بعد قطع العلاقات مع "قطر".. هل سيأتي الدور على تركيا؟
2017/06/14
الساعة 10:48 مساءً
لا تزال الأزمة الخليجية القطرية، مخيمة على الأوضاع الدولية، وفي خِضم اشتعال أوارها، تتوالى الأنباء، حول العديد من التكهنات فيما يخص شن هجومًا ضاريًا على ذات النهج القطري، ضد دولة أخرى قد حان دورها، حسبما تحدث عن ذلك وزير الخارجية اليوناني.
علامات استفهام يرسمها وزير الخارجية اليوناني
بينما تتصاعد وتيرة الأحداث السياسية، أطلق وزير الخارجية اليوناني، نيكوس كوتزياس تصريحات أثارت عدد من علامات الاستفهام، حيث ألمح إلى أن هناك دولة أخرى ستلقى مصير الدوحة.
وأوضح أن نفس الأزمة سوف تتكرر مع دولة أخرى، من السابق لأوانه أن يعلن عن اسمها، وفق بيان له نشرته سفارته اليونانية في القاهرة.
أردوغان لا يستطيع
وفي ذات السياق أوضح "كوتزياس"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتركيا، يريدان الظهور كوسطاء، ولكن هذا الدور تضطلع به اليونان، مؤكدًا عدم قدرة تركيا ورئيسها على القيام بذلك، لأن الدول الأخرى تعتبر أن مواقفهم متطابقة مع قطر والإخوان المسلمين، بحسب البيان.
معارضة تركيا لبعض مشروعات المنطقة
وفي سياق آخر، أتى "كوتزياس" على ذكر بعض ملفات المنطقة، التي تعارضها تركيا، حيث أشار إلى أن القضية الكردية في إقليم كردستان بشمال العراق، تلوح هي الأخرى في الأفق وتتخذ مسارات أخرى، ممثلة في الدعوة للاستفتاء في سبتمبر من العام الحالي ربما يؤهلها للانفصال عن العراق، ولكن خيار الممارسة الفعلية لهذا الحق لم يُطرح بعد.
كما تعارض تركيا أيضا، المنطقة الكردية بشمال سوريا، مؤكدًا أنها مشكلة كبيرة بالنسبة لتركيا نفسها، وأن الدول الغربية لا تريد كسر وحدة الدولة السورية، فالجميع الآن يتفقون على هزيمة قوى الفاشية الرجعية، ولكنهم أيضا يتفقون على هزيمة الاستبداد داخل سوريا .
الأكراد لديهم الحق في وجه تركيا
وتابع وزير خارجية اليونان، أن تركيا تعارض تلك المشروعات، وهذا حقها طبقًا لخيارات سياستها الخارجية، إلا أنه في ذات الوقت يحق للأكراد في تلك الدول جميعها، مشددا على أنه لابد أن تكون هي نفس الحقوق التي تعتزم جمهورية قبرص منحها للطائفة التركية في قبرص.
وشدد على وجوب عقد مقارنة بين ما يطالب به البعض من الأتراك في قبرص، وبين ما هم مستعدون لتقديمه لطوائف أكبر بكثير وهي طائفة الأكراد الموجودة داخل بلادهم.
مناكفة سياسية
من جانبه أكد محمد حامد، الباحث والمتخصص في الشأن التركي، أن تصريح وزير الخارجية اليوناني الذي يأتي في معظمه ضد تركيا، هدفه الأساسي "المناكفة" في تركيا.
وأضاف "حامد" في تصريحات لـ"الفجر"، أن هدف اليونان من ذلك هو لفت الأنظار لا سيما أنظار أوروبا تجاه تركيا التي تدعم هي الأخرى الإرهاب بحيث يتم اتخاذ ضدها إجراءات تأتي على غرار ما حدث لقطر.
وأوضح الباحث والمتخصص في الشأن التركي، أن العلاقات التركية اليونانية تمر بأزمات كبيرة، ولذلك تستغل اليونان ما يحدث لقطر، التي تساعدها بالطبع تركيا، في محاولة منها للعمل على اتخاذ خطوات مضادة ضد أنقرة وأردوغان، من خلال انتقادها انتقادات حادة.
أمر مستبعد
ويستبعد "حامد" أن يحدث مع تركيا مثل ما حدث مع قطر، لافتا إلى أن تركيا تختلف تماما عن قطر، حيث أن شبكات الإرهاب التي تتعامل معها تركيا تختلف كثيرا عن علاقات قطر مع تلك الجماعات حيث تتداخل كثيرا، فهي شبكات معقدة أقوى من تركيا.
ويضيف" الجماعات التي تتداخل مع تركيا هي جماعات ضعيفة ومستحدثة أيضا، وتختلف عن الشبكات القطرية التي هي أكثر تعقيدًا وقدِما.
اليونان تقصد تركيا ولكن مستبعد
وأوضح الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن تركيا لديها علاقات مشبوهة هي الأخرى، ولديها اتصالات قوية مع الجماعات المتطرفة، وبالتالي فإنّه يحق للعالم أن يفعل بها ما حدث مع قطر.
وأضاف في تصريحات لـ"الفجر"، أن العلاقات اليونانية التركية، ليست على ما يرام في تلك الآونة، وبالتالي فإنه كما يبدو أن تلك التصريحات التي وصفت بأنها تكهنات حول أن هناك دولة سيأتي عليها الدور بعد قطر، يُقصد بها تركيا.
وبسؤاله عن إمكانية تحقيق ذلك، قال برغم أهميته لردع من يعملون مع الجماعات الإرهابية، فإنه من المستبعد أن يحدث ذلك نظرا للعلاقات الدولية التي تتمتع بها تركيا، مع الكثير من الدول من ضمنها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.