السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - نظام الحكم الحوثي وسياسة الحصار الشامل والاستيلاء الكامل
نظام الحكم الحوثي وسياسة الحصار الشامل والاستيلاء الكامل
الساعة 09:59 مساءً

محمد عبدالله القادري

ان السياسات التي يتخذها نظام حكم  الجماعة الحوثية للشعب اليمني ، هي سياسة التجويع والتركيع والتخضيع والاذلال والدمار والحصار ، وتعد سياسة الحصار هي الابرز لأنه من خلالها ستتحقق بقية السياسات ، وهذه السياسة تتمثل في الحصار عن الغذاء والماء والدواء وكل مقومات الحياة، ولو استطاعت الجماعة الحوثية ان تستحوذ على الهواء لاستولت عليه وباعته في السوق السوداء وستجعل سعر اطول نفس ٢٠٠٠ ريال وسعر اقصر نفس ١٠٠٠ ريال ، بل ولجعلت المواطن يشتري اسطوانات الاكسجين ويذهب لتعبئتها كمايذهب لتعبئة اسطوانات الغاز وعبوات البترول والديزل ، بل ولتعاملت مع من يعاديها ويختلف معها بحصاره عن الهواء حتى يموت الجماعة الحوثية تستخدم سياسة الحصار الشامل والاستيلاء الكامل في اليمن، فالحصار الشامل هو : الحصار عن الحكم ويشمل الرئيس والوزير والمحافظ والمدير ومسؤول الامن ورئيس قسم الشرطة وشيخ القبيلة وعاقل الحارة واي شخص على شاكلتهم لم ينتمي للسلالة العنصرية ! والحصار عن الحرية: ويشمل المثقف والاعلامي والصحفي والناشط والعالم والداعية والخطيب وصاحب كل صوت ينتقد اخطاء السلالة ويرفض الاذعان لها! والحصار عن العيش الكريم: ويشمل كل مواطن يمني يريد ان يبقى عزيزاً ويأكل هنيئاً وينام مطمئناً ويقيم مستقراً ويعيش حراً ! فهو حصار شامل يمنع عن المسؤول حكمه وعن اللسان الكلمة وعن الكف قلمه وعن الشعب حلمه وعن من يكتب هذه السطور الوصول إلى امه! واما الاستيلاء الكامل فهو : الاستيلاء على كل الصلاحيات والثروة ، لتصبح جماعة الحوثي وحدها فقط مركز اصدار وموقع الاوامر والتوجيهات ، وتصبح هي المستحوذ على مصادر الدخل والحاصل على عائدات الاستثمار والقابض لكل اموال الثروة ، فجماعة الحوثي هي: متحصل الضرائب ومستلم الجمارك ومتلقي كل الايرادات ومالك المال العام والخاص! وهي: من يدفع لها الزكاة وتجب عليها الصدقة ويوقف لها مال الوقف ! وهي : البنك والمصرف والشركة والتاجر ! وهي : قوم ياجوج وماجوج وهاروت وماروت ودابة الارض والمسيح الدجال و جهنم اليمن التي يقول لها الشعب اليمني هل امتلأت فتقول هل من مزيد.



  سياسة الحصار الشامل تنقسم إلى قسمين : حصار ظاهر وحصار خفي فالظاهر: هو المعلن الذي يحاصر الشئ من حوله ويمنع وصول الاشياء اليه ، كالذي يستخدمه الحوثي في تعز ،، والخفي : هو غير المعلن الذي يحاصر الشئ من داخله ويمنع وصول الاشياء إليه ، وهذا مايستخدمه الحوثي على بقية محافظات اليمن ، فالجماعة الحوثية لم تكن تحاصر تعز فقط ولكنها تحاصر إب وذمار وصنعاء والحديدة وكل ابناء الشعب اليمني ، تحاصرهم عن كل مقومات الحياة وتمنع عنهم كل متطلباتها ، فالسوق السوداء يعتبر حصار والتعامل مع التجار لبيع  المواد الغذائية باسعار مرتفعة واحتكارها وتخزينها يعتبر حصار ، وكل مايستخدمه الحوثي في اليمن تجاه ابناءه يعتبر سياسة حصار .

لكي تعرفوا سياسة الحصار الشامل فعلكيم ان تنظروا إلى الحوثيين والمتحوثين ، فستجدون بيوت سلالة السادة وكبار القوم الذين تحوثوا معهم ، ستجدونها مضيئة بالكهرباء نتيجة توفر المشتقات النفطية للمواطير ، وستجدونها مليئة بالدقيق والبر والغاز وكل شئ، وستجدون السيارات تذهب وتعود اليها ،،، واما بيوت بقية ابناء الشعب اليمني فهي طافية مظلمة معتمة ، وخالية من الغاز والدقيق وغير ذلك وقد ينام اهلها احيانا جائعون، واغلب السيارات في ابوابها واقفة قد بنشرت اطاراتها ، ولا اريد هنا اوصف كل ذلك الحال واعقد كل جوانب المقارنة ، ولكن هذه بعض الظواهر التي تدل على سياسة الحصار الشامل الداخلية التي يتخذها جماعة من المجتمع ضد جماعة اخرى .

  هل تصدقوا ان اول عمل قامت به الجماعة الحوثية عندما وصلت محافظة إب هو حصار الذين استقبلوها ورحبوا بها ! فمشايخ إب الذين كانوا يتحكمون في القضايا ويحلون المشاكل بين المواطنين ويستلمون مبالغ الاجرة التي تقدر بمئات الالاف وتصل احياناً إلى الملايين ، قد جاءهم الحوثي  واستلم جميع القضايا واصبح يستخدم اولئك المشائخ كاجندة مستصغرين يعطيهم فتات بقايا مايحصل عليه وربما لايعطيهم شئ ، والمشكلة ان اولئك المشايخ لازالوا إلى اليوم يقفون مع الحوثي ويدافعون عنه وهم اكبر المتضرر منه واول من تم فرض الحصار عليه .

  ان سياسة الحصار الشامل تهدف إلى التجويع والتركيع التي تجعل الشعب اليمني جائع مريض معلول متعب مرهق مضنك ، يفكر في اشباع بطنه ومداوة جرحه ، واستعادة انفاسه ، ولن تجعله يفكر في الحكم او السلطة او يملك مؤهلات القوة للقيام بالثورة والقدرة على المواجهة ، فسياسة الحصار الداخلية اكبر ضمان لمنع اي ثورة تقوم من الداخل .

ايضاً تستخدم الجماعة الحوثية سياسة الحصار الشامل للفكر الذي يخالف فكرها وتستخدم كل الاساليب والطرق في ذلك ولكنها لن تستطيع .... فمايحدث في اليمن اليوم هي معركة فكر ناتجة عن ثورة فكرية ، ومايتطلبه الشعب اليمني اليوم هو القضاء على الجماعة الحوثية لكي يكسر الحصار الداخلي الشامل   على الشعب العظيم .


آخر الأخبار