الخميس 28 مارس 2024
الرئيسية - كتابات - الانقلابيون يعيثون فساداً في إب واعلام المقاومة يدافع عن رئيس اللجنة الثورية
الانقلابيون يعيثون فساداً في إب واعلام المقاومة يدافع عن رئيس اللجنة الثورية
الساعة 08:33 مساءً
بقلم / محمد عبدالله القادري
ظهر الفساد في محافظة إب في برها وجوها وارضها وسماءها ووديانها وجبالها ، وشمل كل مؤسسات الدولة والمرافق الحكومية والمنشأت الاهلية ، والتهم الاخضر واليابس وشمل المال العام والخاص ولم يبقي ولايذر ولم يدع شئ ، وذلك الفساد بماكسبت ايدي الجماعة الحوثية ومن تحوث معها ، وضرب الفساد امثلة لايقبلها الخيال ولاتخطر على بال من حيث صرف الملايين المملينة من خزينة الدولة باسماء مجهولة وبدون ذكر اسباب الصرف ، وليس هناك خلاف على ان الفساد مشكلة كبرى ، ولكن انتقاد بعض الفاسدين ومحاربتهم مع التبرير والسكوت على بقية الفاسدين يعتبر مشكلة وجريمة ايضاً .
قرأت تقرير صادر عن المركز الاعلامي للمقاومة الشعبية في إب ، يحمل عنوان "حوثنة الدولة في محافظة إب" ، ورغم اني اعتبر ذلك التقرير جاء في وقت متأخر ، وماتحدث عنه ليس بجديد وحديث عهد ، ولكن له فترة زمنية سابقة منذ ان حدث ماتحدث عنه وكان المفترض ان يكون هذا التقرير في وقت مبكر ، وهذا مايدل على ان اعلام مقاومة إب صحى من النوم متأخراً ، وفي نفس الوقت اعتبر ذلك التقرير جهد يشكرون عليه حتى لوجاء متأخراً فلإن تصحو من النوم متأخر خير من ان تظل نائم ولاتصحوا ، وبكل صراحة اكثر ماانزعجت منه في ذلك النقرير هو عندما وجدته يتضمن الدفاع عن رئيس اللجنة الثورية الحوثية في إب بطريقة غير مباشره ويمنحه مبررات لمايقوم به من فساد وافساد من خلال الاستدلال ببعض كلامه ، بينما تجاهل التقرير اطراف ومكونات اخرى مشاركة في حوثنة الدولة وغض الطرف عنها وجعل تركيزه على اطراف وشخصيات محدده ، وهذا مايدل على ان ذلك التقرير لم يتحدث بانصاف ولم يحمل شفافية مطلقة وموضوعية واقعية ، وانما ينتقد بعض ويدافع عن بعض ، ويكشف جانب ويتستر على جانب آخر. يعلم الله ويشهد من عالي سماه انني لست مغرض ومتحامل على الاخوة في المركز الاعلامي لمقاومة إب ، ولا اريد ان اكون في هذا الوقت داعياً إلى خلافات داخلية ، ولكنني لن اسكت عن خطأ ولن ارضى بسياسة غبية تنتهجها اعلام المقاومة تحمل بعض التعاطف لبعض رؤوس الفساد وتحمل الحقد الشديد على البقية ، ومن حقي ان انتقد وابدي رأيي ، ولست بفارض رأيي على احد ، ولكن ليس من حق القيادة الاعلامية للمقاومة في إب ان تنفرد بالرأي وتستحوذ على الاعلام من خلال مشاركة الحزب فقط وعدم احتواء الآخرين واشراكهم في الرأي والعمل ، فوحدة الصف في حرية الرأي ، ونجاح العمل في احتواء الجميع .
