في لقطة مدهشة من الفضاء الخارجي، تمكنت رائدة الفضاء الأمريكية نيكول "فابور" آيرز من توثيق ظاهرة ضوئية نادرة تُعرف باسم "العفاريت" (Sprites)، والتي ظهرت باللون الأحمر الساطع فوق سحابة ضخمة امتدت بين المكسيك والولايات المتحدة.

وقالت آيرز، التي تلتقط الصور من محطة الفضاء الدولية، تعليقًا على المشهد:
"رائع! بينما كنا نمرّ فوق المكسيك والولايات المتحدة هذا الصباح، رأيتُ هذا العفريت. العفاريت هي أحداث مضيئة عابرة تُعرف علمياً بـ(TLEs)، وتحدث فوق السحب نتيجة نشاط كهربائي مكثف في العواصف الرعدية أدناه."

ظاهرة نادرة.. وأبحاث علمية مستمرة
تُعد هذه الظاهرة واحدة من الأحداث الكهربائية النادرة التي تقع في الغلاف الجوي العلوي، ويُعتقد أنها ناتجة عن ضربات برق قوية من السحب إلى الأرض، والتي تولّد مجالًا كهربائيًا يمتد لأميال إلى الأعلى.

وتابعت آيرز:
"لدينا من محطة الفضاء منظر فريد فوق السحب، لذا يمكن للعلماء استخدام هذا النوع من الصور لفهم تكوين وخصائص TLEs، وعلاقتها بالعواصف الرعدية بشكل أفضل."

العفاريت غالبًا ما تظهر باللون الأحمر، وتستمر لأجزاء من الثانية فقط، ويصعب رصدها من سطح الأرض، إلا إذا كان المراقب على ارتفاعات شاهقة، مثل تلك التي توفرها محطة الفضاء الدولية على ارتفاع 250 ميلاً.

الغاز لم تُفسَّر بعد
رغم التقدم العلمي، ما يزال من غير المعروف على وجه الدقة لماذا تطلق بعض الصواعق هذه الظواهر بينما لا تفعل غيرها، ما يفتح الباب أمام المزيد من البحث حول الظروف الدقيقة المسببة للعفاريت.

ظواهر أخرى مشابهة
وتندرج العفاريت ضمن مجموعة من الظواهر الجوية الخفية التي تشمل أيضًا:

الجان (Elves)

النفاثات الزرقاء (Blue Jets)

الأشباح (Ghosts)

وكلها تحدث في طبقات الجو العليا مثل الستراتوسفير والغلاف المتوسط وحتى الغلاف الحراري.

مهمة علمية طويلة الأمد
وتُقيم آيرز حالياً في محطة الفضاء الدولية ضمن طاقم مهمة SpaceX Crew-10 التابعة لوكالة ناسا، والتي انطلقت في مارس 2025، ومن المتوقع أن تستمر حتى أغسطس على الأقل.

وتهدف المهمة إلى إجراء مئات التجارب العلمية، من بينها تجارب على قابلية اشتعال المواد في الفضاء، بالإضافة إلى دراسات تبحث في التأثيرات الفسيولوجية والنفسية على رواد الفضاء نتيجة العيش في بيئة الجاذبية المنخفضة.