حذّر خبير التكنولوجيا والكاتب الألماني توماس كولر من أن تطبيقات المواعدة الرقمية مثل تيندر وبامبل قد تكون مصمّمة بطريقة لا تساعد فعليًا على العثور على الشريك المناسب، بل تسعى لإبقاء المستخدمين عالقين في دوامة البحث، ما يحقق لتلك التطبيقات أرباحًا مستمرة.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قال كولر: "هناك تناقض جوهري في الفكرة؛ التطبيق الذي يدّعي مساعدتك في العثور على شريك حياتك، يربح أكثر كلما طالت فترة بحثك". وأوضح أن توقف المستخدم عن استخدام التطبيق بعد نجاحه في إيجاد شريك، يعني تراجعًا في عدد الزيارات والأرباح المحتملة لتلك المنصات.

ويرى كولر، الذي ألّف مؤخرًا كتابًا حول ثقافة المواعدة الرقمية، أن هذه التطبيقات تعتمد على معايير سطحية مثل الصورة والموقع الجغرافي، بينما تتجاهل عوامل أكثر أهمية مثل الانسجام الفكري والتوافق الشخصي، ما يجعل تجربة المستخدم غير فعّالة على المدى الطويل.

وفي سياق متصل، أشار باحثون إلى تنامي ظاهرة ما يسمى بـ"الإرهاق من المواعدة عبر الإنترنت"، والتي ترتبط بأعراض نفسية تشمل الشك، الإحباط، والإرهاق العاطفي، رغم عدم تصنيفها كمرض مستقل وفقًا لأحدث الدراسات.

السياسة تدخل ساحة المواعدة

ولفت كولر إلى أن السياسة أصبحت عنصرًا متزايد الحضور في تطبيقات التعارف، حيث يستخدم بعض المستخدمين رموزًا أو تعبيرات تعكس مواقفهم السياسية، بما في ذلك قضايا عالمية مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ونصح بضرورة التحقق من الخلفيات والميول السياسية للطرف الآخر في المراحل المبكرة من التواصل، تجنّبًا لخيبة الأمل لاحقًا.

تجدر الإشارة إلى أن تطبيق تيندر، أحد أشهر تطبيقات المواعدة عالميًا، جرى تحميله أكثر من 500 مليون مرة منذ إطلاقه عام 2012، وأسهم في أكثر من 75 مليار "مطابقة" بين المستخدمين، مع تسجيل نحو 1.5 مليون موعد أسبوعيًا.