السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - مقاومة إب المعجزة
مقاومة إب المعجزة
الساعة 08:00 مساءً

محمد عبدالله القادري

موقفان جعلتني اقول  ان المقاومة الشعبية في محافظة إب هي المقاومة "المعجزة" ، وذلك الحكم ليس حكمي واعتباري انا شخصياً كمؤيد للمقاومة ، ولكن هو حكم اعداء المقاومة والمستهين بها وبأهل إب ، فالموقف الاول : عندما اخبرني احدهم ان قيادات الجماعة الحوثية اجتمعت وناقشت موضوع التصدي والقضاء التام على مقاومة تعز والضالع ولحج وعدن في بداية انطلاق المقاومة هناك الذي لم يكن لم يكن لمقاومة وجود ، وفي ذلك الاجتماع كان احدهم ساكت ولم يتكلم ، فسألوه عن سبب سكوته فقال: اخاف ان تظهر مقاومة في إب ، فرد عليه احدهم اطمئن فأهل إب عاجزون على المقاومة وليسوا اهلاً لها ، فقال له : واذا ظهرت مقاومة في إب ،، فرد عليه احدهم : "اعتبرها معجزة" فضحك الجميع وقهقوا بضحك السخرية والاستهار ! والموقف الثاني : هو عندما عزمني احد اصدقاءي قبل فترة سبعة اشهر في العاصمة صنعاء ، وبعد ان تناولنا وجبة الغداء اخذني صديقي إلى احد مقيل حارتهم الذي وصلنا إليه وكان جميع من في ذلك المجلس حوثيون ومتحوثون ، وكان يتنافشون عن تعز وعدن والمقاومة فيها وانتصارات اللجان الشعبية وغيره من الكلام ، وكعادتي انا لم استطيع ان اصبر فعارضتهم ودخلت معهم في معركة كلامية وتحدثت عن جرائم الحوثي في إب ، فقال لي احدهم : هل انتم ستقومون في مقاومة في إب ؟ فقلت له : نعم وهذا امر لابد منه ، فقال لي : لن تستطيعوا ولن تقدروا ، فقلت له : نحن سنستطيع ونحن قادرون ،، فقاطعنا احدهم وقال : اذا ظهرت مقاومة في إب فاعتبروها "معجزة" ، فضحك الذين في المجلس كلهم ، وزعلت انا وشعرت بسخريتهم واستهتارهم وتهاونهم بكل ابناء محافظتي ! ويوم ان ظهرت مقاومة إب بقوة أخذت من صديقي رقم هاتف ذلك الرجل الذي يعتبر قيادي حوثي ومسؤول كبير واتصلت به وقلت له : السلام عليكم ، وكيف حالكم ، وايش اخباركم ، فرد عليا ثم قال : "من معي" ، فقلت له : معك مقاومة إب "المعجزة" .



مقاومة إب صانعة "المفاجآت" ! ففي الوقت الذي ظن الحوثيون ان جميع ابناء إب عبيد ولم يتوقعوا ان يقاوم ابناءها لأن جميع مشايخهم قد تحوثوا وارتموا بين اقدامهم اذلة صاغرين وعبيد مستاجرين ، ظهرت مقاومة إب لتخبرهم ان هناك في إب "احرار" ! وفي الوقت الذي اعتقد الحوثيون ان جميع سكان إب نساء ، لأن مسؤوليها ومثقفيها واعلاميها واكاديميها وشبابها يطوفون حولهم ويسبحون بحمدهم ويثنون على فعلهم ، ظهرت مقاومة إب لتخبرهم ان هناك في إب "رجال" ! وفي الوقت الذي ظن فيه الحوثيين ان اهالي إب جميعاً ضعفاء نفوس وجبناء واهل مصالح سيبيعون شرفهم وكرامتهم بابخس الاثمان ، ظهرت مقاومة إب لتعلن لهم ان هناك في إب "شرفاء" ، وفي الوقت الذي ظن فيه الحوثيين انهم احكموا السيطرة على المحافظة ، وان كل ابناء إب مؤيدين لهم ويأتمرون بأمرهم ، ظهرت مقاومة إب لتخبرهم ان هناك في إب "ابطال" ، وفي الوقت الذي ظنت فيه الجماعة الحوثية ان إب كلها تابعة للسيد ، ظهرت مقاومة إب لتخبرهم ان إب تابعة للوطن ، وقريباً ستتحرر من قبضة الفرد وسيطرة الشرذمة الباغية.

مقاومة إب صاحبة "الانطلاقة النوعية" ! فميلاد المقاومة كان انطلاقة سريعة نحو تحقيق التقدم السريع وتحرير اكثر من نصف مساحة المحافظة خلال ثلاثة ايام من ذلك الميلاد ، وهذا مايدل على ان المقاومة تمتلك القدرة على الحسم السريع ، ورغم ان تراجعها للخلف لايعتبر  هزيمة او ضعف ، من حيث النظر إلى الامكانيات وتكتيك المعركة العسكري الذي يفترض ويتطلب التراجع للخلف حتى يأتي الوقت المناسب للعودة والتقدم ، فمقاومة إب لها طابعها الخاص في التقدم النوعي والدافع المعنوي .

  مقاومة إب هي مثال المقاومة "الوحدوية" ! فدورها ملوس في الشمال والجنوب ، وابناء إب شاركوا في تحرير عدن وسقطوا شهداء فوق تراب ثغر اليمن الباسم ، ولهم الدور في الضالع ، فتراجع مقاومة بعدان والعود إلى الخلف لم يتخلى عن دمت وقعطبة والضالع ، بل قدمت إب خيرة رجالها وابناءها وفي الدفاع عن الضالع سقط رجال مقاومة إب شهداء ، وسلوا تراب دمت عن الشهيد نائف الجماعي وسلوها عن ابناء العود الذين سقطوا شهداء فوق ترابها ولعل من ضمنهم ستة شهداء من قبيلة آل الحالمي رحلوا وهم في خيرة شبابهم وغيرهم الكثير.

  مقاومة إب هي المقاومة "الحاضرة في تعز والمشاركة في مأرب" ! فابناء إب سجلوا حضورهم في مقاومة العزيزة تعز ، وسلوا الحالمة عن تضحياتهم وصمودهم ، وسلوها عن خيرة ابناء الخضراء الذين سقطوا شهداء فوق ترابها ولعل من ابرزهم الشهيد البرلماني طاهر ،، وفي مأرب الحضارة سجل شباب إب موقف البطولة وتشرفوا بالمشاركة في تحرير ارض التأريخ السبأي ، وسلوا الهدهد عن الشهيد محمد حبيب والشهيد زكريا الصنعاني  والشهيد الادريسي وغيرهم الكثير الذين سقطوا شهداء في مقدمة صفوف معركة التحرير المأربية .

  مقاومة إب هي المقاومة المعجزة التي شهد لها الاعداء ، وهي المقاومة المتميزة التي اظهرها الابناء ، وهي المقاومة البارزة التي ستحرر المحافظة الخضراء ، ومثلما كان لتلك المقاومة بصمات واضحة في شمال اليمن وجنوبه ، وفي تعز الثقافة ومأرب الحضارة ، سيكون لها اقوى بصمة في تحرير محافظتها إب ، وستستمر في المشاركة والتقدم نحو ذمار وصنعاء وتحرير كل محافظات اليمن ، مقاومة إب قادمة بقوة وقد حان الوقت لتعرفوها وتشاهدوا مفاجاتها على ارض الواقع ، "فترقبوها وكونوا معها"


آخر الأخبار