الجمعة 29 مارس 2024
الأعتقاد واضعاف القبيلة أمام الحوثي "17"
الساعة 06:19 مساءً
محمد عبدالله القادري محمد عبدالله القادري

  الاصطفاء الٳلهي للبشر لا يكون إلا لمهمة الرسالة والنبوة كنبي ورسول ، واستمرار الاصطفاء لنسل الانبياء والرسل محدود لمن سيكون نبي ورسول كنسل إبراهيم عليه السلام اسماعيل واسحاق ويعقوب وغيرهم. ادعاء الحق الالهي للحكم لسلالة معينة كونها من نسل رسول واعتبار الحكم محصور لهم ولا احقية لغيرهم يعتبر شرك واخلال بالجانب العقائدي وذلك لعدة أسباب. الأول ان هذا الادعاء سيجعل من يدعيه بمثابة رسول من حيث الاصطفاء والله لم يصطفي إلا الرسل والانبياء ولم يصطفي احد غيرهم ليكونوا بدرجتهم. السبب الثاني ان هذا الادعاء يجعل رسالة الانبياء مجرد رسالة عرقية بدلاً من رسالة دين. محمد عليه الصلاة والسلام هو المصطفى لأنه رسول ، وأمر الحكم متروك لمن كان من أمة محمد وآمن بدين محمد ، فهو قائم على شرط الايمان . والحوثي عندما يدعي احقيته بالحكم باعتباره من بني هاشم ، فقد جعل نفسه بمثابة نبي اصطفاه الله ليكون حاكماً. أي انه يجعل نفسه بمنزلة نبي ، وهذا نوع من انواع الشرك كونه يدعو لطاعة الحاكم من باب اعتقاد تقديس عرقي وليس من باب التزام ديني كولي أمر. ولذا ترى اكثر الجماعات التي تمارس الشركيات كتقديس القبور واعتقاد ببعض المتصوفين انهم يعلمون الغيب التفوا حول الحوثي وساندوه مما يدل على وجود تناغم بين الطرفين من حيث بعض الشركيات. التفاف ومساندة الكثير من القبائل في اليمن حول الحوثي كان ناتج عن ضعف عقائدي وعدم الادراك بخطورة من يدعي اصطفاءه من الله للحكم على منهج التوحيد الصافي بالرسالة النبوية. المذاهب التي تدعي احقية سلالة عرقية بالحكم كاصطفاء من الله هي مذاهب تحارب عقيدة المسلمين . أي سلالة تسعى للحكم عبر هذا الاعتقاد لن تنجح في توحيد المسلمين ولا بنشر رسالة الاسلام ولا بتحقيق النماء في المجتمع الاسلامي. السلالة الهاشمية التي تدعي بأحقيتها الالهية للحكم هي ذات منهج تطعن في رسول الله وتطعن في علي بن أبي طالب والحسن والحسين. نجاح الدولة الأموية في الفتوحات وتحقيق الازدهار والتأريخ الاسلامي كان ناتج من أن هذه السلالة لم تكن صاحبة نهج تطعن في رسول الله ولا تدعي بأحقيتها للحكم كحق الاهي باب عرقي كونها من قريش. لذا فالأموية تمثل كل مسلم ولا تمثل قريش والصراع بينها وبين الهاشمية من بعد هو صراع بين المسلمين اصحاب العقيدة الصافية وبنو هاشم اصحاب النهج المحارب لنهج الاسلام الصافي وليس صراع داخلي في قريش. مثلما كان موت ابناء رسول الله لحكمة من الله حتى لا يكون نسله سبباً لوجود شرك ، كان الخلاف بين معاوية وعلي بن أبي طالب لحكمة حتى لا ينتقل الحكم لذرية علي ويتوارثوه من بعدهم نسلهم ويصبح بطريقة تمييز عرقي واصطفاء سلالي. ما حدث بين علي ومعاوية أمر متروك لله ولسنا سلطة قضاء بين الصحابة ،لا نؤيد معاوية ونطعن في علي ولا نطعن في معاوية فكلاهما صحابة ، ولكن نؤيد نهج الدولة الأموية ونرفض ادعياء السلالة الهاشمية الذين استثمروا ما حدث بين علي ومعاوية لاظهار صراع عرقي واستغلوه لايجاد نهج يغرس عقيدة الحكم لهم وهو في الحقيقة يسيئ لعلي والرسول عليه الصلاة والسلام. محاربة الخطأ لا يكون بالخطأ ، واستنكار الشركيات لا يكون بشرك آخر ، والوقوف مع بني أمية من باب اعتقاد الاحقية الالهية بالحكم كونهم من قريش هو إساءة لهم وطعن في علي والحسن والحسين مثلما تسيئ الدعوات الهاشمية اليوم لعلي والحسن والحسين وتطعن في معاوية رضي الله عنه وعثمان بن عفان.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار