تزايدت حدة المعارك على الحدود اليمنية السعودية في الآونة الأخيرة بين الحوثيين وقوات من الحرس الجمهوري المواليه للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، والقوات البرية الملكية السعودية مسنودة بكتائب من الحرس الوطني من جهة أخرى. وصعد الحوثيون والقوات الموالية لهم من عملياتهم العسكرية حيث إتخذت عملياتهم على الحدود السعودية منحى آخر غير القصف المدفعي والصاروخي على المواقع العسكرية والقرى السعودية، إذ قاموا بالتوغل داخل الأراضي السعودية ونقل المعركة إليها كأحد خياراتهم الإستراتيجية الغير معلنة. إستفاد الحوثيون من الطبيعة الجبلية على الحدود بمنطقتي نجران وجيزان ولخبرتهم في حرب العصابات تمكنوا من التسلل داخل الأراضي السعودية عدة كيلومترات ودمروا عدداً من الآليات العسكرية بقذائف موجهه وتفجير بعض المباني في المواقع العسكرية السعودية وإحتلال بعض القرى الحدودية الخالية من السكان رغم القصف المستمر من قبل القوات المشتركة السعودية وطيران التحالف ومقاتلات الأباتشي. عمد الحوثيون إلى القيام بعمليات كر وفر في الحد الجنوبي السعودي والتوغل أكثر لكسب إنتصار إعلامي مؤقت وإرباك النظام السعودي بنقل المعركة إلى داخل الحدود السعودية حيث كثفوا من هجماتهم رغم مقتل الكثيرين منهم بنيران القوات السعودية ومروحيات الأباتشي وطيران التحالف حيث لم يمنعهم إشتداد القصف وكثافة النيران من القيام بهجمات مباغتة والتمركز داخل قرى ومواقع سعودية. نجح الحوثيون في إحراز بعض التقدم بتوغلهم داخل الأراضي السعودية وتدمير آليات وجرافات عسكرية وسيطرتهم ولو مؤقتاً على بعض المواقع العسكرية والقرى التي إنسحب منها الجيش السعودي إنسحاباً يقال أنه تكتيكياً بالإضافه الى تمكنهم من قتل جنود سعوديين بينهم قيادات كبيرة. كما حرصوا على توثيق معظم عملياتهم في الحدود بالصوت والصورة عبر الإعلام الحربي وبث لقطات فيديو لعمليات التسلل وإستهداف المواقع العسكرية وتدمير بعض الآليات في قناة المسيرة التابعة لهم فبدأت السلطات السعودية حرباً على الحوثيين من نوع آخر حيث إستطاعت إغلاق القنوات التابعة لهم وللرئيس صالح وحجب حسابي قناة المسيرة على تويتر ويوتيوب. من جانب آخر، إستطاعت القوات المشتركة السعودية وبمساندة طيران التحالف من توجية ضربات موجعة للحوثيين وقوات الرئيس السابق على الحدود اليمنية السعودية حيث دمروا معظم الأسلحة الثقيلة للحوثيين ومنصات للصواريخ ومخازن للأسلحة والذخيرة في المديريات الحدودية في محافظتي حجة وصعدة. كما تمكنت القوات السعودية المشتركة من قتل عدد كبير من الحوثيين وقوات صالح وتدمير معظم قدراتهم الصاروخية بفضل أجهزة الرصد الحديثة وطائرات الإستطلاع التي يمتلكها الجيش السعودي، كما تمكنت من إعتراض صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون نحو الأراضي السعودية واستطاعت منظومة صواريخ باتريوت من إعتراضها وتفجيرها في الجو. رغم إشتداد الحرب في الجبهة الحدودية منذ نحو خمسة أشهر إلى أن عدد القتلى الصحيح من الجانبين مازال غير معروف فالحوثيون يخفون عدد قتلاهم في معارك الحدود المستعرة بينما السعوديون يعلنون عدداً بسيطاً على إستحياء بعد إنتشار خبر مقتل أحد جنودها على مواقع التواصل الإجتماعي عبر أقارب القتلى أو معارفهم. أخيراً فإن توقف معارك الحدود مرهونٌ بانتصار المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي على الأرض وتحرير باقي المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات الرئيس السابق صالح خصوصاً العاصمة صنعاء وتعز وأيضاً الحديدة وحجة التي يملك فيها الحوثيون وقوات صالح منافذ بحرية.