في إحاطة أمنية غير مسبوقة، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الاثنين، تفاصيل عملية "عام كلافي" التي نُفّذت في 13 يونيو الماضي، واعتُبرت واحدة من أخطر الضربات الإسرائيلية في العمق الإيراني، إذ استهدفت مواقع حساسة في العاصمة طهران وداخل المنشآت النووية.

وأوضح كاتس أن العملية جاءت نتيجة تحضيرات استراتيجية بدأت منذ نوفمبر 2023، حين أُقرّ لأول مرة خيار الهجوم على منشأة "فوردو" النووية ضمن خطة أولية حملت اسم "عملية الأزرق والأبيض". في ذلك الوقت، لم تكن إسرائيل تمتلك بعد القدرة الجوية الكافية للعمل بشكل مستقل عن الدعم الأميركي، وهو ما دفعها لاحقًا إلى تطوير ما سماه كاتس بـ"دور البديل" – أي القدرة على شن ضربات بعيدة دون الاعتماد على الولايات المتحدة.

ووفقًا للإحاطة، جرى بالتوازي إعداد ثلاث خطط استخباراتية داعمة:

1. عملية "نارنيا" لاستهداف علماء البرنامج النووي الإيراني،

2. خطة لتعطيل نظام القيادة والسيطرة الإيراني (CCS)،

3. ضربة تمهيدية تستهدف كبار قادة الأمن الإيراني، تجسدت لاحقًا في عملية "الزفاف الأحمر" التي اغتيل خلالها مسؤولون كبار، من بينهم قائد سلاح الجو أمير علي حاجي زادة.

في يناير، تم تحديد الهدف السياسي للعملية خلال اجتماع رمزي باسم "هيلا": شل مؤقت للبرنامج النووي الإيراني وفرض معادلة ردع جديدة. من هنا بدأت صياغة خطة موسعة باسم "خطة التورنادو" لشن هجوم مفاجئ ومركّز في عمق طهران.

بحلول أواخر مايو، تمت المصادقة على الخطة العسكرية، ورفعت حالة التأهب إلى الدرجة "P+7"، أي الجاهزية للهجوم خلال سبعة أيام. وفي 22 مايو، وصل النقاش الأمني إلى ذروته وسط حديث عن "ضوء أخضر أميركي" غير معلن، وضرورة التنسيق مع واشنطن لتفادي التصعيد المفتوح.

في 12 يونيو، انطلقت الضربة الافتتاحية التي، بحسب المصادر، أحبطت هجومًا إيرانيًا وشيكًا، وأدت إلى مقتل عدد من القادة الإيرانيين. كما أكدت القيادة الإسرائيلية أن الأهداف العسكرية كانت متغيرة لحظيًا، استنادًا إلى مستجدات الميدان والاستخبارات.

وترى مصادر إسرائيلية أن أهمية العملية لم تكن في حجم الدمار بحد ذاته، بل في التأثير التراكمي على المنظومة الدفاعية الإيرانية، وإيصال رسالة مفادها أن إسرائيل قادرة على الضرب في عمق إيران في أي وقت دون انتظار دعم مباشر من واشنطن.