الثلاثاء 23 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - وعادت المقاومة في محافظة إب
وعادت المقاومة في محافظة إب
الساعة 06:27 مساءً

محمد عبدالله القادري

نعم لقد عادت ! أجل لقد عادت ! بلى لقد عادت ! بالفعل لقد عادت المقاومة الشعبية في محافظة إب وفي عودتها زفت بشرى للاحرار والثوار واهل الحق ورواد الانسانية ، فارتفعت معنوياتهم ، واعتلت همتهم ، واشتدت رباطة جأشهم ،،، بينما بثت الرعب في اوساط الظالمين والطغاة والمتجبرين والمتغطرسين ، فارتعشت اقدامهم ، وارتجفت ايديهم ، وارتفعت دقات قلوبهم ، وشتان بين الفريقين الذي يعلم الاول ان الحل بالمقاومة لامحالة ، بينما يعلم الثاني ان المقاومة قادمة لامحالة.



  كنت في الفترة الاخيرة اعاني من آلآم الكلى الحادة ، وكان صديقي الوحيد الذي يتواصل معي يأتيني قبل الظهر فيوقظني من النوم بصعوبة شديدة رغم انه اعطاني عدة انواع من العلاج والاعشاب الطبيعية ولكن ذلك العلاج لم يفيدني بشئ ، وقبل يومين جاءني ووضع فمه بقرب أذني وقال لي : محمد لقد عادت المقاومة في إب ! فانتفضت من فراشي بسرعة واعطيت آلآم الكلى ركلة قدم ثم خريت على الارض ساجداً،، فصاح بي صديقي : لقد اخطأت في القبلة وسجدت على غير اتجاهها ، فلم ابالي بكلامه لأني اعلم انه حيث ماتولوا وجوهكم فثم وجه الله ، وبعد ان رفعت رأسي من سجدة الشكر للمولى الديان وقفت على قدمي بثقة وحماس وكدت ان اطير من الفرح ، وتمنيت في ذلك الوقت على عجالة ان اصعد على قمة جبل بعدان واهتف بأعلى صوتي لأزف بشارة لجميع ابناء محافظة إب بعودة المقاومة ، بل وتمنيت ان اجري مكالمة هاتفية صوتية لجميع ارقام العالم السلكية واللاسلكية في آن واحد اخبرهم بعودة المقاومة ، وتمنيت ان ارسل رسالة لجميع مشتركي الواتس آب ، وانشر منشور في كل مواقع وصفحات الفيس بوك وتويتر ، وابعث خبر عاجل لكل المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية وجميع وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ، بل لقد تمنيت ان اصعد على كوكب المريخ واهتف بأعلى صوتي فيسمعني الصغير والكبير والذكر والانثي والعرب والعجم واقول يااهل الارض "لقد عادت المقاومة في محافظة إب"

  كنت اريد ان اكتب هذا المقال قبل يومين في اليوم الذي عادت فيه انطلافة شرارة مقاومة إب ، ولكن لأني كلما حاولت ان ابدء بكتابة المقال سقطت دموعي ، فأسأل نفسي: ماهي علاقة الدموع بموضوع كهذا ؟ فالموضوع ليس موضوع فراق ووداع يحتوي على مشاعر العواطف ورقة الاحساس ! فاضطررت ان أأجل المقال خوفاً ان اكون قد تعاملت مع الموضوع تعامل غير مناسب ، واليوم بدأت بكتابة المقال فسقطت دموعي كعادتها ، فسألت نفسي عن سر هذه الدموع  : أهي دموع المعاناة ؟ ام دموع الحسرة على ماصار إليه الوطن ؟ ام دموع الفرح والبشرى بعودة المقاومة ؟ فأحترت واختلط عندي الامر ولم استطع التفريق والتصنيف ، ولكن يبدوا لي ان تلك الدموع تعني كل ماسبق في آن واحد.

هل تعلمون ماذا تعني المقاومة في إب ؟  المقاومة هي الشرف والاعتزاز والفخر والمجد والإباء والوفاء ، هي الكرامة والاعتبار والحرية والسمو والصمود والخلود ، هي الانتصار للقيم والاخلاق والدفاع عن المبادى والثوابت وحماية العرض والنفس ، هي رفض الظلم والطغيان والاستعباد والاستبداد وانتهاك المحرمات والتعدي على الحقوق ، المقاومة هي : عش عزيزاً ولو في الدهر يوماً... ولاتحت المذلة الف عام المقاومة هي : شرف إب ورد الاعتبار لها وتاج فوق جبين ابناءها ، وتأريخها ومستقبلها وعيشها الكريم وتطهيرها السليم .

