الاربعاء 8 مايو 2024
الرئيسية - كتابات - السيناريو السوري.. هل يتكرر في اليمن؟!
السيناريو السوري.. هل يتكرر في اليمن؟!
الساعة 09:08 مساءً
[caption id="" align="alignright" width="150"] حسن ناصر الظاهري[/caption] بقلم / حسن ناصر الظاهري أخشى ما أخشاه أن يتحوَّل اليمن إلى سوريا أخرى، فالسيناريو المشاهد على الساحة الآن لا يختلف كثيراً عمَّا حدث في سوريا حينما أُجهضت ثورتها بفضل تخاذل الدول الغربية، واستحسان الدول المتعاطفة مع المعارضة لفكرة إجراء حوار بشأن تسوية القضية السورية، يشارك فيها القطبان الكبيران روسيا والولايات المتحدة، لكن الجميع استيقظ على احتلال روسي لكامل الأراضي السورية، وأصبح العالم كله تحت الأمر الواقع. لا أعرف سبباً لعقد حوار مع الانقلابيين اليمنيين في جنيف أو حتى في الكويت الشقيق، والسلطة الشرعية في اليمن تملك في يدها قرار مجلس الأمن رقم 2216 المتضمن عودة الحكومة الشرعية إلى صنعاء، وتسليم الحوثيين السلاح وإطلاقهم سراح السجناء، وأتفق مع الكاتب اللبناني خيرالله خيرالله في «أن الحوثيين ومن خلفهم إيران لا يُدركون أنه لا مجال بعد لحوار بين الأطراف اليمنية في ظل مساواة فيما بينهما، لأن عبدربه منصور يمتلك سلطة شرعية»، إضافةً إلى وجود مبادرة خليجية مدعومة بقرار مجلس الأمن، فأي حوار يجرى مع الانقلابيين بعد تلك القرارات يُعَدُّ اعترافاً بهم، وضعفاً من القيادة الشرعية. ماذا تم منذ أن صدر قرار مجلس الأمن الذي أشرنا إليه، وإلى أي نتيجة وصلت إليها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل دائم في اليمن عبر وسيطيها «بن عمر وولد الشيخ»؟! الجواب، لم يتم التوصل إلى أي حل. باستعراض موقف الانقلابيين في الحوار الجاري هذه الأيام في الكويت، يتبيَّن لنا أنهم غير جادين في التوصل إلى أي حل، ويطرحون خيارات مخالفة لما تم الاتفاق عليه مع مبعوث الأمم المتحدة، ويُهدِّدون بالانسحاب في حال عدم الالتزام بالخيارات التي طرحوها، كما رفضوا المشاركة في جلسات اللجان المنبثقة عن المشاورات، واللقاء الذي كان مُحدَّداً سلفاً مع مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ويصرون على عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي والخطوات التنفيذية التي حدَّدها القرار. الانقلابيون -حقيقةً- بارعون في اللعب بالأمم المتحدة لكسب مزيد من الوقت في انتظار معجزة تأتيهم من مَن يُعلِّقون الآمال عليهم، كالمعجزة التي هطلت على النظام السوري وانتشلته من الغرق، ولنُلاحظ كيف استطاعوا أن يُحقِّقوا مكاسب على الأرض بفضل تكتيكاتهم وحواراتهم الماراثونية أثناء اجتماع الكويت، حيث تسنَّى لهم تحريك آلياتهم ومعداتهم العسكرية وجنودهم في الكثير من المحافظات اليمنية، مُستغلِّين الهدنة ووقف إطلاق النار، واستعادوا على ضوئها منطقة «مرداد» بمحافظة لحج، وأطلقوا صواريخ باليستية على المملكة. يجب أن نتنبَّه لكيلا نُفاجأ بتكرار السيناريو السوري في اليمن، وأخشى بعد «مرداد» التوسع يزداد.
لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )

آخر الأخبار