السبت 20 ابريل 2024
الرئيسية - أخبار بوابتي - طفل توسل لأحد المتشددين في مذبحة مسجد الروضة لكنه أرداه قتيلاً (تفاصيل مروعة)
طفل توسل لأحد المتشددين في مذبحة مسجد الروضة لكنه أرداه قتيلاً (تفاصيل مروعة)
أحد مصابي مجزرة مسجد الروضة بالعريش
الساعة 08:06 مساءً
  «كأنه كان كابوساً، كل ما حدث في ذلك اليوم كان يفوق الخيال.. أطفال غارقون في دمائهم وصرخات استغاثة هنا وهناك.. علامات الصدمة والذهول ترتسم على وجوه الجميع تتمازج مع مشاعر الفجيعة والنكبة.. يوم أسود لم تشهد مصر مثله من قبل». وبحسب صحيفة «البيان»، رصد الطبيب (ف. ز) في شهادته التي أدلى بها بعضًا من المشاهد التي رآها أثناء استقبال الشهداء والمصابين في المستشفى جراء مذبحة مسجد الروضة في سيناء بمصر. واستهل الحديث بقوله: «كنت أحمل أطفالًا مصابين بطلق ناري بيدي يتألمون ويصرخون.. مشاهد تُدمي القلوب، كنت أحاول أن أتمالك نفسي، وألا أظهر انهياري الداخلي من كم المشاهد الصعبة التي رأيناها في ذلك اليوم. رجال وأطفال غارقون في دمائهم، وحالات حرجة بين الحياة والموت.. لم يتمالك الكثيرون أنفسهم، مسعفون وممرضون وممرضات وأطباء أجهشوا بالبكاء.. المصيبة كانت تفوق كل احتمال بشري». يروي الطبيب أحد القصص التي رواها أحد الناجين في المستشفى عن الهجوم الإرهابي، قائلًا: سألت رجلًا كبيرًا من بين المصابين استطاع بالكاد أن يتحدث قائلًا: «ضربونا بالنار واحنا بنصلي، حسبنا الله ونعم الوكيل»، راويًا واقعة قيام طفل بمواجهة عنصر متشدد من مرتكبي الحادث الإرهابي، توسل له الطفل مجهشًا بالبكاء «أنا طفل.. أنا طفل» ظنًا منه أن ذلك سوف ينقذه من القتل وأن المسلح سوف يرق قلبه ولا يستهدف الطفل، إلا أن براءة الطفل لم تشفع له، وقام المسلح بإطلاق عيار ناري في رأسه أرداه قتيلاً. قرية كاملة ذهب معظم رجالها.. هناك بيوت الآن ليس بها إلا النساء بعد أن استشهد أو أصيب رجالهم وأطفالهم داخل المسجد.. أطفال في عمر الزهور كانوا من بين ضحايا هذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مسجد الروضة ببئر العبد في العريش (شمال سيناء) والذي راح ضحيته العشرات ما بين شهداء ومصابين، تجرد مرتكبوه من كل معاني الإنسانية والرحمة، وراحوا يستهدفون في وضح النهار رجالًا وأطفالًا وشيوخًا داخل المسجد أثناء قيامهم بأداء صلاة الجمعة. الصداقة ويروي الطبيب أيضًا واقعة كان شاهدًا عليها بنفسه داخل أروقة المستشفى، مرتبطة بطفلين صديقين، كلاهما أصيب بطلقٍ ناري، الأول اسمه أحمد عيد، كان يصرخ من الألم، وكنا ذاهبين به لإجراء سونار وانتظرنا دورنا حتى تخلو غرفة السونار لندخل. وكان بالانتظار أيضًا طفلٌ نائم على التروللي أو عربة نقل المصابين كان يصرخ من الوجع، حتى رأى بعضهما البعض، واكتشفنا أنهما صديقان، فسلّما على بعضهما البعض، ثم توقفا عن الصراخ، وكأنهما يصبران بعضهما أو يستلهمان القوة معًا. «حط لي (ضع لي) بنج يا دكتور الله يخليك».. صرخة استغاثة أطلقها أحد الأطفال مناشدًا طبيبه بأن يضع له «البنج» كي لا يشعر بآلامه، يقول الطبيب: لا أستطيع أن أنسى صرخات هذا الطفل.. لا تفارق أذني استغاثته طالبًا التخدير الكلي كي لا يشعر بالألم، وهي الاستغاثة التي كان يذيلها الطفل بطلب «رجعوني لأمي»، صرخات تهز جذور القلوب وتدميها، شاهدة على حجم الفجيعة والكارثة التي ألمت بمصر. تضامن ويتحدث الطبيب عن وقائع ما وصفه بـ «الملحمة» التي أظهر فيها أبناء سيناء تضامنهم وتضافرهم جميعًا، فبمجرد أن تم الإعلان عن الحادث الإرهابي وأذاعت المساجد في القرى المجاورة النبأ وأن المستشفى بحاجة إلى تبرع بالدماء، خرج الجميع أمام المستشفى للتبرع بالدماء.. وكان المسعفون يكتبون على كل الحالات بياناتها كاملة، وكان هناك متطوعون يساعدون في ذلك وفي نقل المعلومات ونشرها كافة حتى تتمكن الأسر من معرفة ذويهم ومصيرهم .

آخر الأخبار