بثّت ھیئة الإذاعة البريطانیة "بي بي سي" مقطعًا مسجّلًا من المعركة التي قادها عناصر من ميليشات الحوثيين ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح والتي انتھت بمقتله. وقالت "بي بي سي"، إن تلك الصور التي تعرضها لأول مرة، غيرت مجرى الصراع في اليمن، مؤكدة أن الميليشيات الحوثية طوقوا المبنى الخاص بالرئيس السابق صالح، وحاربوه حفاة الأقدام. وأشارت إلى أنهم فجروا الجدران، ودخلوا، وتعالت هتافاتهم: "الموت لأمريكا وإسرائيل والنصرة للإسلام، ومن ثم انتشر خبر موت صالح". وبحسب المقطع الذي يظهر فيه وضع ما بعد المعركة، فإن الدماء تتناثر في كل أنحاء المكان، والأوراق مبعثرة، فضلًا عن تمكن الميليشيات الحوثية من القبض على رجال الرئيس السابق صالح. وقال شھود عیان نقلًا عن حراس صالح، إن المسلحین قتلوه وھو داخل المنزل بعد اقتحامه. ونقلت "بي بي سي"، عن رجل وصفته بأحد المقربين من صالح، الذي كان إلى جواره قبل موته بلحظات قليلة (عائلته لا تزال متواجدة في أحد المواقع التي يسيطر عليها الميليشيات الحوثية)، قوله: "كنت مع الرئيس السابق وكان يدافع عن بيته"، مؤكدًا أن الحوثيين استولوا على كل الأسلحة الخاصة بصالح، إلا أن أعوان الرئيس السابق هربوا ومعهم شيء أكثر قيمة من تلك الأسلحة، ألا وهي أسرارهم. وحول الدعم الإيراني للحوثيين، قال الرجل للإذاعة البريطانية، إنه شاهد إلى جانب ميليشيات الحوثي إيرانيين موجودين إلى جانبهم في صنعاء، فهم الذين يقودونهم بقولهم: "افعلوا هكذا أو لا تفعلوا هكذا". وتابع: "رأيت المستشارين الإيرانيين بعيني، يزودونهم بأسلحة، لكن الذي هو أهم المعلومات اللوجستية، البرنامج الذي يتبعونه، هو برنامج إيراني، وعندهم خبراء عسكريون يمشون مع مهدي المشاط وأبو علي الحاكم، ومجاهد المداني". وأكدت مصادر أخرى موثوقة لـ"بي بي سي"، تواجد مستشارين إيرانيين إلى جانب الميليشيات الحوثية". وشبهت "بي بي سي" صنعاء في ظل سيطرة الحوثيين بـ"مدينة الخوف"، مؤكدة أن الكل خاف أن يتحدث. وعرضت هيئة الإذاعة البريطانية صورًا حصرية لمظاهرات نسائية خرجن للمطالبة بدفن جثمان صالح، لكن الحوثيين انتقموا، بحسب "بي بي سي" التي أكدت اعتقال مئات من مؤيدي صالح في هذه التظاهرة. وقالت سيدة يمنية لـ"بي بي سي"، إن الميليشيات الحوثية كان بيدهم أسلاك وقنابل مسيلة للدموع يضربون بها النساء. واختتمت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرها، بقولها، إن معاناة اليمنيين في ظل تواجد الميليشيات الحوثية ستستمر. https://youtu.be/FEfcVijK6E4