شروط قيادة المرأة السعودية لن تتضمّن "إذن ولي الأمر"
2017/09/27
الساعة 09:31 مساءً
قالت "هيئة كبار العلماء" في السعودية، إن غالبية أعضائها لا يرون مانعاً في قيادة المرأة للسيارة، في حين أعلن دبلوماسي سعودي أن القرار لن يشمل الحصول على إذن ولي الأمر لمنح رخص القيادة للمرأة، فيما لم تعلن الجهات الرسمية الشروط الكاملة.
جاء ذلك في بيان أصدرته الهيئة، الأربعاء، موضحة من خلاله موقفها من الأمر الملكي، الصادر مساء الثلاثاء، والقاضي بالسماح للنساء بقيادة السيارات، لأول مرة في تاريخ المملكة.
وأوضحت الهيئة، في بيانها، أن الملك سلمان "بما قلّده الله من مسؤوليات في رعاية مصالح بلاده وشعبه، وحراسة قيمه الإسلامية، ومصالحه الشرعية والوطنية، لا يتوانى في اتخاذ ما من شأنه تحقيق مصلحة بلاده وشعبه في أمر دينهم ودنياهم".
وأوضحت أن "علماء الشريعة كافة قرّروا أن تصرّف الراعي على الرعية منوط بالمصلحة، وعلى ذلك يكون الغرض من تصرفات ولي الأمر الاجتهادية تحصيل المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها، وعلى ذلك أيضاً: فإن ولي الأمر يختار في كل قراراته الأصلح والأنفع والأيسر".
وبيّنت أن "فتاوى العلماء كافة فيما يتعلق بقيادة المرأة للمركبة انصبت على المصالح والمفاسد، ولم تتعرّض للقيادة ذاتها التي لا يحرّمها أحدٌ لذات القيادة؛ ومن ثَمَّ فإن ولي الأمر عليه أن ينظر في المصالح والمفاسد في هذا الموضوع، بحكم ولايته العامة، واطلاعه على نواحي الموضوع من جهاته كافة، بما قلّده الله من مسؤوليات، وبما يطلع عليه من تقارير".
وختمت بيانها بالقول: "ولأن ولي الأمر قد أشار إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، وارتأى بعدما اطّلع على ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأنهم لا يَرَوْن مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية للحفاظ على صيانة المرأة واحترامها؛ فإننا ننوه بهذا الأمر السامي الكريم، الذي توخى فيه خادم الحرمين الشريفين مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما قررته الشريعة الإسلامية".
وكانت "هيئة كبار العلماء" أعربت، في تغريدة سابقة عبر موقع "تويتر"، عن تأييدها للأمر الملكي القاضي بالسماح للنساء بقيادة السيارات؛ حيث قالت: "السعودية تأسست على الكتاب والسنة، ونحن مع ولاة أمرنا في كل ما يرونه مصلحة للبلاد والعباد، وهذا مقتضى البيعة الشرعية".
- بانتظار شروط "دون إذن ولي الأمر"
ومساء الثلاثاء، أمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بالسماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة.
وفي حين لم تعلن الرياض شروط حصول النساء على الرخصة، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، إن الملك أصدر أمراً بتشكيل لجنة على مستوى عالٍ؛ من وزارات: الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية، وسترفع توصياتها خلال 30 يوماً، ثم تطبيق القرار بحلول يونيو 2018.
من جهته قال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، الأمير خالد بن سلمان، الثلاثاء، إن قيادة المرأة في المملكة للسيارة لن يتطلّب إذناً من ولي أمرها، نافياً بذلك تقارير صحفية وتعليقات مع ناشطين على مواقع التواصل تحدثت عن هذا الشرط.
وأضاف السفير، خلال مؤتمر صحفي، أن المرأة "لن تحتاج" إلى إذن وليها لاستخراج رخصة قيادة، أو وجود وليّ معها في السيارة أثناء القيادة، حسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وأشاد السفير بن سلمان بقرار السماح للمرأة بقيادة السيارة الصادر بأمر ملكي، الثلاثاء، قائلاً: "هذا يوم عظيم وتاريخي في مملكتنا".
وبهذا القرار ينتهي وضع السعودية باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر قيادة المرأة للسيارة.
وكانت السعودية واجهت انتقادات واسعة بسبب منع المرأة من قيادة السيارة، رغم التحسن التدريجي في بعض قضايا المرأة في السنوات الأخيرة، وأهداف الحكومة الطموحة لتعزيز دورها في الحياة العامة، لا سيما باعتبارها جزءاً من قوة العمل.