مخطط حوثنة الدولة في إب هو نفسه مخطط الفساد والافساد ، فكلما يحدث في إب من فساد هو ناتج عن تلك الحوثنة ، ولهذا ربطت مقالي بين واقع الفساد وتفشيه وانتشاره في إب وبين تقرير حوثنة الدولة الصادر عن اعلام المقاومة ، ويجب ان نتكلم بصراحة وانتهاج سياسة واقعية شاملة لامحصورة ، ويجب ان نحتكم إلى الافعال لا إلى العلاقات ، ويجب ان نتعامل بالحق مع الجميع وليس مع بعض وغض الطرف عن البعض الآخر . تقرير اعلام مقاومة إب حول حوثنة الدولة ، سلط الضوء على طرفين فقط وهما المؤتمر جناح صالح والجماعة الحوثية ، وتجاهل بقية الاطراف وهما قيادات في الحزب الاشتراكي اليمني ، وحزب البعث التابع لبشار ، وحزب الحق وغيرهم ، وهذا مايدل على ان ذلك تقرير يحمل سياسة وتوجه حزبي يحارب من خلالها مؤتمر صالح والحوثي فقط ويدافع ويستثني بقية احزاب اللقاء المشترك التي لها نصيب من مخطط الحوثنة ولها دور في خدمة الانقلاب ،، بينما يتناقض ذلك التقرير مع سطوره من حيث التركيز على الحوثثيين القادمين من صعدة وانفرادهم بموقع القرار وصلاحيات المناصب وتجاهل ابناء سلالة الجماعة الهاشمية الذين ينتمون إلى إب ، وهذا مايدل على ان التقرير يتهم ويستهدف حوثية صعدة ، ويتضامن ويتعاطف مع الحوثيين اهل إب ، رغم ان الجميع مشاركون في تنفيذ مخطط الحوثنة ومسيرة الفساد وعملية الانقلاب ، بينما ايضاً يوجه التقرير اتهامه إلى السلطة المحلية في إب ويتجاهل ويغفل ويبرر عن اللجنة الثورية الحوثية التي لاتقل صلاحيتها ودورها في تنفيذ مايحدث في إب عن دور السلطة المحلية المتحوثة .
قمة الغباء عندما تجد اعلام مقاومة إب يقدم اكبر خدمة لرئيس اللجنة الثورية الحوثية ، فتقرير حوثنة الدولة قد اشار ان المدعو صادق حمزة رئيس اللجنة الحوثية قد صرح لقناة اليمن بأن قرارات التعيينات السلالية الهاشمية مفروضة عليه من قيادة الجماعة وليست وفق معايير مطلوبة ،،، ورغم ان حمزة سلالي ومن آل البيت وهو صاحب الدور الاكبر في تنفيذ مخطط حوثنة الدولة ، ولكن الاخوة في اعلام المقاومة استدلوا بكلامه واظهروه انه مسكين وطيب ونظامي وقانوني ونزيه وكل مايعمله انما هو بالغصب عليه ومفروض بالقوة ، وهذا مايدل على انهم يقبلون مبرراته ليبررون عنه وليس للاستدلال بمخالفاته ومشاركته وتحميله المسؤولية .
اعلام مقاومة إب يستهدف دوماً ثلاثة من قيادات المؤتمر وهم عبدالواحد صلاح وعقيل فاضل وعلي الزنم ويتهمهم بانهم سبب كل شئ ووراء كل مايحدث ، بينما يتجاهل قيادات حزبية اخرى اشتراكية وحوثية وبعثية ،، ويحارب السلطة المحلية فقط ويغض الطرف عن اللجنة الثورية الحوثية التي هي جوهر مخطط حوثنة الدولة ودليل ادارة الانقلاب للسلطة واخطر طريقة للفساد والافساد ،،، ورغم اني لست مدافع عن قيادة المؤتمر في إب الذين يقفون مع الانقلاب بحكم اني مؤتمري فقد تحدث قلمي عنهم وانتقدهم وحاربهم اكثر من اي قلم من اقلام حزب الاصلاح ، ولكنني ارفض اسلوب المداهنة والنفاق وانتقاد البعض ومنح التبريرات للبعض الاخر ، فكلما من وقف مع الانقلاب يتحمل نتيجة خطأه ، وكل من يديرون الدولة على الطريقة الحوثية يعتبر جميعهم فاسدون وكلهم مشاركون في مايحدث في إب من فساد وافساد .
اخيراً اقول ان سياسة اعلام المقاومة في إب تشعرنا اكثر الاحيان انها سياسة حزبية محصورة وتتجه اتجاه حزبي ، وهذا مايجعلها غير منطقية ولامنصفة وانما غير واقعية تتمسخر بالعقول ولاتعطي الاقناع ، وستثير تعصبات مع اطراف انقلابية اكثر وكان المفروض ان تجعل
الجميع يرفضون جميع اطراف الانقلاب من خلال وجود اعلام ينتقد الجميع ويساوي الجميع بنسبة المشاركة في تنفيذ مخطط حوثنة الدولة وعملية الافساد ، فكل من يقف تحت مظلة الانقلاب الحوثي يعتبر متهم ومسؤول عن ماحدث ويحدث في إب ، وليس هناك فرق بين السلطة المحلية واللجنة الثورية وحوثيوا صعدة وحوثيوا إب وكل القيادات الحزبية فجميعهم "انقلابيون".

آخر الأخبار