الخميس 25 ابريل 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات - كيف تلقت إيران وأذرعها انضمام عُمان إلى التحالف الإسلامي؟
كيف تلقت إيران وأذرعها انضمام عُمان إلى التحالف الإسلامي؟
ايران - عمان... جوار حسن وملفات مشتركة+فيديو
الساعة 11:24 مساءً

ما بين ترميم العلاقات العُمانية الخليجية ومحاولة إجراء مراجعة لملفها الأمني الإقليمي، أعلنت عُمان انضمامها إلى التحالف الإسلامي العسكري بقيادة السعودية لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وعلى أسبابه، لتكون مسقط الدولة الحادية والأربعين من أعضاء التحالف الإسلامي.

وأثار الإعلان عن انضمام عُمان للتحالف الإسلامي عبر رسالة وزير الدفاع العُماني لولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تساؤلات حول موقف إيران ومليشياتها في الدول العربية من هذا الانضمام، خاصةً أن علاقتها بعُمان يغلفها تمايز عن باقي دول الخليج، باعتبار الدولتين ترتبطان بتحالف إقليمي.



وحول عمق العلاقة بين البلدين، يقول الباحث والمحلل السياسي العُماني الدكتور عبد الله الغيلاني: إن "طهران حليف إقليمي لعُمان، والأرجح أن طهران قد أُطلعت مسبقاً على خطوة الانضمام إلى التحالف الإسلامي، ولكن المؤكد أن التقارب العماني - الإيراني لن يتأثر بإجراء رمزي كهذا".

وبرغم هذا التحالف الإقليمي الذي يربط الدولتين، إلا أن أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام السعودية، الدكتور محمد البشر، قال: "لا شك أن انضمام سلطنة عمان للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب يعني ضمناً قبولها بأن إيران دولة إرهاب"، واصفاً هذه الخطوة بـ"الانضمام الجيد وإن كان متأخراً قليلاً، خاصةً أن عُمان كانت محوراً مهماً بالنسبة لعاصفة الحزم"، وفق ما قاله لموقع المسار أونلاين.

واتفق البشر والغيلاني على أن عُمان ستلعب، برغم انضمامها إلى التحالف الإسلامي، دوراً سياسياً أكثر من الدور العسكري، خاصةً أنه ينسجم مع تحركاتها الإقليمية وسياستها الخارجية، ومن المرجح أنه بعد اتفاقها مع السعودية على هذا الدور، أعلنت انضمامها وتناولته وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية.

وتتميز عُمان بدور سلس في علاقاتها بدول الجوار، حيث تستند على قدراتها الدبلوماسية والعسكرية ما يجعلها تحتفظ لنفسها بأداء دور الدبلوماسي الوسيط لحل أي قضايا شائكة دون الوصول إلى المواجهة المسلحة، وهو ما بدا جلياً في أزماتٍ عدة مثل موقفها في محاولة الوصول إلى اتفاق بشأن الأزمة اليمنية ودورها البارز وعلاقاتها مع الحوثيين؛ ما جعلها تكتسب ثقة الجميع بمن فيهم المجتمع الدولي.

وانضمام عُمان إلى التحالف الإسلامي سيعزز الموقف الخليجي المواجه لإيران خاصةً فيما يتعلق بقضايا المنطقة، والملفات التي لا زالت تحتفظ مسقط فيها بمسارات مغايرة لمسار التعاون الخليجي، وهذا التغير الطارئ سيعزز تغيراً في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، حيث عرف عن السلطنة "تقاربها مع دولة إيران العدو التقليدي للسعودية ودول الخليج"، وفق ما ذكرته وكالة رويترز 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتساءلت الوكالة عمّا إذا ما كان تغير سيطرأ حيث إن سلطنة عُمان "دائماً ما تتخذ مواقف مغايرة للمواقف الخليجية تجاه قضايا المنطقة... هذا يدل على عودة سلطنة عمان للإجماع الخليجي المضاد لإيران، وللمواقف السياسية الموحدة لدول الخليج العربي عموماً"، واستندت رويترز إلى أن عُمان تخشى أن تهدد المواجهة الإقليمية الأوسع بين الرياض وطهران استقرار السلطنة، ومن ثم قد يدفعها إلى الاستمرار في أداء دور الوسيط.

ويعتبر انضمام عُمان للتحالف انتصاراً للسعودية في خطواتها المناوئة لطهران، حسبما أشارت وكالة بلومبيرغ الأمريكية في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ وهو ما دفع سلمان الأنصاري، المحلل السياسي ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية – الأمريكية (سابراك) إلى القول حول هذه النقطة: "خطوة مسقط أقلقت طهران التي كانت تحاول بشتى الطرق أن تقنع السلطنة بالابتعاد عن عمقها الاستراتيجي المتمثل في دول الخليج".

وبرغم أن سياسة عمان الخارجية تسعى لتجنب الولوغ في العمل العسكري، وتعتمد سياسة هدوء النفس والتأني في اتخاذ القرار، إلا أن ثمة ترجيحات أن انضمامها للتحالف الإسلامي سيفتح الباب واسعاً لانضمامها للتحالف العسكري الذي يضم الدول الخليجية الخمس بهدف إعادة الشرعية إلى اليمن بعد سيطرة المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً.

وأثار إعلان عمان انضمامها للتحالف عدم رضا وسائل الإعلام الإيرانية؛ وهو ما قد يحمل رسالة ضمنية من طهران، حيث بدت العناوين في قناة العالم الإيرانية وجريدة الأخبار التابعة لحزب الله اللبناني تعبيراً عن عدم الرضا عن الخطوة العمانية، واستخدام أقواس بين بعض الفقرات الخاصة بالتحالف الإسلامي، وكأنه تعبير عن عدم الاعتراف بالتحالف أو قادته.

وينهي انضمام عمان للتحالف سلسلة اتهامات لها بدعمها باطنياً لحوثيي اليمن وتهريب أسلحة إليهم عبر الأراضي العمانية، حسبما نشرت تقارير إعلامية عدة معلومات حول هذا الشأن برغم عدم صدور اتهام مباشر من مسؤولين خليجيين، وهو ما قابلته عُمان بالنفي القاطع، معززة موقفها السياسي بأداء دور الوسيط فقط.

وتتعدد العرقيات والعقائد الدينية والمذهبية في عُمان؛ وهو ما يدفعها إلى تمايز في علاقتها بإيران عن باقي دول التعاون الخليجي، وسعيها لبناء علاقات متوازنة إقليمياً منذ أمد بعيد، وهذه السياسة ميزت كثيراً السلطان قابوس منذ انضمام بلاده إلى مجلس التعاون الخليجي.

وتعتبر عُمان جزءاً من قوات "درع الجزيرة"، وإن لم تشارك في عملياته في مملكة البحرين خلال 2011، كما أنها شاركت باستمرار في المناورات العسكرية والأمنية التي تجريها دول مجلس التعاون الخليجي، وكان آخرها مناورات "أمن الخليج العربي 1" والتي احتضنتها مملكة البحرين نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.


آخر الأخبار