منذ ان وطأت اقدام الجماعة الحوثية في محافظة إب ، وإب لم تعد إب ، والانسان فيها لم يعد انسان ، منذ ذلك اليوم وأنا ارى اشعة الشمس قد تغيرت واضواء القمر قد تكدرت ، يطلع النهار كوجه بؤس ويأتي الليل كشبح رعب، اخرج إلى الشارع فأمشي كالأبله واخاطب من القاه فأتحدث كالتائه ، لقد تحولت محافظتي الخضراء إلى ساحة للدماء ، وغاب عنها الخير وهاجر منها الطير ، وتحول نسيمها المعطر إلى رائحة الباروت والرصاص ، وانتقلت موطن السياحة إلى قطعة النزيف والجراحة ، واصبح لواءها الاخضر لواء احمر ،،،،، فكيف كانت إب من قبل وكيف اصبحت الان ..... وهنا كان علينا ان نؤمن بالمقاومة لكي تعود إب كما كانت عليه فالمقاومة في إب فرض عين على جميع ابناءها.

لماذا نقف مع المقاومة في إب؟ لأني تعودت  في إب على ان اساعد جاري واي شخص اعرفه اذا كان يبني له منزلاً يسكن فيه ، فاذهب إليه واحمل معه الاحجار والطين والاسمنت ، ولم اتعود ان اصفق او أؤيد من يفجر المنازل وينتهك حرمة البيوت ! لأني تربيت في إب على احترام الغير وحب الخير للجميع وان لا اتعامل بالحقد مع من اختلف معه بالرأي واشجع وأؤيد كل من يأتي يعتقل ابناء محافظتي ويدوس كرامتهم وانسانيتهم فإن ذلك ليس من قيمي واخلاقي ! لأني تعلمت في مدارس إب الوطنية والتأريخ والثقافة التي رسخت في فكري ثورة سبتمبر ونضال رجالها ولم اتعلم ان اكون شخص مضطهد مستعبد للسلالة ومستأجر للكهنوت فأن ذلك ليس مماتعلمته ودرسته ! لأني نشأت في إب حراً طليقاً ارضعتني امي لبن الحرية واطعمني أبي زاد الإباء  ودرسني معلمني مسيرة الشرفاء ومنحني قومي وسام الوفاء فكان لزام عليا ان اتكلم بالحق وان ابادر إلى الخير وان انصر المظلوم وهذا مايتضمنه درب المقاومة التي سأجد فيها ضالتي واحقق فيها امنيتي وأؤدي فيها واجبي.

المقاومة في إب هي الحل الوحيد لتطهير الارض والدفاع عن العرض من تلك العصابة الحوثية والمتحوثة التي ارتكبت ابشع الجرائم ومارست كل انواع الفساد ، فمافعله الحوثي ومناصريه يستنكره كل  مخلوقات الله في الارض ولو استطاع الحيوان والشجر والحجر ان يتكلم لندد بأعلى صوته مستنكر مايفعله الحوثيون ، فمابالك بالانسان الذي يعتبر سكوته اثم وتهاون وتعتبر مقاومته واجب وشرف .فمقاومة إب هي انتصار للضعفاء ومسار درب للشرفاء وصمود نضال للأوفياء الذين سينقذون محافظتهم من كهنوت الحوثية البغيض .

  كم من مرة وانا اتقطع الماً وحسرة عندما ارى ابناء محافظتي تفجر منازلهم وتصادر حريتهم وتراق دماءهم ، ويأخذهم الحوثي إلى الخلف القضبان فيعتقلهم ويعذبهم ويخرجهم جثة هامدة او يفرج عنهم وعليهم آثار اشد انواع التعذيب ويحتفظ بالكثير رهن الاعتقال والاختطاف ! والحل هو بالمقاومة التي ستنتصر لمافعله الحوثي باابناء إب اجمعين . كم من مرة وانا اشعر بالقهر عندما ارى تعزيزات الحوثي تمر من فوق تراب محافظتي نحو تعز لتحاصرها وتدمرها وتقصف احياءها وتقتل اطفالها ونساءها وشبابها ، فتمر تلك التعزيزات من إب كأنها تمر فوق قلبي وتقطع وجداني ، والحل هنا سيكون في مقاومة إب التي ستكسر حصار تعز وتساعد على تحريرها ليتسنى بعد ذلك تقدم مقاومة تعز نحو إب لتحريرها ، وفي هذه الحالة ستكون مقاومتي إب وتعز قد قامت كلا منهما بالواجب تجاه بعضهما فمقاومة إب وتعز توأمان وصنوان لايفترقان.

لقد عادت المقاومة في إب ! نعم عادت ونحن في انتظارها على احر من الجمر ، فأنطلاقة المقاومة في المرة السابقة ثم تراجعها جعل الطغاة يظنون انها لن تعود ، ولكنها عادت اشد قوة ،وكلما تراجعت ستعود وتعود حتى يتم تحرير إب الخضراء .... وهنا اقول لكل الذين يظنون ان ليس هناك رجال في إب ، اقول لهم ان المقاومة ستدوسكم تحت اقدامها وحينها ستعرفون ان هناك في إب يوجد "رجال"


آخر الأخبار