رأى موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي، أن جولة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في دول آسيا، لم تكن مجرد زيارات دبلوماسية لتعزيز التعاون والمشاركة، بل تقف وراءها أهداف اقتصادية ضخمة تسعى لتحقيقها المملكة. وأوضح الموقع أن قرار الملك سلمان للقيام بجولة نادرة لم يأت من العدم، ولكنه جاء مدفوعاً بضغط الحالة الاقتصادية الصعبة على نحو متزايد في المملكة العربية السعودية؛ حيث يحاول الملك إيجاد المزيد من رؤوس الأموال من أجل المشاركة في الطرح العام الأولي المنتظر لشركة أرامكو. وتعتمد المملكة بشكل كبير على عائدات النفط؛ حيث مثل القطاع النفطي 87% من إجمالي الموازنة السعودية لعام 2015، ويعني انخفاض أسعار النفط أن هناك قدرًا أقل من الأموال المتاحة لدفع ثمن البرامج والإعانات الاجتماعية للسلع التي يتم تمويلها من عائدات النفط؛ حيث يهدد تقليص الإنفاق الاجتماعي بخلق أزمة ثقة بين النخب وهي أزمة من شأنها أن تتحدى موقف النظام والاستقرار في البلاد. وفي محاولة لجلب رؤوس أموال إضافية لإعادة ملء خزائن الدولة، أعلن الملك «سلمان» العام الماضي أن جزءًا من شركة أرامكو النفطية سوف يتم طرحه للاكتتاب العام. وقال الموقع إن أرامكو تسعى اليوم للحصول على رأسمال تبلغ نسبته 5% من قيمة الشركة وهي حصة كبيرة بما يكفي لجلب العائدات النقدية وصغيرة بما يكفي للعائلة المالكة للحفاظ على سيطرتها. وجاء سفر الملك سلمان شخصياً إلى آسيا؛ بحثاً عن الاستثمار ليؤكد مدى حاجة المملكة العربية السعودية إلى المال. وسافر العاهل السعودى إلى ماليزيا يوم 26 فبراير الماضي، في أول رحلة إلى البلاد منذ أكثر من عقد من الزمان، كما تضم جولته في آسيا أيضًا كلاً من بروناي واليابان والصين وإندونيسيا، التي لم تتلق زيارة سعودية رسمية منذ ما يقرب من خمسة عقود.