاً أو تأييدا للمطالب الأممية التي رفض الانقلاب وسحب كل ممثليها من صنعاء احتجاجا على ما قام به ضد شرعية هادي وحكومته الشرعية الا أن الدور أصبح أكثر ضرراً بالنسبة للمملكة وحلفائها فأن الحملة القوية والتي تمثلت في حشد القوات الجوية منها ومن حليفاتها قد كان أكبر مما كان يجب أن يكون ولهذه القوة تأثيرها على المملكة فان تكاليفه كبيرة جداً وعلى مستوى الدقيقة وليس الساعة واليوم فحسب أما بعد التدخل البري فقد أصبح الحال أكثر ضرراً وأن الوضع اليوم لديها غير مريح ولم تكن المملكة ودول التحالف في فسحة فهي أيضاً في وضعاً غير مريح وغير مطمئن أن صح التعبير. أن المملكة تواجه حرباً في حدودها وتقود حرباً خارج حدودها عسكرية في اليمن وضد داعش في العراق وتتحمل عبئاً كبيراً لمعارضة سوريا أكثر من بقية دول الخليج للمقاتلين والمشردين والذين تجاوزوا المليونين مشرد لقد خلف القصف الجوي للتحالف الكثير من الدمار للبنى التحتية سواء في الجيش والأمن أو في الإصابات التي استهدفت قوات صالح المتواجدة في معسكراتها الذي أصاب المواطنين الذين لا علاقه لهم بأحد وهي إصابات شديدة خلفت دمارا وقتلا بالإضافة إلى ما خلفه الحصار على البلد الجو والبحر والبر هذا الحصار أصاب غالبية المواطنين واستفاد منة أصحاب السوق السوداء الذين يعرفهم المواطنون بأنهم أصحاب السوداء في 2011 ومنهم أصحاب علي عبد الله صالح أضيفت عليهم جماعة الحوثي وهذا قول مصدق لأن السوق السوداء في كل شوارع وطرق المدن الرئيسية التي يسيطر عليها تحالفهم ولا هناك من يمنعهم وهم يملئون الشوارع ببيع المشتقات النفطية والغاز بالبراميل والدبات وقوارير المياه وقد أصبحت دبه الغاز اليوم بأحد عشر ألف ريال المواطنون يعرفون سبب ذلك إن صالح والحوثي كانوا السبب وراء هذا الجور لكن الحظر المفروض كان لهم السبب مع أن المواطن يعرف جيداً أن المعروض في السوق السوداء هو من مخازن الدولة سواء في شركة المحروقات أو في التموين العسكري أو المؤسسة الاقتصادية على كل حال أريد أذكر بشي مهم جداً. وبعد المصالحة اليمنية السعودية قامت المملكة بتقديم العون لليمن على مستوى الدولة والفرد فقد اعتمدت مرتبات للذين قاتلوا في صف الملكية معها والذين لجآ إليها ومنهم الكثير من الأسر الهاشمية التي أدعت أنها تضررت بما فيهم آل حميد الدين كما اعتمدت لأسر كثيرة تحت بند المساعدات والصدقات والهبات وتم اعتماد ميزانيات لبعض رجالات الدولة وبعض هيئاتها ومشايخها من مختلف المستويات واستمر العطاء في شمال الوطن وجنوبه وبعد وحدته شمالاً وجنوباً. باعتقادي أن هذا العطاء الذي في مجملة جزيلاُ قد خلق رابط بينكم وبين اليمنيين قوية متينة وكنت أتصور أن هذا المدد الشهري والسنوي في كل أشهر رمضان قد تمكنكم من إيجاد صف بإمكانه حل كل أشكال قد يحدث بين اليمنيين والمملكة بالحوار والقتال أن لزم الحال دون تدخلكم المباشر وقد حذت حذوكم دول مجلس التعاون دون استثناء وتقديم المساعدات المباشرة وبسخاء وبالأخص قطر والأمارات اللتان تقدم المساعدات الخاصة كما فعلت المملكة . أردت بهذا التنويه لأسأل ما كان بمقدور هذه القوى أن تجنبكم التدخل الحاصل الذي أصبحت مردودا ته سيئة للغاية حيث الغارات الجوية تصيب أبرياء ولا يستطيع المواطن أن يحذر عملاً بالآية الكريمة ( واحذروا فتنة لاتصيبن ….) فان صواريخ الطيران تصيب الظالم والبري وبالذات في المدن