الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - رئيس يبحث عن شعب ام شعب يبحث عن رئيس
رئيس يبحث عن شعب ام شعب يبحث عن رئيس
الساعة 07:36 مساءً

بقلم / محمد عبدالله القادري

ماهي مشكلة اليمن الحقيقيه ، ومالذي يحدث بالضبط ومااسباب ذلك ، وهل الشعب يبحث عن الرئيس ام الرئيس يبحث عن الشعب ، وهل المشكله في الانقلاب ام في المقاومة ، ولماذا تجد بعضهم يقول ان المشكلة هي عفاش والحوثي ، وبعضهم يقول ان المشكلة هي حزب الاصلاح والجماعة السلفية واللقاء والمشترك الرئيس الشرعي !!!!! ولكن ياترى لماذا نجد مكونات تقف مع المقاومة واخرى تقف مع الانقلاب مختلفة وتحارب بعضها بعضها ، ولكنها تتفق على ان المشكلة في اليمن هو الرئيس هادي ، فهل الرئيس هو سبب كل ماحدث في اليمن وماحدث للطرفين المقاومة والانقلاب .... فهل  الرئيس هو مشكلة الشعب ام ان الشعب هو مشكلة الرئيس .



الحوثيون يسبون هادي ، ومؤتمريو جناح صالح يشتمون هادي ، والاصلاحيون اغلب قواعدهم تسئ إلى هادي ، والحراكيون يكرهون هادي ، والاشتراكيون والناصريون حاقدون على هادي ، فترى الانقلابيون والمقاومون احياناً اجتمعوا على هادي ، وفي هذا الوقت ستتأمل بأستغراب وستقول "الله يعينك ياهادي" ، يعينك على الانقلاب وعلى المقاومة وعلى ابناء الجنوب وابناء الشمال ، وعلى كل الاحزاب وكل هذا الشعب الذي هو المشكلة وهو الحلول الحقيقيه لها.

  الاشتراكيون يعتبرون هادي باع عدن والجنوب ، والاصلاحيون يعتبرونه باع عمران ، والمؤتمريون الموالون لصالح يعتبرونه باع صنعاء ، والحوثيون يعنبرونه باع  اليمن بكلها ، ، ، وتجد ابناء الجنوب يتهمونه بالخيانة والوقوف مع علي عبدالله صالح ، وآل عفاش يتهمونه بالخيانة والوقوف مع جماعة الاخوان ، وآل الاحمر يتهمونه بالخيانة والوقوف مع الحوثي ، والحوثيون يتهمونه بالخيانة والوقوف مع الدواعش ، والدواعش يتهمونه بالوقوف مع الطائفية ، ..... وهكذا تجد جميعهم يتناقضون فيمابينهم ، واجمل شئ عندما ترى هادي صامت .

  عندما ارى جميعهم يجتمعون على ان المشكلة هو هادي ، يجعلوني اصل إلى قناعة ان الذين يلقون المشكلة على غيرهم هم المشكلة نفسها وكل منهم جزء منها ، بينما اتسائل هل هادي هو مشكلتكم ام انتم مشكلة هادي ؟ وهل هادي هو السبب في ماحدث في اليمن وحدث لكم جميعاً ام انتم السبب في ماحدث لليمن وماحدث لهادي ؟ ولوجميعهم اعترف واعتبر نفسه المشكلة ، ستنتهي المشكلة وستحصل اليمن على الحلول الحقيقية .

لست متعصب ومنحاز إلى صف احد ، ولكنني سأقول بكل صراحة ان ماحدث في اليمن سببه هو الرئيس المشكلة والشعب المشكلة ، فمشكلة الشعب مع الرئيس تتمثل في حزب المؤتمر الموالون لصالح الذين يريدون من هادي ان يحقق مايريدون ، والحوثيون يريدون حسب مزاجهم واهدافهم ، وبقية الاحزاب وآل الاحمر يريدون من الرئيس حسب مصالحهم وخدمة مراكزهم ، وهكذا حدثت مشكلة الشعب مع الرئيس .

  ايضاًهادي يعتبر هو "الرئيس المشكلة" ، فاذا اراد ان يرضي الجميع لن يستطيع وستحدث مشكلة ، واذا اراد ان يرضي بعضهم ويخالف البعض الاخر فلن يقدر وسيثور عليه البعض وهذه مشكلة ، واذا خالفهم جميعاً فسيقف الكل ضده وهذه مشكلة ، وهكذا اصبح الرئيس المشكلة من خلال مشكلته مع الشعب .

جوهر مشكلة الرئيس هادي يتمثل في توليه زمام الرئاسة في اليمن بطريقة الوفاق ، وعندما تكون رئيساً وفاقياً والذين اتفقوا فيك لازالوا مختلفين فيما بينهم فلن تنجح وستختلف مع جميعهم ، لأن الكل يريد منك ان تمضي حسب مايريد ، وسيمن عليك ويدعي انك لولاه لماوصلت إلى هذا المكان ،  وعندما تريد ان ترضي الجميع فستخسر نفسك ، وهذا ماحدث بالفعل.

عندما يكون الجيش في اي بلد لاينحاز للوطن فهنا سيكون هو "الجيش المشكلة" ، ومن خلال وقوف تلك الالوية العسكرية وعتادها واسلحتها مع الانقلاب الحوثي ، وتقاتل معه بكل قوة وصمود وتضحية ، وهنا سنجد ان الرئيس هادي استلم الرئاسة ولكنه لم يستلم الجيش ، وقد يكون هادي مدرك لذلك منذ البداية ويعلم ان الجيش ليس بيده ، وهو ماجعله لايغامر  منذ بداية الامر في استخدام الحزم بطريقة مباشرة كي لاينكشف المستور ، وهنا ستظهر المشكلة من خلال وجود قائد بلاجيش ، وفي هذه الحالة سيعجز عن تحقيق اي شئ.

  تولى الرئيس هادي رئاسة الجمهورية ، واجتمعت مشاكل اليمن السابقة كلها منذ مائة عام في عامين وكونت مشكلة واحدة ، ومن الصعب ان ينجح اي رئيس في حالة كهذه الا اذا وقف جميع ابناء الشعب معه ، ولكي نكون منصفين فإن اليمن لو أتى اليها اوباما او مهاتير محمد او اردوغان او اكفأ وانجح رجل في الارض ويصبح رئيساً على الشعب اليمني فلن ينجح وسيفشل الفشل الذريع في ظل وجود مشاكل كهذه ويكون الشعب هو المشكلة والجيش مشكلة والاحزاب مشكلة ، وهنا لن تحل المشكلة الحقيقيه الا من خلال جوهرها ، فالاوطان لاتقاس بالرئيس ، ولكن الرئيس يقاس بالشعب ، ولن يستطيع الرئيس ان ينجح الا في ظل وجود شعب يحمل في نفسه نجاح رئيسه من اجل مصلحة وطنه وليس القاء المشكلة عليه ، وان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .


آخر الأخبار