كشفت دراستان حديثتان عن أدلة مثيرة للقلق تشير إلى أن استهلاك القنب بشكل منتظم قد يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، إذ يرتفع خطر النوبة القلبية بشكل خاص خلال الساعة الأولى من التعاطي.

ومن المقرر عرض الدراستين في مؤتمر الجمعية الأمريكية لأمراض القلب (ACC) في نهاية شهر مارس/آذار الجاري.

في الدراسة الأولى، أجرى الباحثون تحليلاً بأثر رجعي لبيانات أكثر من 4.6 مليون شخص دون سن الخمسين. وأظهرت النتائج أن متعاطي القنب معرضون لخطر الإصابة بالنوبات القلبية بما يقارب ستة أضعاف مقارنة بغير المتعاطين، كما زادت احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية أربع مرات، وقصور القلب مرتين، وفقاً لما نقله موقع t-online الألماني.

ويأتي ذلك بعد نحو عام من بدء تطبيق القانون الألماني الذي أتاح بشكل جزئي تعاطي القنب، بما في ذلك زراعته في نوادٍ خاصة وتوزيعه على الأعضاء، والسماح بزراعة ثلاث شتلات للاستخدام الشخصي في المنازل.

وفي الدراسة الثانية، قيم فريق بحثي نتائج 12 دراسة سابقة شملت أكثر من 75 مليون شخص، وتبين أن القنب يزيد من خطر النوبة القلبية بمقدار 1.5 مرة، وخصوصاً في الساعة الأولى بعد التعاطي.

وأوضحت النتائج أن هذا الخطر لا يستثني الشباب الأصحاء، حتى أولئك غير المدخنين أو الذين لا يعانون من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم.

ودعا الدكتور إبراهيم كامل من جامعة بوسطن – وهو أحد مؤلفي الدراسة – إلى ضرورة تضمين سؤال عن تعاطي القنب في أي فحص طبي يهدف إلى تقييم المخاطر القلبية، أسوةً بالسؤال عن تدخين السجائر. كما طالب السلطات الصحية بتحذير المتعاطين من المخاطر المحتملة.

ورغم هذه النتائج، لا تزال الآليات الدقيقة لتأثير القنب على القلب غير واضحة، إلا أن الخبراء يرجحون أن القنب يسبب اضطراباً في إيقاع القلب، ويزيد من حاجة عضلة القلب للأكسجين، ويؤثر سلباً على وظائف الأوعية الدموية، ما يرفع بشكل كبير خطر الإصابة بأمراض قلبية حادة مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، بحسب ما ذكر موقع t-online الألماني.