الجمعة 19 ابريل 2024
الرئيسية - كتابات - هل يختبئ كبير الإنقلابيين في السفارة الأميركية؟
هل يختبئ كبير الإنقلابيين في السفارة الأميركية؟
ياشا
الساعة 10:20 صباحاً
إسماعيل ياشا ذهبت قوات الأمن التركية، ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، إلى قاعدة آكينجي الجوية في مدينة قازان التابعة لمحافظة أنقرة. كان الانقلابيون يديرون محاولة الانقلاب من تلك القاعدة العسكرية، ويحتجزون فيها رئيس الأركان، ويحاولون أن يقنعوه بالمشاركة معهم في الانقلاب على الحكومة المنتخبة. ولما وصلت قوات الأمن إلى القاعدة التي لا يمكن أن يدخلها غير الضباط والجنود، وجدت فيها رجلا مدنيا، وقامت باعتقاله. كان ذاك الرجل الأكاديمي «عادل أوكسوز»، المنتمي إلى جماعة غولن، وكان عمله تدريس علوم التفسير في كلية الإلهيات بجامعة ساكاريا التركية، إلا أنه كانت لديه مهمة أخرى، وهي «إمامة القوات الجوية»، أي أنه كان المسؤول عن جميع المنتمين للجماعة من الضباط العاملين في القوات الجوية، مهما كانت رتبهم عالية. وقال في إفادته لدى النيابة العامة إنه لا يعرف أحداً في القاعدة الجوية، مبرراً وجودَه فيها، تلك الليلة، بأنه كان يبحث عن أراضٍ ليشتريها. وطلبت النيابة العامة من المحكمة اعتقال أوكسوز، إلا أن المحكمة أطلقت سراحه، ولاذ الرجل بعد ذلك بالفرار، واختفى أثره. السلطات التركية تعتقد أن أوكسوز من كبار الانقلابيين، والعقول المدبرة للمحاولة الفاشلة. وكشفت التحقيقات أن الرجل كان يتردد باستمرار على ولاية بنسلفانيا الأميركية، التي يقيم فيها زعيم الجماعة فتح الله غولن. ولذلك يَعتبره كثير من المراقبين أنه الصندوق الأسود لمحاولة الانقلاب، وأن اعتقاله في غاية الأهمية لمعرفة ملابسات المحاولة، الأمر الذي دفع الجماعة والقوى المساندة لها في محاولة الانقلاب إلى بذل جهود كبيرة، ليفلت أوكسوز من يد قوات الأمن التركية. الحكومة التركية والأوساط المقربة منها ترى أن عادل أوكسوز ما زال داخل البلاد، وأنه لم يتمكن من الهروب إلى الخارج. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: «أين يختبئ الرجل؟»، لأن قوات الأمن التركية، رغم استنفارها لإلقاء القبض عليه، لم تحدد مكانه حتى الآن. وسائل الإعلام التركية نشرت قُبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، للعاصمة التركية أنقرة، أن عادل أوكسوز تلقى اتصالا هاتفيا من القنصلية الأميركية باسطنبول، في 21 يوليو 2016. وقالت القنصلية الأميركية، في بيانٍ أصدرته بعد نشر تلك التقارير، وتأكيد النيابة العامة على صحتها، إن القنصلية ألغت تأشيرة دخول أوكسوز إلى الولايات المتحدة، بناء على طلب الشرطة التركية، واتصلت به لإبلاغه بإلغاء التأشيرة. وزير العدل التركي بكير بوزداغ، صرَّح بأن تبرير القنصلية الأميركية للاتصال الهاتفي الذي أجرته بالرجل الذي تبحث عنه قوات الأمن التركية في جميع أنحاء البلاد، ليس مقنعا، وأضاف أن هناك من يساعد أوكسوز في اختبائه، كما أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في ردِّه على سؤال حول الموضوع خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الأميركي تيلرسون، قال: «عادل أوكسوز الذي تبحث عنه الشرطة التركية قد تلقَّى اتصالاً هاتفياً من القنصلية الأميركية. ويقولون إنه إجراء طبيعي. ونحن نريد أن نصدق ذلك، ولكن سنقوم بالتحقيقات اللازمة». تصريحات الوزيرين التركيين توحي بأن الحكومة التركية تشتبه باختباء عادل أوكسوز في مكان تابع للبعثة الدبلوماسية الأميركية. وإن تأكَّد ذلك فلا شك في أنه سيُحرج الإدارة الأميركية الجديدة.

آخر الأخبار