الرئيسية . أعتقد أنكم تجاهلتم هذه القوى التي سمعت عنها بعد الوحدة 1990 كان عددها يفوق أربعمائة وثمانين ألفا داخل اليمن وفي المملكة وخارجها إذا كانت بعض ميزانيات المشايخ تعد بالملايين شهرياً على أن يقدم لعشرة ألف شخص مرتبات شهرية غير ميزانيات المساعدات والضيافات وما في حكمها من أقامة حفلات الأعراس التي كان يمولها الأمير سلطان رحمة الله والتي كانت تتم من كل عام وبالآلاف أين هذه القوى التي كان من الواجب أن تدفع عن اليمن هذه الفتنة العمياء وتكفيكم عناء تدخلكم الذي سيزيد شرخه وطنية بين الشعبين الشقيقين أن تلك القوى التي رعتها دول مجلس التعاون مجتمعة بمقدورها إيقاف نزيف الدم بقوة الحوار النابع من مصدر قوي دون استخدام السلاح ويجنبكم الدخول في المواجهة مع المتحالفين صالح والحوثي في هذه المعركة الدامية التي نراها اليوم فمن راء كمن سمع واغرب ما نشاهده تجاهل دول مجلس التعاون شخصيات يمنية ذات قوة ولكم معها علاقة حيث وقفتم بجانبهم حين الضراء وحين البأس وبالأخص في الجنوب أمثال علي سالم البيض وعلي ناصر محمد والعطاس وعبد الرحمن الجفري وكثيرون غيرهم من المحافظات الجنوبية التي سيكون لها أسهمها الفعال من خلال تواجدهم بين الأوساط الشعبية التي وقفت في وجه عدوان 1994 الذي قام به علي عبد الله صالح والذي أستمر حتى هذه اللحظة أن لهذه الشخصيات مكانتها وسيكون لها يد في فرض الأمن في المحافظات الجنوبية التي استطاعت دحر قوات صالح والحوثي وبمساعده التحالف وهي المقاومة الشعبية التي تكونت من كل المكونات وليست قوة الرئيس هادي لوحدة هذه الشخصيات ومثيلاتها سيكون لها دور في بسط نفوذ الدولة والأمن في البلاد. وقد تخاطبت مع عبد ربة منصور بعد انتخابه رئيساً بخصوصهم وقلت في الرسالة أدعهم للعودة إلى الجنوب وبقلب صادق ومفتوح وشاركهم في الأمر وكنت أتحدث عن الحفاظ على وحدة اليمن ودولته فان نجحوا فسيكون الفضل لك كرئيس وأن فشلوا فسيتحملون مسئولية الفشل هم ، واليوم نفس الشيء أتمنى أن يعودوا فأنهم أن عادوا فسيكون لهم يد في بسط الأمن والاستقرار من خلال جماهيرهم ولم تعد هناك قوة لدى أحد أن يقوم بانقلاب لأنهم جميعاً ليس لديهم مليشيات مسلحة ولا وحدات عسكرية خاصة الكل قد أصبحوا عاجزين على مثل ذلك ولم يبق معهم وعندهم غير أخذ تجربة الماضي التي مروا بها وكانت تجربة مريرة لا أعتقد أنها بعيدة عن أذهانهم حتى الأخذ بالثأر فقد تلاشى . أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بحاجة ماسة للأخذ برأي كل حلفائها وحلفاء دول مجلس التعاون للمشاركة الفاعلة وكذا غير حلفائها من الشخصيات السياسية والتي لا تؤيد الانقلاب ولاما يقومون به فاعلوه أن الذين أداروا اجتماع الرياض لا يمكن القول عليهم غير أنهم يمثلون فصيلا واحداً وإذا كان من أشخاص قله فإنما يمثلون أنفسهم وأن كانوا ينتمون إلى أحزاب ولا يجوز التقليل فيما توصلوا إلية في اجتماع الرياض أن تواجد قوة الشرعية وبدعم قوات التحالف في أكثر من محافظة بمقدورها الآن أن تحمي مؤتمراً وطنياً داخل اليمن وأن على نائب الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح القيام بهذه المهمة بدعوة شخصيات وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني هذا وبإمكان الجميع الحضور إلى أي مدينة أو موقع يتم اختياره هذا الموضوع أعتبره في غاية الأهمية في هذا الوقت.

آخر الأخبار