الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - رحيل الدكتور الارياني بين موقفي هادي وصالح 
رحيل الدكتور الارياني بين موقفي هادي وصالح 
محمد عبدالله القادري
الساعة 09:48 مساءً

بقلم / محمد عبدالله القادري

وفاة الدكتور عبدالكريم الارياني تمثل خسارة كبيرة على يمننا الحبيب ، خاصةً في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي يكون الوطن فيها في امس الحاجة إلى القيادات المحنكة ذو الخبرة السياسية واكتساب المعرفة ، ولن اتحدث هنا عن تلك القامة الوطنية والهامة العملاقة وسيرتها الذاتية وادوارها النضالية ، ولكني سأتحدث عن موقف الدكتور الارياني الراحل تجاه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ، وايضاً موقفي هادي وصالح تجاه الارياني ، وهذا مايجعلنا نعقد مقارنة من الواقع لا من التعازي والبيانات وتصريحات الاعلام .



  اكثر مايجعلك تضحك وانت في شدة حزنك على رحيل الارياني هو عندما تقرأ بياناً صادر عن مؤتمر الانقلاب في صنعاء الذي يترأسه صالح وفي ذلك البيان ستجد التناقض الموجود في صفحة البيان نفسها  ومعركة سطورها مع بعضها البعض ، بالاضافة إلى الاشادة والاستهتار ، والمغالطة والاستغلال ، والسخافة والتزوير، فالبيان اشاد بالدكتور الارياني في بدايته ثم استهتر به من خلال اشارته بأن وقوف الراحل مع دول التحالف كان ارغام من الذي استدعاه هادي !! وكأن الارياني كان مجرد طفل صغير يرضخ للضغوطات ويهاب التهديدات ،،، وهذا مايدل على محاولة تزوير الحقائق واستغلال موت الارياني بطريقة مشقلبة تصب في صالح الانقلاب وتعزز موقف صالح ضد هادي ، بينما هذا الامر يتنافى مع الواقع الذي يكون منسجم اتم الانسجام مع بيان قيادات المؤتمر المنضمة مع الشرعية في الرياض نحو الدكتور الارياني الراحل.

الدكتور الارياني توفى وموقفه معروف ، فقد كان في فترة حياته الاخيرة ضد الانقلاب الحوثي وضد مؤتمر صالح ، ووقف مع الشرعية والرئيس الشرعي هادي ، ومن يريد ان يستغل موت الرجل لتعزيز موقف آخر ، فإنما يريد تزوير الحقائق الواضحة كوضوح الشمس ويصنع موقف للرجل الذي مات يتناقض مع موقفه عندما كان حي ، وايضاً حياة الارياني الحافلة بالعطاء وادواره النضالية الوطنية تصب في تعزيز من يقف نفس موقفه الاخير فالاعمال بالخواتيم والعبرة بالنهايات ، واذا كان الارياني وطنياً ومناضلاً كماقال صالح ،، فمع من كان يقف الارياني في آخر ايام حياته .

الدكتور الارياني عمل مع صالح وعمل مع هادي ، ولكنه في الفترة الاخيرة من ايام حكم صالح كان مهمشاً ومتقاعد في البيت وليس له اي دور ، رغم انه كان بصفة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ولكن لم تتم استشاراته في شئ بخصوص المجال السياسي إلا ماندر ، وعندما صعد هادي رئيساً بعد انتخابات الوفاق اعاد الاعتبار للدكتور الارياني وعينه مستشاراً حقيقياً له ثم عينه نائب لرئيس مؤتمر الحوار الوطني واعتمد عليه في كل مايخص المجال السياسي ، وهذا مايدل على ان هادي انصف الارياني ورد الاعتبار له بعد ان كان مهمش من قبل صالح .

على صعيد المجال الحزبي فالدكتور الارياني كان نائب رئيس المؤتمر ، ولكن القيادات المؤتمرية التي لازالت واقفة مع الانقلاب الحوثي كانت تصف الارياني قبل ثلاث سنوات بأنه شخص مخرف وتعارضه وتختلف معه ، ولعلي اتذكر عندما اختلفوا مع الارياني ورفضوا طلبه الذي كان يتضمن مشاركة شباب المؤتمر في مؤتمر الحوار ،، وهو مادفع تلك القيادات ان تعارضه بشدة ورفعت باسماء مكونة من الشيخ والمسؤول حسب الوساطة والمحسوبية والخصخصة وليس حسب العمل التنطيمي والشبابي والكوادر المؤهلة ، فاذا كان صالح يعتبر الارياني صاحب دور كبير في حزب المؤتمر وتنظيمه كماقال ، فأن ذلك الأمر يرجح كفة المؤتمر الذي يقف مع الشرعية ويمنحهم الصواب والاحقية والافضلية كون الدكتور الارياني كان معهم قبل موته وليس مع صالح.

  الدكتور الاريانى اوصى ان يدفن في اليمن ، ولكنه لم يوصي بالوقوف مع الحوثي والانقلاب على الشرعية ، ومن يتباكى على الارياني ويثني على مواقفه وادواره الحزبية والوطنية فعليه ان يستفيد من تلك السياسة والمواقف التي كان آخرها الوقوف مع الشرعية والرئيس اليمني الشرعي واستعادة الدولة .... رحم الله الدكتور الارياني واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون  (الفاتحة).


آخر الأخبار