تصاعد الهجوم على مصر وسياستها، بعد تصويتها الأخير في مجلس الأمن الدولي، تأييداً لمشروع القرار الروسي حول الوضع في سوريا، خلافاً للتوافق العربي، الذي لم يلقَ تأييداً إلا من أربع دول.

واعتبر ناشطون وسياسيون وإعلاميون خليجيون أن مصر بحاجةإلى تذكيرها أنها دولة عربية، وتمثل العرب في مجلس الأمن، وسط استنكار كبير لدعمها لروسيا، وتغافلها عن الوضع الإنساني السيئ الذي يشهده المدنيون في سوريا عامة، وحلب خاصة.

وسطّرت مصر في موقفها هذا مشهداً جديداً ضدها، فالبعض يرى أنه من الطبيعي بعد دعمها للإرهابي اليهودي شمعون بيريز وتأبينه، فبالتأكيد ستدعم بشار الأسد وروسيا.

واستخدمت روسيا، السبت 2016/10/8، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسي يدعو إلى وقف الضربات والغارات الجوية على مدينة حلب السورية؛ ما حال دون تبنيه في مجلس الأمن الدولي. في المقابل، اقترحت روسيا، الداعم الرئيسي للنظام السوري، مشروع قرار آخر يدعو إلى وقف الأعمال القتالية، وجرى رفضه من قبل مجلس الأمن.

ومن بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، أيد مشروع القرار الذي قدمته فرنسا، 11 دولة، بينها أمريكا وبريطانيا، في حين امتنعت الصين وأنغولا عن التصويت، وعارضته روسيا وفنزويلا.

وهذا هو الفيتو رقم 5 الذي ترفعه روسيا بوجه مشاريع قرارات تهدف إلى مساعدة الشعب السوري وحمايته، أو لإيصال مساعدات إلى المناطق المحاصرة، منذ بدء الثورة السورية عام 2011، وهي المرة الأولى التي تمتنع فيها الصين عن التصويت على قرار تعترض عليه روسيا بشأن سوريا.

وتمتلك روسيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، حق النقض بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لمنع صدور أي قرار لا ترغب أي من هذه الدول الخمس في تمريره.

- تنديد خليجي

وقال القطري عبد الله العذبة، رئيس تحرير العرب القطرية، معلقاً على تصويت مصر لمشروع روسيا: إنه "غير مهم.. حتى لو صوتت مصر السيسي ضد الإجماع العربي بخصوص سوريا.. رددوا معي ثلاث مرات: تحيا مِسِر السيسي!"، تعبيراً عن استهزائه بالموقف.

واستهزأ العذبة أيضاً في تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بمن يخلقون الأعذار لـ"الجنرال السيسي"، ويدافعون عنه.

من جهته قال جمال خاشقجي، مدير عام "العرب" الإخبارية، إن مصر بعد تصويتها لدعم مشروع روسيا، بحاجة إلى من يذكرها بأنها تمثل العرب.

وكان المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة وصف تصويت مندوب مصر لمشروع القرار الروسي، بالمؤلم، وهذه المرة الأولى التي يخرج فيها انتقاد علني سعودي لمصر، في حين اعتبر المعلمي طرح روسيا مشروعاً مضاداً، واستخدامها الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي، بالمهزلة.

وقال عبد الله المُعلمي، إن بلاده وعشرات من الدول الأخرى ستوجه خطاب احتجاج لمجلس الأمن عما جرى السبت.

وأضاف: "كان مؤلماً أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري).. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر".

وتابع المندوب السعودي أنه يرثي موقف تلك الدول التي صوتت مؤيدة للقرار الروسي، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعمها للشعب السوري بكل الوسائل.

من جهتها وصفت مندوبة دولة قطر لدى الأمم المتحدة، علياء آل ثاني، الموقف المصري لجهة التصويت لمشروع القرار الروسي بالمؤسف، وقالت إن المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية.

وأكدت بدورها أن خطاباً سيُرفع، الاثنين، إلى رئيس مجلس الأمن بعد أن توقع عليه عشرات الدول، يتضمن احتجاجاً على ما حدث في جلسة مجلس الأمن أمس السبت، ووصفت ما حدث من طرح مشروع مضاد واستخدام الفيتو بالمهزلة.

وفي سياق متصل، علّق الكاتب السعودي خالد العلكمي، على موقف مصر بأنها تواصل الخذلان، متسائلاً: "ماذا كنتم تتوقعون من حكومة ذرفت الدموع على المجرم بيريز؟"، مطالباً بوقف دعم الخليج لمصر، بسبب موقفها.

جدير بالذكر أن مصر هي عضو غير دائم بمجلس الأمن، حيث جرى انتخابها بالجمعية العامة للأمم المتحدة، في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، "دون معارضة"، لعامين قادمين، بدءاً من أول يناير/ كانون الثاني 2016.

ويراهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على عودة قوية للدب الروسي إلى المنطقة انطلاقاً من سوريا المدمرة، خاصة مع الموقف الأمريكي المتردد بشأن القضايا الساخنة في الشرق الأوسط.

لمتابعة أخبار "بوابتي" أول باول إشترك عبر قناة بوابتي تليجرام اضغط ( هنــــا )