وكشفت تقارير لمنظمات حقوقية أن الميليشيات المتمردة أقدمت، في مناطق عدة من اليمن، على تخزين الأسلحة في مرافق صحية وعامة والجامعات والمدارس ومؤسسات تربوية، واتخاذها مقرات عسكرية لقصف المدنيين والقوات الشرعية. وفي مدينة تعز الخاضعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر لحصار مطبق من المتمردين، أكد المحامي، توفيق الشعبي، أن المدارس والجامعات والمنشآت العامة والحكومية والمرافق الصحية باتت مخازن أسلحة ومواقع عسكرية للميليشيات الموالية لإيران. وقال الشعبي، وهو أمين عام نقابة المحامين في تعز، لـ"سكاي نيوز عربية" إن أكثر من 31 مدرسة تخضع في "الوقت الراهن" لسيطرة الميليشيات في المدينة، بالإضافة إلى جامعات عدة، أبرزها المبنى الجديد لكلية الطب والجامعة الكبرى. كما أقدمت الميليشيات المتمردة على نشر قواتها في بعض المستشفيات في المناطق التي لاتزال خاضعة لسيطرتها في تعز، حسب الشعبي الذي أشار في هذا السياق إلى مستشفى اليمن الدولي ومستشفى الحمد ومراكز صحية في الحصب وبلباشة. وبالإضافة إلى استخدامها لتخزين الأسلحة والذخائر، نشر الحوثيون وأتباع صالح في ملاعب المدارس وباحات الجامعات المدفعية والدبابات التي تقصف الأحياء السكنية في تعز، مما يدفع القوات الشرعية والمقاومة إلى الرد على مصدر النيران. وأكد الشعبي أن الميليشيات، التي دحرت من الجنوب وبعض المحافظات في وسط اليمن وشماله، تختار المدارس والمرافق العامة الواقعة في مناطق سكنية مكتظة لاتخاذ المدنيين دروع بشرية، في انتهاك جديد يضاف إلى سجلها الحافل بجرائم الحرب. وطبقا لشهادة أمين عام نقابة المحامين في تعز، فإن بعض المدارس والجامعات في مركز محافظة تعز جنوب غربي البلاد، تعرضت للتدمير الجزئي أو الشامل من جراء تحويلها من قبل المتمردين إلى مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة. ولم تسلم المرافق الرياضية من الميليشيات، وفق الشعبي الذي أشار إلى أن المتمردين احتلوا نادي الصقر لكرة القدم في بير باشا بتعز، حيث نشروا الدبابات التي تقصف يوميا الأحياء السكنية في المناطق التي حررتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني. ويحفل سجل الميليشيات، التي حاولت الانقلاب على الشرعية في اليمن قبل أن تتصدى لها القوات الحكومة والمقاومة بدعم من التحالف العربي، بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، الأمر الذي يحتم إحالة قادتها إلى العدالة الدولية.