شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تصعيداً خطيراً خلال الساعات الماضية، حيث نفذ الجيش الروسي هجمات مكثفة بطائرات مسيّرة استهدفت عدداً من المدن الأوكرانية، أبرزها خاركيف وزابوريجيا ونيكولاييف، ما أسفر عن أضرار مادية وإصابة امرأة.

وقال عمدة خاركيف، إيهور تيريخوف، عبر "تليغرام"، إن انفجارات هزت المدينة خلال ليل السبت وحتى فجر الأحد. ووفقاً للحاكم العسكري أوليه سينيهوبوف، اندلعت حرائق في عدة أحياء، وأصيبت امرأة تبلغ من العمر 46 عاماً.

وفي جنوب شرق أوكرانيا، أعلن الحاكم العسكري إيفان فيدوروف، أن زابوريجيا تعرّضت لهجوم مماثل بمسيرات قتالية، تسببت بأضرار في مؤسسة خاصة ومزرعة ومستودعات، دون تسجيل إصابات فورية، فيما اندلعت عدة حرائق.

وشهدت مدينة نيكولاييف أيضاً دوي سلسلة انفجارات عقب تفعيل صفارات الإنذار، كما سُمعت أصوات إنذارات في مقاطعات كيروفوغراد وبولتافا وسومي، ما يعكس تصعيداً جوياً روسياً واسع النطاق.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت ودمرت 120 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، فوق مناطق روسية وبحر آزوف.

وكانت الدفاعات الجوية الروسية قد أسقطت أربع طائرات مسيّرة أوكرانية كانت متجهة نحو العاصمة موسكو، حسب ما أفاد رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين. وتوقفت الرحلات مؤقتاً في أحد المطارات الرئيسية بالعاصمة، قبل أن تُستأنف لاحقاً.

وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت 48 طائرة مسيّرة خلال فترة قصيرة استمرت أكثر من خمس ساعات حتى مساء السبت، بينها خمس فوق منطقة موسكو، و17 فوق منطقة بريانسك الحدودية، و11 في منطقة أوريول المجاورة.

كما أصابت أربع طائرات أوكرانية مسيّرة سائق حافلة ورجلاً آخر في منطقة بيلغورود، وفق ما أعلن حاكم المنطقة.

قالت هيئة الطيران الروسية (روسافياتسيا) إن تأخيرات واسعة شهدتها الرحلات في عدة مطارات، منها شيريميتيفو في موسكو وبولكوفو في سان بطرسبورغ، نتيجة "القيود على المجال الجوي" إضافة إلى رياح قوية.
تعزيزات أوكرانية في مجال الطائرات المسيّرة

في هذا السياق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، أن بلاده وقعت اتفاقيات مع شركاء أوروبيين وشركة دفاع أميركية لتعزيز إنتاج الطائرات المسيّرة.

وقال زيلينسكي إن الاتفاق مع "إحدى الشركات الأميركية الرائدة" سيعزز بشكل كبير الجهود المشتركة في تصنيع المسيّرات، مضيفاً أن أوكرانيا ستحصل على "مئات الآلاف من الطائرات المسيّرة الإضافية" هذا العام، مع كميات أكبر في 2026.

وأكد الرئيس الأوكراني استمرار الضربات الأوكرانية داخل العمق الروسي، مستهدفاً منشآت دفاعية وقواعد جوية ومصافي نفط، مشيراً إلى ما وصفه بـ"سلسلة من النجاحات الأخيرة" في هذا المسار.