الجمعة 26 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - الشعب اليمني ينتفض في وجه الإنقلابيين
الشعب اليمني ينتفض في وجه الإنقلابيين
انتفاضة اليمن
الساعة 11:16 صباحاً

باستثناء محافظتي صعدة وعمران التابعتين لإقليم أزال والخاضعتين لجبروت الانقلابيين فإن الأقاليم والمحافظات اليمنية إما خاضعة لسلطة الشرعية أو تشهد مقاومة متواصلة ضد تحالف الحوثيين وصالح.

وسمعت أمس أصوات اشتباكات عنيفة جداً بالأسلحة الرشاشة في حي النهضة وسط العاصمة صنعاء. ومع استمرار عمليات المقاومة في إقليم الجند، فإن الانقلابيين يواجهون مقاومة عنيفة في محافظتي البيضاء والجوف التابعتين لإقليم سبأ، في حين تتصاعد هجمات المقاومة في محافظة الحديدة عاصمة إقليم تهامة وفي ذمار وصنعاء التابعتين لأزال.



لا حاضنة للميليشيات

من محافظة المهرة إلى محافظة سقطرى ثم حضرموت وشبوة فأبين مروراً بعدن ولحج والضالع ومأرب تخضع هذه المحافظات بشكل كامل لسيطرة الحكومة الشرعية، في حين تشهد محافظات تعز وإب والبيضاء والجوف عمليات مقاومة متواصلة ضد الانقلابيين، وفي عمليات نوعية تنفذ المقاومة هجمات محددة على مواقع وتجمعات الانقلابيين في الحديدة وذمار وصنعاء، ما جعل هذه المناطق خارج سيطرتهم باستثناء محافظتي عمران وصعدة الخاضعتين لعزلة كاملة وقبضة أمنية خانقة.

ومع غياب الحاضنة الشعبية للميليشيات الطائفية فإن قيادات حزب الرئيس المخلوع في محافظات تعز وإب والبيضاء والحديدة وريمه والجوف تولت مهمة استقدام الحوثيين وجمع الأنصار من حولهم تحت شعار مواجهة الرئيس عبدربّه منصور هادي وحلفائه لأنهم يستهدفون، في حين تولت معسكرات القوات التابعة له في مختلف المحافظات مهمة إمداد الحوثيين بالأسلحة والذخائر والأغدية والقتال معهم.

من صعدة إلى صنعاء

طوال تاريخ الإمامة في اليمن كان هؤلاء يخرجون من صعدة ويحشدون القبائل الطامعة للغزو والغنائم ويوجهونهم نحو صنعاء لاقتحامها واستباحتها، ومن ثم يتجهون جنوبا لكنهم في كل حروبهم يهزمون ثم يعودون إلى الكهوف التي خرجوا منها، وهو ما تم حاليا مع الميليشيات الحوثية التي استباحت المناطق مستخدمة الميليشيات الطائفية التي تم تدريبها وتأهيلها فكرياً وعسكرياً وإعلامياً على يد خبراء من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وقوات الرئيس السابق والتي يزيد قوامها على 100 ألف جندي كانوا منضويين تحت مسمى الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات الأمن المركزي.

فمنذ هزيمة القوات النظامية في عهد الرئيس المخلوع علي صالح في محافظة صعدة ترك للحوثيين شأن الهيمنة على سكانها وتحويلها إلى ما يشبه معسكر تجنيد قسري ومعملاً لإنتاج الألغام وصناعة المتفجرات.. فيما استمرت الحكومة المركزية بدفع الرواتب للموظفين وللأجهزة التنفيذية التي تعمل تحت إمرة الحوثيين وخدمة لمشروعهم، حيث أخضع المحافظة وسكانها لممارسات قمعية من الميليشيات التي تنتهج نفس أساليب القمع المتبعة من قبل النظام الإيراني في حق معارضي ولاية الفقيه.

صوت المنار والعالم

سكان محافظة صعدة منع عنهم مشاهدة القنوات الإخبارية العربية باستثناء قناتي المنار التابعة لحزب الله اللبناني وقناة العالم الإيرانية، ومع انتشار المخبرين في أحياء المدينة ورصد زفرات أنفاسهم كان من الصعب على هؤلاء حتى سماع الأغاني خلسة إذا ان عسس الميليشيات يتربصون بهم حيث يتم إيقاف الأشخاص في الشوارع وتفتيش هواتفهم المحمولة وإذا لم توجد بها اناشيد تلك الميليشيات يتم على الفور تحميل تلك الأناشيد وإعادة الهاتف لصاحبه بعد التأكد من خلوه من أي اغان او صور لا تقرها الميليشيات.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي حسين الوادعي ان ضخامة عمليات النهب والفساد التي تورط فيها الحوثيون منذ دخولهم صنعاء تأكيد على أنه لا يمكن للميليشيا أن تتحول إلى دولة وإنما إلى مافيا. وهذا هو التطور الطبيعي لميليشيات الحرب من أفغانستان إلى العراق وسوريا وليبيا.

وأضاف: نخدع أنفسنا كثيرا لو اعتقدنا ان اقتصاد النهب والفساد أمر طارئ ومستجد على الحركة الحوثية. بل هو ثابت جوهري رافق الجماعة منذ تأسيسها في صعدة وحتى سيطرتها وقيامها بالاستيلاء على الأراضي والمنازل وفرض الجبايات والضرائب والزكوات وجمعها بالقوة من المواطنين الفقراء.

أمراء الحرب

وذكر الوادعي ان صعدة كانت نموذجاً واضحاً لكن لم ينتبه له احد. فتحولت اليمن كلها إلى صعدة. فالتبرعات الإجبارية للمجهود الحربي كانت تسمى «صندوق المجاهدين» في صعدة. وكانت السباقة في ظهور «أمراء الحرب» الذين حرصوا على استمرارها إلى ما لا نهاية.

اليوم واليمنيون ينتفضون من جديد في وجه مشروع إعادة إنتاج نظام الحكم الطائفي فإنهم يخوضون معركة الدخول إلى العصر ورفض مساعي إعادتهم إلى زمن الانغلاق والتخلف مسنودين بإرادة عربية فتية يقودها التحالف الداعم للشرعية.

إن قراءة عابرة لخريطة اليمن تظهر ببساطة حجم الانتفاضة الوطنية في وجه الميليشيات الانقلابية، وتؤكد على صواب القرار الذي اتخذه التحالف العربي بمنع سقوط الموطن الأول للعرب في يد إيران وتحويله إلى مرتكز التآمر والأضرار بالمصالح العربية.

مجلس أعلى لمقاومة صنعاء

تسقط ورقة القبائل من أيدي المتمردين مع التقدم الذي تحققه المقاومة، حيث أعلنت قيادة المقاومة الشعبية في صنعاء أول من أمس إنشاء مجلس أعلى لها، لقيادة عمليات حربية ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وتحرير المحافظة منها. وأوضحت القيادة في بيان لها أن المجلس يتألف من 48 عضواً، وله تمثيل أمام الجهات الرسمية والشعبية في الداخل والخارج، مؤكدة سعي المجلس المستمر حتى تتم استعادة الشرعية ودولة النظام والقانون، وإصلاح الخلل الذي أحدثه الانقلاب في الجهاز الإداري بمحافظة صنعاء.


آخر الأخبار