الاربعاء 8 مايو 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - 45 يوماً على مقتل صالح.. قيادات المؤتمر بين الثأر للراحل والانتصار لليمن
45 يوماً على مقتل صالح.. قيادات المؤتمر بين الثأر للراحل والانتصار لليمن
مسلحين بصنعاء
الساعة 12:16 صباحاً
  مضى 45 يومًا منذ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، من قبل ميليشيات الحوثي، حلفائه السابقين في تنفيذ الانقلاب على السلطة الشرعية، بعد تصاعد حدة الخلافات بينهما، وتحوّل الود المشترك إلى مواجهات مسلحة بين الطرفين، انتهت بمقتل صالح في الـ 4 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وعقب مقتل صالح وعدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي له، والتنكيل بمن تبقى منهم والزّج بهم في المعتقلات الحوثية، لجأ من استطاع النفاذ منهم بجلده إلى المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها الشرعية. بعض القيادات التي تمكنت من الفرار إلى مناطق الشرعية، وأخذت على عاتقها الثأر لصالح ومواصلة قتال الحوثيين، إلا أنها أعلنت امتناعها عن القتال ضمن صفوف قوات الشرعية، ويطالبون بالقتال عبر خلق جبهات جديدة منفصلة وقوات عسكرية خاصة بهم، ويريدون من التحالف فقط تزويدهم بالسلاح وتوفير الذخيرة. وإزاء ذلك، يقول الصحفي والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني: “يُمثل مقتل صالح انتكاسة كبيرة للحوثيين، بقدر انتقامهم منه، إذ فقدوا الغطاء السياسي محليًا وإقليميًا ودوليًا، وبالتالي انشقاق الانقلاب بخروج الرئيس الراحل والمؤتمر الشعبي العام أضعف الجماعة، لذلك شهدنا خلال هذه الفترة أن جبهات الشرعية تمكنت من تحقيق انتصارات هامة”. وأضاف الهدياني: “أمر طبيعي أن تلجأ القيادات السياسية والعسكرية المحسوبة على المؤتمر الشعبي العام والموالية لصالح إلى مناطق الحكومة الشرعية لتخوض معركة تحرير باقي المحافظات، ولكن يجب أن تكون هذه المشاركة في إطار اللافتة الشرعية، وأي صناعة لمكونات مسلحة خارج إطار الشرعية هي صناعة لميليشيات ستضاعف من مشكلات الدولة”، بحسب ”إرم نيوز”. وأوضح الهدياني: “أن تتحدث تلك القيادات التي جاءت للتو من تحت عباءة الانقلاب، أنها ستعمل منفصلة عن الحكومة الشرعية، وفي جبهات وتشكيلات عسكرية خاصة بها، أمر خطير، كون التحالف العربي وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يخوضون المعركة في إطار استعادة الشرعية اليمنية”. وأردف قائلًا: “فالخروج عن هذه الشرعية هو تمرد، فكيف يمكن مواجهة التمرد الحوثي في صنعاء عبر كيانات مفككة ومتمردة، وهذا أمر خطيرأيضًا، وعلى التحالف والشرعية عدم السماح لحدوث مثل هذا الأمر، مع ضرورة توحيد كل الطاقات والقوى تحت لافتة الشرعية”. من جانبه، يقول القيادي في الحراك الجنوبي عبدالكريم السعدي: “لن يعجل بحسم الحرب من وجهة نظرنا إلا معركة تدار تحت قيادة واحدة، وتسير وفق خطة عسكرية متكاملة، وتخضع لغرفة عمليات واحدة أيضًا”. ويضيف السعدي أنه في الجانب العسكري “لا أرى في تعدد الجبهات إلا تعدد الولاءات، وهو أمر يضع مصير حسم الحرب على طاولة المخاطرة غير محسوب العواقب”. وقال: “أما على صعيد الجانب السياسي، فإنني أرى أن الحل السياسي بات هو الأقرب اليوم من خلال المعطيات على الأرض”. وحول امتناع قيادات المؤتمر عن القتال ضمن قوات الشرعية، بين السعدي أن “امتناع تلك القيادات عن القتال تحت سلطة الشرعية يؤكد مخاوفنا حول أن المعركة بالنسبة لهؤلاء ليست معركة تصدٍ لانقلاب ضد الشرعية، ولا هي معركة دفاع عن أهداف دول التحالف بل إن معركة هؤلاء ستكون معركة ثأر فقط”. وأضاف أن “جبهتهم ستقاتل ضد الشرعية ومن يدعمها أكثر من قتالها ضد جماعة الحوثي ومن يساندها، وتسليم هؤلاء جبهات مستقلة عن الجبهات التي يديرها التحالف والشرعية هو خطأ كبير ستكون له نتائجه الكارثية في المستقبل”. بدوره، قال المحلل السياسي نبيل البكيري: “مضى 45 يومًا على مقتل صالح على يد حلفائه الحوثيين دون أي ردة فعل من قبل أنصاره وأتباعه، يؤكد فرضية انتهاء حزب صالح بمقتل صالح نفسه، وهو ما حرصت جماعة الحوثي عليه، وقطعت الشك باليقين لأنها كانت متخوفة من إمكانية انقلاب صالح ضدها وحشد أنصاره ضد الحوثيين”. واستطرد بالقول “الذي حدث أكد فرضية أن صالح سقط، وانتهى يوم أمر أنصاره وأتباعه في الجيش والحرس الجمهوري بتسليم صنعاء للحوثيين في الـ 21 من أيلول/سبتمبر 2014″. وأشار البكيري إلى أن: “ذهاب من نجا، بأعجوبة من أهل صالح وأقاربه وأنصاره لمحافظات الشرعية دون الاعتراف بهذه الشرعية ودون -أيضًا- تقدير دور التحالف، بل على العكس تمامًا، وهو عداؤهم للشرعية وطلبهم للتحالف بإيقاف الحرب، يثير الكثير من الشكوك حولهم، وإمكانية لعبهم دورًا ما مع الانقلاب بصنعاء الذي اختلفوا معه في آخر لحظة”. وأكد البكيري: “لن تحسم الحرب في اليمن بعد ثلاث سنوات، إلا تحت مظلة الشرعية المعترف بها دوليًا والمنضوي تحت رايتها كل اليمنيين، وأي كيانات خارج الشرعية لن تسعى سوى لتكون عاملًا معرقلًا في المعركة لا عاملَ نصرٍ فيها”. إلى ذلك، يقول الصحفي فتحي بن لزرق: “إذا ما أردنا الانتصار على الحوثيين، يجب على الشرعية والتحالف، والمؤتمرين المنشقين عن الحوثي كذلك، التوحد في جبهة واحدة وتحت راية واحدة”. ولفت بن لزرق إلى أنه: “في حال استمرار الشقاق والنزاع بين هذه الأطراف من خلال محاولات لتفريخ جبهات عسكرية وتيارات سياسية خاصة بهم، أعتقد أنه لن نصل إلى حسم عسكري إذا ما تم لهم ذلك”. ولا يستبعد بن لزرق أن “تذهب هذه الأطراف للتفاوض مع الحوثيين وتقديم التنازلات لهم، الحل في توحد كل الجهود، أما دون ذلك فهو إطالة الأزمة وأمد الحرب”.

آخر الأخبار